الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"عاصفة الحزم" تقتلع حلم "فارس الكبرى"

اشرف بدر
اشرف بدر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكبر نجاحات عملية «عاصفة الحزم» التي شنتها دول عربية برئاسة االسعودية ضد الحوثيين في اليمن هى توحيد القوى العربية ضد أطماع "إيران "وسعيها باستعادة الإمبراطورية الفارسية والمد الشيعى الذى بات يحاصر كل شبر بدول الخليج.
كما أوقفت حلم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح المدعوم إيرانيا في استخدام الحوثيين لتنصيب ابنه رئيسا، وعجلت بتنفيذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتأسيس قوة عسكرية عربية مشتركة، وهو ما وافق عليه وزراء الخارجية العرب، اليوم الخميس، في اجتماعهم بمدينة شرم الشيخ.
ودعا البعض إلى ضرورة أن تشمل "عملية عاصفة الحزم" كل البلاد التي جاهرت إيران بضمها لإمبراطورتيها الجديدة ,بعد ما تبين أن "التأخير تدمير"، وأن سيناريو دمار سوريا وليبيا والعراق قابل للتكرار في اليمن.
إن "بكاء التماسيح "من المحسوبين على إيران والإخوان، كان متوقعا بعد الضربة العسكرية، وتصويرهم أن مشاركة مصر فى تلك الحرب بـ"اللعنة" التى تكرر مأساة تورط عبد الناصر في الحرب اليمنية المماثلة خلال الستينيات ومقتل مايزيد على10آلاف جندي مصرى بالاضافه إلى تواجد وحدات تابعة للجيش هناك، ما أسهم في انتصار إسرائيل في نكسة 67.
فيما وصف البعض المشاركة المصرية بأنها "سداد لفواتير" صرفت لصالح نظام السيسى من دول الخليج خاصة السعودية والإمارات والكويت .
وتجاهل هؤلاء عن عمد أن الضربة جاءت استجابة لنداء النظام الشرعى اليمنى لتخليص شعبه من قبضة الحوثيين وأنصارهم، الذين ساقوا بغبائهم المعهود وطنا بأكمله نحو الهاوية وسط تجاذبات سياسية عقيمة ابتعدت عن الحوار ونتائجه ,إلى فرض الرأي الأوحد , والإقامة القسرية للنظام الشرعى , وتهديد المخالفين لهم في الرأي، وزج الآخرين في غياهب السجون، دون النظر الى مصلحة البلد وجميع أطرافه وفرقائه.. وجلبوا جسراً جويا عسكريا إيرانيا مخيفاً بمعدل 420 طائرة عملاقة شهرية تنقل كل بشمركة إيران وجحافلها لكي تحول اليمن إلى ميدان للرماية وتسحق وجودها بدافع الضغط على دول الخليج ومصر، وتصدير المشكلات عبر باب المندب لضرب الملاحة بقناة السويس.
كما أن توصيفهم لما حدث بـ"غير القانوني وافتقاره لقرار دولى "من مجلس الأمن، فمردود عليه –بحسب البيان السعودى- بانه الضرب تستند إلى ميثاق الجامعة العربية يتيح في حال اعتداء على دولة من أعضاء الجامعة الدول العربية يتم تكوين تكتل عسكرى لضرب هذا المعتدي، لذا فمن حق السعودية الدفاع المشترك الجماعي عن أمنها.
كما أن الجامعة العربية لها الحق في التدخل للتصدى للحرب الأهلية باليمن طبقا للقانون، لافتا إلى أنه في حال سيطرة الحوثيين أو تهديدها لباب المندب يجوز ضرب الحوثيين طبقا للشرعية الدولية، نظرا لأن هناك تهديدا قوميا لأمن مصر لذا القانون يسمح لها بأخذ رد فعل سريع.
وتتناغم الضربة مع عقيدة المسلمين التي تقول «فقاتلوا التي تبغي».. وأضفى عليها خطباء الحرمين الشريفين بمكة والمدينة، "الشرعية" بدعاء عقب كل صلاة «اللهم إنهم ما خرجوا إلا لرد الباغي ونصرة المظلوم.. اللهم صوّب رميهم وقوِّ شوكتهم وانصرهم على الظلمة المعتدين يا حي يا قيوم".
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن.. ماذا بعد العملية العسكرية ؟ وهل كان مطلوبا تنفيذها؟ ولماذا الإجماع الدولى عليها؟
بيان مجلس التعاون الخليجى يجيب على الشق الثانى من السؤال حيث يفند الأسباب في الاعتداءات الحوثية التى طالت الاراضى السعودية، وأصبحت دول الخليج تواجه تهديداً مستمراً لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية.
وقال البيان: "إزاء هذه المخاطر الجسيمة، وفي ضوء عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن ، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على السعودية ، وقيامها مؤخراً بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة , استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت الأراضى السعودية خلال نوفمبرعام 2009.
واوضح المجلس إزاء هذا كله واستجابة لطلب الرئيس اليمنى الشرعى عبد ربه منصور لحماية بلاده وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق قررنا تنفيذ "عاصفة الحزم ".
أما الأجابة على الشق الأول من السؤال فتتمثل في خيارات يتم دراستها الآن.. أولها :عودة القيادات العسكرية السابقة و المحسوبة على عبدربه منصور هادي ,وثانيها :أن تظل اليمن منطقة منزوعة السلاح وأن تظل اليمن من عمان إلى صعدة منطقة تحت قيادة عسكرية عربية مشتركة ..ويتزامن معها عودة الحوار الوطنى.
أما أفضل الحلول المقترحة من بعض الخبراء اليمنيين فهو تقسيم اليمن الى مناطق مختلفة تقوم على ادارة الاقاليم قيادة محلية و عسكرية من أبناء المحافظة التي تتبعها, لأنه في ظل هذا الوضع لن يتمسك أحد بالحوار.
إن على "البكائين" مراجعة قول الخومينى عقب عودته إلى طهران "إننا نستعيد بناء الدولة الفارسية، وطوينا العواصم الأربعة، والجائزة الكبرى فى الطريق "والعواصم الأربعة هى بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء، أما الجائزو الكبرة فهى "القاهرة"، وكذلك قول قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد الجعفرى منذ أسابيع: "إننا طوينا سجادة الخليج" ووصف البحرين بأنها "إسرائيل الخليج".
كما علينا نحن شعوب التحالف العربى، ألا يأخذنا الغرور في العتاد والقوة التى أظهرتها قواتنا، وأن نعمل بنصيحة عبد الله بن سلطان الذي يعمل طيارا مقاتلا بالقوات الجوية السعودية في تغريدة كتبها من أرض المعركة «عاقب الله جنده عندما افتخروا بكثرتهم وقوتهم بحنين، ونصرهم في بدر، وهم أذلة، هذه أيام يجب أن نتذلل بها لله طلبا لمرضاته ونّصره".