الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أرض الكنانة تحتضن القمم العربية.. بدأت بانشاص وأخيرا في شرم الشيخ.. سبعون عاما من العمل المشترك.. مصر بقيادة السيسي تدشن مرحلة جديدة للتعاون العربي

القمة العربية
القمة العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتى انعقاد القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين والتي بدأت بشرم الشيخ في 23 من مارس الحالى، وتعقد إجتماعاتها الرئيسية غدا " السبت" وبعد غد " الأحد " تحت رئاسة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتدشن عقدا جديدا في عمر الجامعة العربية التي تحتفل هذا العام بعيدها السبعين.

انطلاقة جديدة لجامعة الدول العربية وأيضا من ارض الكنانة مصر.. وكما كانت قمة أنشاص فاتحة العمل العربى المشترك في إطاره المؤسسي على مستوى القادة في أول قمة عربية تنعقد في عام ١٩٤٦ بعد تأسيس الجامعة العربية..تحتضن مدينة السلام شرم الشيخ الدورة السادسة والعشرين العادية للامة العربية والتي ستشهد انطلاق حقبة جديدة من العمل المشترك يركز بشكل خاص على الأمن القومى للمنطقة في مواجهة التحديات الحالية وعلى رأسها تفشي ظاهرة الإرهاب.


القمة تاتى أيضا أهميتها من كونها الأولى التي تستضيفها مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهي أول قمة يحضرها ويترأسها الرئيس السيسى.

ومن انشاص إلى شرم الشيخ مرورا بعواصم ومدن عربية عدة.. كانت مصر من أكثر البلدان العربية التي استضافت القمم العادية وغير العادية فضلا عن احتضان القاهرة لمقر جامعة الدول العربية.
تاريخ طويل من عمر القمم العربية، كان أولها بانشاص حيث عقدت القمة في 28 مايو 1946، بدعوة من الملك فاروق في قصر أنشاص، بمشاركة الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية وهي: مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا.. ولم يصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي، وإنما مجموعة من القرارات أهمها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، قضية فلسطين قلب القضايا القومية، باعتبارها قطر لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية، ضرورة الوقوف أمام الصهيونية، باعتبارها خطر لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية، الدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية وقفا تاما، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين، اعتبار أي سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين تأخذ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كل دول الجامعة العربية، والدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه، مساعدة عرب فلسطين بالمال، وبكل الوسائل الممكنة، ضرورة حصول طرابلس الغرب على الاستقلال، العمل على انهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، لتمكنها من مواجة أي اعتداء صهيوني داهم.

اللقاء الثانى على مستوى القادة العرب انعقد ببيروت 1965 بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون، إثر الاعتداء الثلاثي على مصر وقطاع غزة..شارك في القمة تسعة رؤساء عرب، وصدر عنها بيان ختامي أجمع فيه القادة على مناصرة مصر ضد العدوان الثلاثي، وفي حالة عدم امتثال الدول المعتدية لقرارات الأمم المتحدة وامتنعت عن سحب قواتها، فإن الدول العربية المجتمعة ستلجأ إلى حق الدفاع المشروع عن النفس. واعتبار سيادة مصر هي أساس حل قضية السويس..تأييد نضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.


أما مؤتمر القاهرة الأول، فقد عقد في 13 يناير 1964، بمقر الجامعة العربية في القاهرة بناء على اقتراح الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر..وقد صدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات، وتصفية الجو العربي، وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف إلى جانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي، كما تضمن البيان مجموعة من القرارات أهمها قيام إسرائيل خطر أساسي يجب دفعه سياسيا واقتصاديا وإعلاميا..إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، يبدأ تشكيلها في كنف الجامعة العربية بالقاهرة..وردًا على ما قامت به إسرائيل من تحويل خطير لمجرى نهر الأردن، تقرر إنشاء "هيئة استغلال مياه نهر الأردن" لها شخصية اعتبارية في إطار جامعة الدول العربية مهمتها تخطيط وتنسيق وملاحظة المشاريع الخاصة باستغلال مياه نهر الأردن..إقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره، وتوكيل أحمد الشقيري أمر تنظيم الشعب الفلسطيني.. كما تم الاتفاق على أن يجتمع الملوك والرؤساء العرب مرة في السنة على الأقل، على أن يكون الاجتماع المقبل في الإسكندرية في أغسطس 1964.

