"البوابة" تنفرد بنشر تشكيل القوات العربية المشتركة فى معركة "اليمن"

ويبحث القادة العرب مقترح تشكيل قوة عربية مشتركة، لمواجهة الإرهاب، وهو المقترح الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى في أعقاب المذبحة التي حصدت أرواح ٢١ مصريًا في ليبيا ذبحًا على يد تنظيم «داعش».

وفيما يتعلق بالملف اليمني، فإن القمة ستناقش الحرب على الحوثيين في اليمن، مع تزايد الحشود العسكرية السعودية على الحدود بين البلدين، وحجم مشاركة الجيش المصرى بالمعركة، وشكل التحالف العسكري العربى الذي تم تدشينه عقب الاستغاثة التي أطلقها الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى لإنقاذ البلاد بعد الانقلاب المسلح الذي شنته ميليشيات الحوثيين المدعومة من قبل إيران هناك.

ويعول التحالف العربى ضد الحوثيين على الكفاءة القتالية للجيش المصري، خاصةً أنه يوصف بأقوى الجيوش العربية بالمنطقة، حيث يحتل المرتبة الثالثة عشرة على تصنيف موقع «Global fire power» المتخصص العسكري.

ويعتبر العنصر البشري، حسب الموقع المتخصص، من أهم عوامل تفوق القوات المسلحة، فالعقيدة القتالية للجندى المصرى تقوم على مواجهة الموت، بينما تتميز الجيوش الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بالتسليح المتطور، نظرًا لتمتع هذه الدول بالثراء الذي تكفله عوائد النفط. 

ويرى خبراء إستراتيجيون أن التكامل بين العنصر البشرى المصرى وعنصر التسليح المتطور يعطى قوات التحالف العربية ضد «الحوثيين» قوة بما يحسم الحرب في أقرب وقت، ويعيد الشرعية المغتصبة إلى الرئيس اليمنى المنتخب.

وفى حال قررت القوات المسلحة التدخل بريًا في اليمن، فإن الاعتماد سيكون كبيرًا على قوات التدخل السريع التي تأسست بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى في مارس الماضي، بينما كان يتولى حقيبة وزارة الدفاع، لتكون قوات لمواجهة الإرهاب في الداخل المصرى بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. وخضعت عناصر القوات إلى تدريبات «كوماندوز» مكثفة تضمنت آليات شن حرب العصابات والعمليات خارج الحدود المصرية.

وتتألف هذه القوات من أكفأ العناصر من أسلحة الصاعقة والمظلات والمشاة وقوات الدفاع الجوى والمدفعية، وسيتم نقل المقاتلين إلى ميدان المعركة جوًا، وليس مستبعدًا حدوث عملية إنزال لعناصر من القوات في الأراضى اليمنية.

وتتعامل قوات التدخل السريع على أنها جيش قائم بذاته، وتضم وحدة هليوكوبتر لنقل العتاد والأفراد، وأخرى هجومية، ووحدة طيران نقل ثقيل وخفيف ووحدة استطلاع واستخبارات وزوارق سريعة وزوارق حاملة صواريخ للدعم البحرى ووحدات من سلاح الإشارة والصيانة ووحدة طبية فضلا عن وحدة إمداد بالأفراد، إضافة إلى وحدة حرب إلكترونية وحاسب آلي.

وتعمل قوات التدخل السريع، في حال كانت تنفذ عمليات بالداخل المصرى، وفق آليات تنسيق عبر المخابرات الحربية مع وزارة الداخلية، وفى حال كانت تعمل خارج الحدود المصرية فتعتمد على التعاون على المعلومات والتقارير المخابراتية التي تقدمها الدولة محل المهمة، إضافة إلى وحدة الاستطلاع الرئيسية بين صفوفها. 

وتتسلح القوات بالأسلحة البيضاء والأسلحة الخفيفة وصواريخ «أرض أرض» ومركبات مدرعة وسيارات جيب يتم إسقاطها جوًا وزوارق سريعة.

