الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

5 أسباب لضرب الحوثيين في حرب "أكون أو لا أكون"

"سى إن إن": عاصفة الحزم ميلاد "ناتو عربي"

الضربة العسكرية السعودية
الضربة العسكرية السعودية في اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شكلت الضربة العسكرية السعودية في اليمن مفاجأة يُعتقد أنها ستسفر عن حسم سريع لمعركة «أكون أو لا أكون» التي تشنها قوات عربية ضد الحوثيين المدعومين من قبل النظام الإيرانى.
وجاءت الضربة على خلاف التوقعات قبيل القمة العربية بشرم الشيخ غدًا السبت، وبعد تهديدات أطلقها الحوثيون باعتقال الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، وكذلك بعد التلويح باستهداف السعودية.
وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية إن الحشود السعودية تدفقت منذ فترة على الحدود الجنوبية مع اليمن، بالتوازى مع تحركات عسكرية مصرية وخليجية أخرى في باب المندب ومحيط اليمن الإقليمى بحريا وجويا، لكن أحدًا لم يتوقع أن يكون الهجوم بهذه السرعة.
ويأتى قرار المملكة بالتعجيل بالعملية العسكرية لخمسة أسباب رئيسية، وهى أن الخطر الحوثى أصبح مستفحلًا إلى حد يهدد مصالح الخليج العربى بأسره، وتزايد المخاوف من تطويق إيران للمنطقة بوجودها العسكري في العراق شمالا واليمن جنوبًا، والتوصل إلى توافق عربى على ضرورة اتخاذ خطوة عسكرية استباقية، وعدم التعويل على دور أمريكى في ظل تحالف واشنطن مع إيران وأخيرًا وجود مظلة شرعية للضربة العسكرية في أعقاب مناشدة الرئيس اليمنى الدول العربية التدخل لإنقاذ بلاده.
تطاول الحوثيين
شن الحوثيون طوال الأشهر الماضية هجوما حادا على جميع الدول العربية ووصفوا الأنظمة العربية بالمتآمرة والمتكبرة وداعمة الفوضى. ولم يفوت زعيمهم عبدالملك الحوثى فرصة إلا وهاجم العرب جميعا ووصفهم بالضعاف، وأعلن ولاءه التام لإيران. واعتقد الحوثيون أن الصمت العربى يمثل ذريعة لابتلاع اليمن والسيطرة عليه وتقديمه هدية لطهران، ما جعلهم يندفعون بقوة نحو الجنوب وسيطروا على تعز، ووصلوا لباب المندب، ثم توجهوا إلى عدن مقر إقامة الرئيس «هادى» وحاولوا اقتحامها واعتقال الرئيس أو قتله، تحت ذريعة محاربة الإرهاب والقاعدة وداعش.
وأمام خطورة الموقف قررت القوات العربية التحرك السريع لإنقاذ الرئيس والحكومة اليمنية، والعمل على كبح جماح الحوثى.
باب المندب
واصلت إيران مسلسل استفزاز الدول العربية، وأعلنت إرسال قطع من الأسطول البحرى إلى باب المندب وسواحل اليمن بحجة محاربة الإرهاب في المضيق، كما واصلت نقل شحنات الأسلحة الضخمة إلى الحوثيين بحرا وجوا، وأنشأت جسرا جويا لتهبط الطائرات الإيرانية في مطار صنعاء مرتين يوميا.
وكان قائد القوات البحرية الإيرانية «حبيب الله سياري» أعلن أمس الأول عن أن إيران ستحارب الإرهاب في باب المندب من خلال أسطول بحرى توجه إلى هناك بالفعل.
هذه التصريحات مثلت القشة التي قسمت ظهر البعير، وأسفرت عن تسريع قرار الحرب، لوقف التمدد الإيرانى في اليمن والمنطقة العربية، والذي دفع أحد المسؤولين الإيرانيين للتصريح بأن الثورة الإسلامية الإيرانية تحكم الآن أربع دول عربية، في إشارة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن، كما أشار مسئول آخر إلى أن الإمبراطورية الفارسية ستستعيد نفوذها في المنطقة وستكون عاصمتها بغداد.
اكتمال القوة الضاربة
شهدت الفترة الماضية نشاطا عربيا مكثفا لتشكيل قوة عسكرية لمواجهة التحديات في المنطقة، تضم دول الخليج ودولا عربية، إضافة إلى قوى إسلامية فاعلة مثل تركيا وباكستان، وقادت مصر جهود تشكيل قوة عربية عسكرية دعا إليها الرئيس «عبدالفتاح السيسي» لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة سواء من الإرهاب أو من إيران.
واقترحت المملكة العربية السعودية تحويل القوة العربية إلى قوة إسلامية تضم دولا أخرى غير عربية، وبالفعل استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» وكذلك رئيس وزراء باكستان «نواز شريف» حتى تم التوصل إلى اتفاق مصرى سعودى أردنى على شكل القوة القادمة.
التخاذل الأمريكى
أسفر التخاذل الأمريكى وصفقات الظلام بين واشنطن وطهران عن دفع الدول العربية إلى التحرك لإنقاذ اليمن، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تتخذ أي قرار لدعم الرئيس اليمنى بعد انقلاب الحوثيين عليه، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن المطامع الإيرانية آخذة في التوحش، الأمر الذي لا يمكن غض الطرف عنه.
ونجح الأمير محمد بن نايف، ولى ولى العهد السعودى وزير الدفاع، في إقناع واشنطن بالحياد إزاء عملية «عاصفة الحزم».
هذا إضافة إلى اقتراب الموعد النهائى لتوقيع الاتفاق النووى بين إيران والقوى الدولية في ٣٠ مارس القادم، وسعى أوباما لتحقيق انتصار سياسي أو إستراتيجي في المنطقة، وهو ما قد يدفعه لتقديم تنازلات لإيران وتسليمها اليمن أيضا بعد الموافقة ضمنيا على حكمها للعراق وسوريا، مقابل موافقتها على توقيع اتفاق نووى والتخلى عن طموحتها النووية.
مظلة شرعية للتدخل
شكلت مناشدات الرئيس اليمنى للمجتمع الدولى ومجلس الأمن والأمم المتحدة وكذلك لجامعة الدول العربية التدخل عسكريًا لحماية الشعب اليمنى من الميليشيات الحوثية ومن إيران، مظلة شرعية ساعدت الدول العربية في التدخل باليمن بقوة وتحت غطاء شرعى من الجامعة العربية ومن الحكومة المعترف بها دوليا.
وأكد بيان لدول الخليج ما عدا سلطنة عُمان، الاستجابة لطلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، التدخل لردع عدوان ميليشيا الحوثى وتنظيمى «القاعدة» و«داعش» على البلاد.
وصدر بيان للسعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت تناولت فيه بالتفصيل الأزمة اليمنية وانقلاب ميليشيا الحوثيين على الشرعية.
من النسخة الورقية