وبالفعل عقد مؤتمر الإسكندرية أو قمة الإسكندرية في 5 سبتمبر 1964، بقصر المنتزه، بحضور أربعة عشر قائدا عربيا، وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات أهمها خطة العمل العربي الجماعي في تحرير فلسطين عاجلا أو آجلا..البدء بتنفيذ مشروعات استغلال مياه نهر الأردن، وحمايتها عسكريا.. الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية، ودعم قرارها بإنشاء جيش التحرير الفلسطيني..مواجهة القوى المناوئة للعرب في مقدمتها بريطانيا، لاستعمارها بعض المناطق العربية واستغلال ثرواتها. وتقرر مكافحة الاستعمار البريطاني في جنوب شبه جزيرة العرب..مضاعفة التعاون وزيادة الدعم الاقتصادي لدول المغرب العربي..الإيمان بالتضامن الإفريقي- الآسيوي، والاستبشار بنمو الوحدة الأفريقية..إنشاء مجلس عربي مشترك لاستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية..التوجيه بوضع خطة إعلامية عربية..تصفية القواعد الإستعمارية التي تهدد أمن المنطقة العربية وسلامتها، وخاصة في قبرص وعدن.

كما عقد في 13 سبتمبر 1965 في الدار البيضاء مؤتمر القمة بدعوة من الملك الحسن الثاني وشارك فيه 12 دولة عربية إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وصدر عن القمة بيان ختامي فيه مجموعة من القرارات أهمها الموافقة على نص ميثاق التضامن العربي وتوقيعه من قبل ملوك ورؤساء الدول العربية المجتمعين..مؤازرة الدول العربية، ومساندة الجنوب المحتل والخليج العربي.. المطالبة بتصفية القواعد الأجنبية وتأييد نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية.. دعم منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير، ودراسة مطلب إنشاء المجلس الوطني الفلسطيني. وإقرار الخطة العربية الموحدة للدفاع عن قضية فلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية..مواصلة استثمار مياه نهر الأردن وروافده طبقا للخطة المرسومة.. التخلي عن سياسة القوة وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية .

أما مؤتمر قمة الخرطوم فقد انعقد في 29 أغسطس 1967، بعد الهزيمة العربية في حرب يونيو، وحضرت جميع الدول العربية باستثناء سوريا التي دعت إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل، وصدر عن القمة مجموعة من القرارات أهمها اللاءات العربية الثلاث ( لا للاعتراف، لا للتفاوض، لا للصلح).. تأكيد وحدة الصف العربي، والالتزام بميثاق التضامن العربي..التعاون العربي في إزالة آثار العدوان عن الأراضي الفلسطينية، والعمل على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية..استئناف ضخ البترول إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا الغربي..إقرار مشروع إنشاء صندوق الإنماء الاقتصادي العربي.. سرعة تصفية القواعد الأجنبية في البلاد العربية.
وجاء في العام التالى المؤتمر الذي عقد في 21 ديسمبر 1969، وشاركت فيه أربع عشرة دولة عربية، بهدف وضع إستراتيجية عربية لمواجهة إسرائيل، ولكن قادة الدول العربية افترقوا قبل أن يصدر عنهم أي قرار أو بيان ختامي.


وفى عام ١٩٧٠ احتضنت القاهرة مؤتمر القمة غير العادي في 23 سبتمبر 1970، على إثر الاشتباكات العنيفة في الأردن بين الأردنيين والفلسطينيين. وقاطعته سوريا والعراق، والجزائر، والمغرب. وصدر عنه بيان ختامي، وأهم قراراته الإنهاء الفوري لجميع العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة الأردنية وقوات المقاومة الفلسطينية..السحب السريع لكلا القوتين من عمان، وإرجاعها إلى قواعدها الطبيعية والمناسبة، إطلاق المعتقلين من كلا الجانبين.. تكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق هذا الاتفاق..وانتهت مشاورات المؤتمر إلى مصالحة كل من ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل والعاهل الاردنى انذاك الملك حسين.