كما يمكن إسناد مهام للوحدة ٩٩٩ القتالية، هي وحدة في القوات المسلحة وتعد من أقوى الوحدات الخاصة التابعة لسلاح الصاعقة، وتختص بمهام قتالية شديدة الحساسية خلف خطوط العدو، وهى أكبر حجما من الوحدة ٧٧٧ المختصة بمهام مقاومة الإرهاب الدولى التي يقتصر نطاق عملها على اقتحام وتحرير الرهائن ولا تشارك في الحروب بشكل مباشر.

وتختص الوحدة بالمهام القتالية شديدة الخطورة على الجبهة وخلف خطوط العدو، وهناك مهام خاصة تندرج تحت بند السرية وتعتبر من أقوى وأعلى الوحدات الخاصة بالجيش المصرى، ويقابلها في الولايات المتحدة فريق ألفا «Alpha team»»

كما تمتلك القوات المصرية الجوية ٢٠٠ طائرة هليكوبتر و٨٦٣ طائرة حربية متعددة الأنواع بين الأباتشى وf١٦ والميراج ٢٠٠٠ الفرنسية والميج الروسية. 

وأشارت الخارجية إلى أن التنسيق حاليًا مع المملكة العربية السعودية بشأن ترتيبات مشاركة القوات البحرية المصرية، بما يجعلها رقمًا مهمًا في الحرب ولاعبًا رئيسيًا على مسرح المعركة، وتمتلك مصر ٢٢١ قطعة بحرية و٤ غواصات من نوع روميو الروسية الصينية المحدثة، إضافة إلى صواريخ هاربون وأنظمة رادار عالية الدقة.

تعتبر الأردن من أكثر الدول العربية تنسيقًا عسكريًا مع مصر، حيث تم تشكيل مجموعة عمل مصرية أردنية على مستوى وزيرى الخارجية والدفاع، لمجابهة مخاطر الإرهاب المحيطة بالمنطقة ومواجهة التحديات الإقليمية، وهى المجموعة التي تم الاتفاق على تشكيلها في القمة المصرية الأردنية بالقاهرة فبراير الماضي.

ويأتى الجيش الأردنى في الترتيب السابع بين الجيوش العربية بعد الجيش المصرى والسعودى والسورى والجزائرى والإماراتى واليمني. 

وتتميز القوات الجوية الأردنية بارتفاع مستوى التدريب والتسليح ويطلق عليها قوات النخبة الخاصة، وأسسها الملك عبدالله بن الحسين قبل توليه العرش، وأشرف على إعدادها بنفسه، واهتم بكافة التفاصيل حول كيفية تدريبها وتسليحها على أحدث وأقوى الأسس العسكرية، وتم اختيار عناصرها بدقة شديدة.

وتعتبر تجهيزات القوات الخاصة الأردنية من الأفضل في الشرق الأوسط على مستوى التسليح الفردي، حيث تستخدم خوذًا قتالية من نوع AC١٢٠٠J\٥٠٠ مصنعة محليا، توفر حماية من المقذوفات من مدى ٥ أمتار، وتستخدم أيضًا واقيات الرصاص من نوع CPV ٧٢٠ المصنعة محليا أيضا، بالإضافة للأحذية الخاصة المقاومة للعوامل البيئية وشظايا القذائف والألغام الأرضية.

وتستخدم القوات الخاصة الأردنية تشكيلة واسعة من الأسلحة الأتوماتيكية الخفيفة والمتوسطة حيث تستخدم الرشاش الألمانى UMP من عيار ٩-١٩ ملم، وتستخدم الرشاش الألمانى G٣٦ C من عيار ٥.٥٦ ملم، والرشاش الأمريكى M٤ من عيار ٥.٥٦ ملم بالإضافة لرشاش MP٥ ومنها MP٥sd الكاتم للصوت من عيار ٩ ملم، والرشاش MP٥ K القصير من عيار ٩ ملم أيضا. 

وتستخدم القوات الخاصة الأردنية القناصة الأمريكية BERET RIFLE والقناصة M-٧٠٠ RIFLE أمريكية الصنع وعدة أنواع أخرى، كما جهزت بعض الفرق بقواذف LAW-٨٠ بريطانية الصنع المضادة للدروع.

