الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"ملك" دخلت العمليات لاستئصال اللوزتين فخرجت جثة هامدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كارثة جديدة وليست بالأخيرة من كوارث «الإهمال الطبى» الذي أصبح شبحًا يواجه المصريين بشكل يومى، والذي يؤدى في أبسط حالاته إلى عاهة مُستديمة، إعاقة، أو مرض مُزمن، وغالبًا ما يؤدى إلى الوفاة، وللأسف ما زال يحدث في الكثير من المستشفيات والعيادات من قبل معدومى الضمير والإنسانية، ممن يطلق عليهم ملائكة الرحمة وقلوبهم خاوية منها، بعبث بعضهم بأرواح المرضى دون تمييز سواء كانوا أطفالا أو شبابا، أو شيوخا، فهم في حقيقة الأمر فخ ملغم.
آخر كوارث الإهمال الطبى الطفلة «ملك سيد عبد الخالق»، والتي لم تبلغ الـ ١٠ سنوات من عمرها.. بدأت الواقعة عندما ذهب بها والدها العامل البسيط بأحد المصانع إلى «ممدوح.ح.خ» طبيب الأنف والأذن لإجراء عملية استئصال «اللوزتين» بسبب التهابها بشكل مستمر.. ومن الطبيعى طلب الدكتور منه إجراء التحاليل الطبية اللازمة قبل العملية، وعلى طريقة «زيتنا في دقيقنا» اتضح أن الطبيب «بتاع كله» حيث تحتوى عيادته الخاصة على معمل تحاليل أيضًا.. لم يتردد الرجل في دفع الرسوم المطلوبة، وجاءت النتيجة سريعًا والتي أظهرت بأن «ملك» لديها سُرعة ترسيب وأنيميا حادة وحساسية بالصدر، مما سيعوق إجراء العملية حرصًا على حياتها.. وبالرغم من ذلك قرر الطبيب إجراء العملية معللا بأنه سيعطيها بعض الأدوية قبل العملية، وعندما اعترض والدها قائلًا للطبيب «إزاى يا دكتور هتعمل العملية لملك وهى عندها كل الموانع دى.. كده خطر على حياتها»، وبكل ثقة رد عليه قائلًا «إنت مش هتفهم أكتر منى.. وبطل فلسفة»، فقام بإعطاء «ملك» بعض الأدوية بشكل مؤقت.. وحدد موعدًا لإجراء العملية، وأوصاه بأنه يجب أن تكون «ملك» صائمة عن الطعام والشراب قبلها بـ ١٥ ساعة.. وقال إنه سيجرى العملية في «الجمعية الطبية الإسلامية» الكائنة في مستشفى الطالبية.
وفى يوم الكارثة الذي حدده الطبيب، يقول والد «ملك» مُتحسرًا، «أخذت ابنتى وذهبت للمكان وفى الزمان الذي حدده الطبيب ويا ليتنى لم أذهب..وانفجر في بكاء هستيرى».. ويكمل قائلًا: «بمجرد أن دخلت ملك غرفة العمليات إلا وبدأت في البكاء والصراخ.. ومرت ساعتين كاملتين كأنهما دهر.. وخرج ذلك الطبيب «ممدوح» يقول لى مبروك العملية نجحت خلصت.. بس بنتك تخينه شوية وعندها حساسية مش عارفين نفوقها من البنج!!»، وكان معه في غرفة العمليات كل من الدكتور «وائل.ص.ك» و«هناء.ح.ع» طبيبة التخدير.. فطلبت أن أدخل لأرى ملك، وكانت الصاعقة عندما وجدتها جثة هامدة لا حول لها ولا قوة ثم انهرت مغشيًا على.
ودارت نقاشات حادة بين أسرة الطفلة والسفاح الذي أجرى العملية والذي انفعل فقام بخلع الأسلاك والأنابيب بعنف وبلا رحمة من أنف وجسد الطفلة، هنا علمت أن «ملك» بنتى نور عينى قد ماتت، صرخت أنا وأمها وإحدى صديقاتها كانت متواجدة معنا، وانتابتنا حالة هستيرية وبكاء لدرجة أننى سقطت على الأرض مغشيًا علىّ.
تُكمل الأم باقى التفاصيل قائلة: حاولت أكلم الدكتور وقلت له «أرجوك حاول تعمل أي حاجة تنقذ بيها ملك.. فرد بكل برود يا حاجة بنتك كان عندها سرعة ترسيب في الدم ووزنها أكبر من سنها، ده غير إن كان عندها حساسية بالصدر، أنا ماليش ذنب، فقلت له أنت تعلم قبل العملية ذلك من نتائج التحاليل وبالرغم من كده أعطيتها أدوية وقلت مؤقتًا عشان تعمل العملية، وصممت على إجرائها في مكان وموعد أنت اللى حددته، فردد نفس العبارة إنتوا مش هتعرفوا أكتر منى وبطلوا فلسفة، وهى قدرها كدا والله يرحمها، فقلت له حسبى الله ونعم الوكيل فيك، ثم قام الأطباء الثلاثة بوضع جثة «ملك» على سرير مُتحرك بالمستشفى، وأدخلوها في غرفة أخرى وأغلقوا الباب عليها، سلمنا أمرنا لله وعندما ذهب والد ملك لاستخراج تصريح خروج الجثة لدفنها من الدكتور «أحمد حسن» وكيل الصحة، والذي طلب أن يحكى له ما حدث، وبمجرد علمه بالواقعة وتأكد من أن هناك إهمالا طبيا جسيما أدى إلى إصابتها بجلطة في الرئة أدت إلى الوفاة، فأراد أن يرى الأطباء المسئولين عن تلك الجريمة، وبالفعل توجه إليهم وحدث نقاش حاد معهم وصل لحد المشاجرة وعنفهم جدًا، ووجه لهم عبارة «حسبى الله ونعم الوكيل فيكم يا كفرة»، ثم توجه الدكتور المحترم بتاع الصحة إلى قسم شرطة الطالبية لتحرير محضر ضد هؤلاء السفاحين حمل رقم ١٢٧٤ لعام ٢٠١٥، اتهمهم فيه بالإهمال الشديد الذي أدى لوفاة ملك، وأرفق نتائج التحاليل بالمحضر، وحكى فيه كل تفاصيل الواقعة، وبصفته كطبيب الصحة المعتمد أكد في المحضر أن حالتها كانت تستوجب عدم إجراء العملية تحت أي حال حرصًا على حياتها.
وتكمل الأم مُتحسرة قائلة: بعد ذلك فوجئنا برجل يتحدث معنا، وعرفنا بنفسه بأنه زوج الدكتورة «هناء» طبيبة التخدير.
وقال لوالد ملك «اتنازل عن القضية وأنا هطلعك السعودية تعمل عُمرة».. وكان رد فعل والد ملك بأن قام بنهره قائلًا له «حرام عليكوا إنتوا تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته».. وقام بطرده في الحال.. وعقب ذلك تم عرض الأطباء الثلاثة على النيابة العامة.. وجار التحقيق معهم حاليًا.
من النسخة الورقية