اما مؤتمر قمة الجزائر الذي التئم في 26 نوفمبر 1973، وحضرته ست عشرة دولة عربية بمبادرة من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر، وقاطعته العراق وليبيا.. وصدر عنه بيان ختامي ومجموعة من القرارات، أهمها: إقرار شرطين للسلام مع إسرائيل، الأول: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، الثاني: استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.. تقديم جميع أنواع الدعم المالي والعسكري للجبهتين السورية والمصرية من أجل استمرار نضالهما ضد العدو الإسرائيلي.. استمرار استخدام سلاح النفط العربي ورفع حظر تصدير النفط للدول التي تلتزم بتأييدها للقضية العربية العادلة. وتوجيه تحية تقدير للدول الأفريقية التي اتخذت قرارات بقطع علاقاتها مع إسرائيل..القيام بإعادة تعمير ما دمرته الحرب من أجل رفع الروح النضالية عند الشعوب العربية..وانضمام الجمهورية الموريتانية إلى الجامعة العربية.

وشاركت في مؤتمر الرباط الذي عقد في 26 أكتوبر 1974 في المغرب، جميع الدول العربية ومن بينها الصومال التي تشارك لأول مرة في مؤتمر قمة عربي. ومن قراراته التحرير الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة في عدوان يونيو 1967، وتحرير مدينة القدس، وعدم التنازل عن ذلك.. تعزيز القوى الذاتية للدول العربية: عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا. وتجنب المعارك والخلافات الهامشية..اعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحديا للشعب الفلسطيني.. توثيق الصلة والتعاون مع المنظمات والمحافل الدولية..تقدير الاحتياجات السنوية لدعم دول المواجهة عسكريا.. إنشاء صندوق خاص للإعلام العربي..توحيد الموقف العربي من قضية الصحراء العربية، وتقديم معونات للصومال وموريتانيا..الموافقة على تلبية دعوة الرئيس الصومالي انذاك محمد سياد بري في استضافة القمة العربية القادمة في العاصمة الصومالية مقديشو. 


أما مؤتمر الرياض فقد عقد في 16 أكتوبر 1976، بمبادرة من السعودية والكويت، لبحث الأزمة في لبنان ودراسة سبل حلها..وهو مؤتمر طارئ ضم ست دول عربية فقط هي: السعودية، ومصر، وسوريا، والكويت، ولبنان، ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولم يصدر عن المؤتمر بيان ختامي، ومن قراراته وقف إطلاق النار والاقتتال نهائيا في كل الأراضي اللبنانية والتزام جميع الأطراف بذلك..تعزيز قوات الأمن العربية الحالية لتصبح قوات ردع داخل لبنان. وإعادة الحياة الطبيعية إلى لبنان.. التعهد العربي، وتأكيد منظمة التحرير الفلسطينية على احترام سيادة لبنان ووحدته.. توجيه الحملات الإعلامية بما يكرس وقف القتال وتحقيق السلام وتنمية روح التعاون والإخاء بين جميع الأطراف. والعمل على توحيد الإعلام الرسمي.
وعاد مؤتمر القمة العربية مرة أخرى إلى القاهرة في 25 أكتوبر 1976 وحضرته أربع عشرة دولة لاستكمال بحث الأزمة اللبنانية التي بدأت في المؤتمر السداسي في الرياض، وصدر عنه بيان ختامي وردت فيه مجموعة من القرارات أهمها مساهمة الدول العربية كل حسب إمكانياتها في إعادة إعمار لبنان..تعهد متبادل في عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي بلد عربي..إنشاء صندوق لتمويل قوات الأمن العربية في لبنان. - مناشدة دول العالم إدانة العدوان الإسرائيلي.


ويأتى بعد ذلك مؤتمر بغداد 1978 الذي شهد مقاطعة مصر عربيا وذلك إثر توقيع مصر اتفاقيات كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، وشارك في المؤتمر عشر دول مع منظمة التحرير الفلسطينية..لم يصدر عن المؤتمر بيان ختامي، أما أهم قراراته عدم موافقة المؤتمر على اتفاقيتي كامب ديفيد.. توحيد الجهود العربية من أجل معالجة الخلل الإستراتيجي العربي.. دعوة مصر إلى العودة عن اتفاقيتي كامب ديفيد..دعم الجبهة الشمالية والشرقية ومنظمة التحرير الفلسطينية ماديا.. نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر. 
كما انعقد في تونس في 20 نوفمبر 1979، مؤتمر القمة التالى بدعوة من الرئيس التونسى الأسبق الحبيب بورقيبة، وصدر عن المؤتمر بيان ختامي فيه مجموعة من القرارات، منها الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، وهو عسكري وسياسي واقتصادي وحضاري.. تجديد الإدانة العربية لاتفاقيتي كامب ديفيد..التصدي لمؤامرة الحكم الذاتي، وتوسيع نطاق التضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطسني، من أجل إفشال مخططات الاحتلال الصهيوني وهزيمته..التصدي لنقل العاصمة الإسرائيلية إلى القدس.. إدانة سياسة الولايات المتحدة الأميركية، واعتبارها تؤثر سلبا على العلاقات والمصالح بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية.. إدانة العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، والتأكيد على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته الوطنية.