أما بالنظر للتجهيزات الإضافية فهى تستخدم مقدرة المدى من نوع Leica السويسرى وKlite اليابانى، بالإضافة للمناظير النهارية والليلية وقنابل الصوت والوميض والغاز وقواذفها وأقنعتها.

ويتميز الجيش الإماراتى بقواته الجوية الحديثة، حيث تمتلك الإمارات ٨٠ طائرة F-١٦ Block ٦٠ و٦٠ طائرة مقاتلة متقدمة من طراز ميراج ٢٠٠٠ و٥٠ طائرة مقاتلة متقدمة من طراز هوك و٣٠ طائرة أباتشى AH/٦٤-D و٤ طائرات نقل من نوع C١٧ و٦ مروحيات نقل نوع Puma الفرنسية و١٢ مروحية للمراقبة نوع Eurocopter AS ٥٥٠C٣ ومروحيتين من نوع Super Puma و٤ مروحيات نوع Bell ٢١٤ و١٦ مروحية بحرية نوع AS٥٦٥ Panther.

ورغم حداثة سلاح الجو الإماراتي، إلا أن المستوى الفنى للطيارين الإماراتيين يعد مميزًا، وهناك تعاون وثيق مع الجيش المصرى لرفع كفاءة العناصر البشرية من القوات الجوية للدولة الشقيقة.

ونفذ الجيشان الإماراتى والمصرى ثلاث مناورات عسكرية مشتركة بينهما خلال العام المنصرم حملت أسماء «سهام الحق» بعد مناورات «زايد١» في الإمارات، و«خليفة ١» في مصر.

واعتمدت المناورات على تغير التكتيك العسكري في المواجهة إلى أسلوب العمل المشترك وتنفيذ مهمات مشتركة عسكرية، تشمل إتقان التكتيكات الجوية الدفاعية والهجومية، والعمل كفريق واحد لتنفيذ العمليات الجوية ليلا ونهارا.

وتأتى المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الإنفاق للتسليح العسكري حيث يبلغ مجموع إنفاقها العسكري نحو ٥٧ بليون دولار.

ويحتل الجيش السعودى المرتبة الثانية عربيًا، ويصنف في المرتبة الخامسة والعشرين عالميا، ويتميز الجيش السعودى بقواته الجوية، التي يبلغ عددها ٣٤ ألف مقاتل بإجمالى ٧٧٩ طائرة حربية ويمتلك ١٧١ طائرة قاذفة، و١٥ طائرة من طراز f٥ و٨٥ من طراز Tornado IDS و٧١ طائرة مقاتلة من طراز f١٥ و١٠٦ طائرات اعتراض، و٦٦ طائرة f١٥c، و١٨ طائرة f ١٥ D.

وتأسست قوات درع الجزيرة المشتركة بقرار من المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجى في دورته الثالثة بالعاصمة البحرينية المنامة في نوفمبر من عام ١٩٨٢، بهدف التصدى لأى عدوان على دول التعاون الخليجي، ويتجاوز عددها ٣٠ ألف عسكري، وتتمركز القوات على الحدود السعودية الكويتية، ويتمركز بعضها في بلدانها الأصلية بحيث يتم استدعاؤها وقت الضرورة.

وشاركت القوات خلال عام ٢٠١١ في السيطرة على أعمال شغب بالبحرين، بعدما طلبت حكومتها الاستعانة بقوات درع الجزيرة، والتي شاركت في تأمين المنشآت الإستراتيجية هناك، إلا أن خبراء عسكريين يعتبرون هذه القوات غير مجهزة أو مدربة، كما أنها فشلت في الدفاع عن دول الخليج في عدد من الأزمات من بينها الاجتياح العراقى للكويت في تسعينيات القرن الماضي.

ورغم الانتقادات تظل قوات درع الجزيرة أحد المكونات المطروحة ضمن القوات العربية المشتركة، بعد حصولها على التأهيل والتدريب العسكري المناسب لما يمكن أن يسند إليها من مهام.