وعقد مؤتمر عمان في الاردن في 25 نوفمبر 1980، بحضور خمس عشرة دولة عربية، وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات أهمها: عزم القادة العرب على إسقاط اتفاقيتي كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل...التأكيد أن قرار مجلس الأمن رقم 242 لا يتفق مع الحقوق العربية، ولا يشكل أساسا صالحا لحل أزمة القضية الفلسطينية..الدعوة إلى وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، وتأييد حقوق العراق المشروعة في أرضه ومياهه.. إدانة الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، ودعم وحدة وسلامة أراضي لبنان.. إدانة استمرار حكومة واشنطن في تأييد إسرائيل وإلصاق صفة الإرهاب بمنظمة التحرير الفلسطينية.


وشاركت في مؤتمر فاس الذي عقد في 25 نوفمبر 1981 جميع الدول العربية باستثناء مصر، وانتهت أعمال المؤتمر بعد خمس ساعات، عندما رفضت سوريا مسبقا خطة الملك فهد لحل أزمة الشرق الأوسط، وتقرر إرجاء أعمال المؤتمر إلى وقت لاحق في فاس أيضا، حيث عقد في في 6 سبتمبر 1982، شاركت فيه تسع عشرة دولة وتغيبت ليبيا ومصر، واعترفت فيه الدول العربية ضمنيا بوجود إسرائيل. وصدر عنه بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات أهمها إقرار مشروع السلام العربي مع إسرائيل، أهم ما تضمنه: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وإزالة المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي التي احتلت بعد عام 1967 وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتعويض من لا يرغب بالعودة.. الإدانة الشديدة للعدوان الإسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني..وبخصوص الحرب العراقية الإيرانية، دعا المؤتمر إلى ضرورة التزام الطرفين لقرارات مجلس الأمن، وأعلن أن أي اعتداء على أي قطر عربي اعتداء على البلاد العربية جميعا..مساندة الصومال في مواجهة وإخراج القوة الإثيوبية من أراضيها.

وعقد مؤتمر قمة في الدار البيضاء في المغرب في 20 أغسطس 1985، بناء على دعوة من الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية. وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات أهمها..تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية وحل الخلافات بين الأشقاء العرب..الاستنكار والأسف الشديد لإصرار إيران على مواصلة الحرب، وإعلان المؤتمر تعبئة جميع الجهود لوضع حد سريع للقتال.. التنديد بالإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه ومصادره، وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي داخل في فلسطين.. المطالبة برفع الحصار الذي تفرضه ميليشيات حركة أمل الشيعية على المخيمات الفلسطينية. 


وعقد مؤتمر عمان في 8 نوفمبر 1987، بمشاركة عشرين دولة عربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، صدر عنه بيان ختامي ومجموعة من القرارات أهمها إدانة إيران لإحتلالها جزءا من الأراضي العراقية والتضامن مع العراق.. تضامن المؤتمر مع السعودية والكويت والتنديد بالأحداث التي اقترفها الإيرانيون في المسجد الحرام بمكة المكرمة.. التمسك باسترجاع كل الأراضي العربية المحتلة والقدس الشريف كأساس للسلام.. وضرورة بناء القوة الذاتية للعرب..إدانة الإرهاب الدولي.. العلاقات الدبلوماسية بين أي دولة عضو في الجامعة العربية وبين مصر عمل من أعمال السيادة تقررها كل دولة بموجب دستورها وقانونه .

وصدر عن مؤتمر الجزائر الذي عقد بمبادرة من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد في 7 يونيو 1988، بيان ختامي، ومن قراراته دعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، وتعزيز فعاليتها وضمان استمراريتها.. المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تحت إشراف الأمم المتحدة.. تجديد إلتزام المؤتمر بتطبيق أحكام مقاطعة إسرائيل.. إدانة السياسة الأمريكية المشجعة لإسرائيل في مواصلة عدوانها وانتهاكاتها..الوقوف إلى جانب لبنان في إزالة الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان تجديد التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في حربه ضد إيران، إدانة الاعتداء الأميركي على ليبيا، وتأييده لسيادة ليبيا على خليج سرت..إدانة الإرهاب الدولي والممارسات العنصرية..الاهتمام بالانفراج الدولي في البدء بالنزع التدريجي للأسلحة النووية.
وشهد مؤتمر الدار البيضاء 1989 استعادة مصر وضعها على الصعيد العربى وعضويتها في الجامعة العربية، وتغيب لبنان الذي كانت تتنازع السلطة فيه حكومتان..لم يصدر عن المؤتمر بيان ختامي، وأصدر مجموعة من القرارات، من بينها تقديم الدعم والمساعدة المعنوية والمادية للانتفاضة الفلسطينية..تأييد عقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.. تأييد قيام دولة فلسطين المستقلة والعمل لتوسيع الاعتراف بها. 

كما عقد مؤتمر قمة بغداد في 28 مايو 1990 بدعوة من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بغداد، وغابت عنه لبنان وسوريا، وبحث المؤتمر كموضوع رئيسي التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي واتخاذ التدابير اللازمة حيالها. 
واثر الغزو العراقى للكويت..احتضنت القاهرة في 15 أغسطس 1990 قمة عربية، وتغيب عن المؤتمر تونس التي كانت تدعو إلى تأجيلها، ولم يحضر القمة من قادة الدول الخليجية إلا أمير البحرين، ومثل الكويت ولي عهدها سعد العبد الله الصباح. لم يصدر عن المؤتمر بيان ختامي، أما أهم القرارات التي اتخذها المؤتمر فهي إدانة العدوان العراقي على دولة الكويت، وعدم الاعتراف بقرار العراق ضم الكويت إليه..ومطالبة العراق بسحب قواته فورا إلى مواقعها الطبيعية..بناء على طلب من الرياض، تقرر إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج

وبعد انقطاع دام نحو ست سنوات، عقد مؤتمر القاهرة الطارئ في 21 يونيو 1996، بدعوة من مصر وحضرته كل الدول العربية باستثناء العراق..وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن مجموعة من القرارات، من بينها الموافقة المبدئية على إنشاء محكمة العدل العربية، وميثاق الشرق للأمن والتعاون العربي، وآلية جامعة الدول العربية للوقاية من النزاعات وإدارتها وتسويتها..الإسراع في إقامة منظمة التجارة الحرة العربية الكبرى.. التأكيد من جديد على شروط السلام الشامل مع إسرائيل وهي الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، ومن الجولان والجنوب اللبناني، والتوقف عن النشاط الاستيطاني.
التضامن العربي مع دولتي البحرين والإمارات ضد التهديد الإيراني.. الحفاظ على وحدة وسلامة العراق، ودعوته إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن.

وعقد مؤتمر القاهرة في 21 أكتوبر 2000 إثر أحداث العنف التي تفجرت ضد الفلسطينيين بعد أن دخل شارون الحرم القدسي، وسمي بمؤتمر قمة الأقصى، حضر المؤتمر جميع الدول العربية باستثناء ليبيا التي مثلها وفد دبلوماسي انسحب في اليوم الثاني من القمة. وقد تضمن البيان الختامي الذي أصدره المؤتمر عدة قرارات أهمها إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال 200 مليون دولار أمريكي لدعم أسر الشهداء، وتأهيل الجرحى والمصابين.. إنشاء صندوق باسم صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني.. السماح باستيراد السلع الفلسطينية بدون قيود كمية أو نوعية. 


أما مؤتمر عمان2001..فقد اتخذت فيه القمة 14 قرارًا في مقدمتها تعهد القادة العرب بدعم صمود الشعب الفلسطيني ماليًا وسياسيًا وتحذير إسرائيل من مخاطر تنصلها من الاسس التي قامت عليها منذ مؤتمر مدريد 1991..كما أكد المؤتمر على تمسك القادة بقطع العلاقات مع الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس... ووافقوا على عقد المؤتمر الاقتصادي العربي الأول في القاهرة في نوفمبر 2001 وقررت القمة تكليف الملك عبد الله بوصفه رئيس الدورة الحالية للقمة بإجراء المشاورات اللازمة لبحث الحالة بين العراق والكويت، كما وافقت القمة على اختيار عمرو موسى امينًا عام للجامعة خلفًا للدكتور عصمت عبد المجيد .

وطغت على أعمال مؤتمر بيروت 2002 الحالة في الأراضي الفلسطينية حيث زاد التوتر في الأراضي المحتلة مع اجتياح غزة ومذبحة مخيم جنين وحصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مقره، وأكدت القمة كالعادة على دعمها لصمود ونضال الشعب الفلسطينى.


وفى القاهرة عقد مؤتمر القمة ٢٠٠٣ في ظل ظروف بالغة السوء حيث كان قد تم غزو العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية.. وشدد البيان الختامي على ضرورة احترام سيادة شعب العراق على أراضيه، وخرج العرب من الاجتماع ليسوا بأفضل حالا مما دخلوا إن لم يكن أسوأ حيث تبادل الزعيم الليبي القذافي الاتهامات في جلسة على الهواء مع ولى العهد السعودي... وأحدثت المبادرة الإماراتية التي اقترحت تنحى صدام حسين من السلطة ردود فعل مختلفة بين القادة العرب وكانت سببًا بعد ذلك في أزمة عميقة بين الإمارات وأمين عام الجامعة عمرو موسى.

اما مؤتمر تونس الذي كان من المفترض أن يعقد يومي 29 و30 مارس 2004... وتم الغاؤه قبل انعقاده بيوم وسط إحباط الشارع العربي الذي لم يفهم حتى عدم القدرة على مناقشة التحديات على عظمها.
اما مؤتمر القمة الـ١٧ فقد انعقد الجزائر2005، وواكب الذكرى الستين لتأسيس الجامعة العربية.. وركز المشاركون خلالها على تمسك العرب بالسلام كخيار إستراتيجي، في ضوء توقع إقرار ما رفعه لهم وزراء خارجيتهم بشأن "تفعيل مبادرة السلام العربية" التي اقرتها قمة بيروت. كما تناول القادة مواضيع مختلفة أبرزها فلسطين والعراق والإصلاح..وعقدت القمة في قصر الامم في الجزائر العاصمة بحضور 13 رئيس دولة من اصل 22.


وفى العام التالى احتضنت الخرطوم أعمال القمة التي عقدت في مارس 2006 وتبنت بيانا لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ورفضت خطة ايهود اولمرت رسم الحدود مع الأراضي الفلسطينية من جانب واحد..كما عبرت عن دعمها للسودان في قضية دارفور وقدمت دعما ماليا لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور.
كما قررت القمة العربية التي عقدت بالرياض في مارس 2007 مجددا تفعيل مبادرة السلام العربية بعد خمس سنوات من إطلاقها ودعت إسرائيل إلى القبول بها..وأكدت دعمها لحكومة الوحدة الفلسطينية التي شكلت قبل أيام بمشاركة فتح وحماس.
وفى مارس 2008.. كانت العاصمة السورية دمشق على موعد مع استضافة القمة التي غاب عنها نحو نصف القادة العرب وهى القمة التي دعت إلى انتخاب رئيس توافقي في لبنان وأكدت تمسكها بمبادرة السلام العربية وأكدت رفضها لتقسيم العراق، داعية الحكومة إلى حل الميليشيات وبناء الجيش.
واستضافت الدوحة في مارس 2009 أعمال القمة العربية الدورية حيث أكد إعلان قمة الدوحة رفض الدول الأعضاء قرار المحكمة الجنائية التي أصدرت مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.وفي موضوع السلام العربي الإسرائيلي، أكد القادة العرب في بيان الدوحة "على ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام"...وشهدت القمة مصالحة بين العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اللذين سادت بينهما خصومة منذ عدة سنوات، خصوصا منذ قمة شرم الشيخ عام 2003.


وفى العام التالى استضافت مدينة سرت القمة العربية الدورية في ليبيا في عام ٢٠١٠ والتي كانت آخر قمة قبل انطلاق شرارة الثورات في عدد من الدول العربية ومن بينها مصر.
وانعقدت القمة العربية في دورتها الثالثة والعشرين في عام ٢٠١٢ ببغداد حيث أكدت دعم ومساندة الدور التاريخي لجلالة الملك عبدالله الثاني الراحل في حماية المقدسات الدينية في القدس.. وشدد إعلان بغداد على الالتزام بالتضامن العربي، والتمسك بالقيم والتقاليد العربية النبيلة، والحفاظ على سلامة الدول العربية كل واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وبناء قدراتها، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، التشديد على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء وبالوسائل السلمية والعمل على تعزيز العلاقات العربية – العربية وتوثيق عُراها ووشائجها، والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.
واستضافت الدوحة القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين في 21 مارس عام 2013، وعقدت الدورة الخامسة والعشرين في العاصمة الكويت العام الماضى.