الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

اليمن "عاصفة الحزم" تضرب ذراع إيران في المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن أمام الدول العربية إلا التدخل لردع الحوثيين عن أطماعهم حتى وإن جاء التدخل متأخرًا وفى وقت سيطر فيه الحوثيون على مزيد من المحافظات طوال العامين الماضيين، بدعم وتمويل إيراني للسيطرة وتسليم اليمن نهبا لأطماع إيران في المنطقة.
إلى جانب ذلك، تهدف إيران للسيطرة على مضيق باب المندب ومن ثم التحكم في مصير الدول العربية وحتى مصير قناة السويس التي يعتبر المضيق شريانا مهما لها، حيث استغلت إيران القاعدة العسكرية التي تمتلكها في إريتريا لتدريب الحوثيين وتجهيزهم بالأسلحة الخفيفة والثقيلة على مدى الأعوام الماضية كما وقفت وراء اعتدائهم على أهداف سعودية.
الخطر الحوثى على اليمن
اتبع الحوثيون منذ صعودهم بعد الثورة اليمنية استراتيجية التوغل والسيطرة، فشاركوا ضمن الحشود في الميادين ضد الرئيس على عبدالله صالح "والذي كان سببا فيما بعد في سيطرتهم حاليا على اليمن"، حيث شارك الحوثيون الذين خاضوا عدة حروب ضد النظام، في هذه المظاهرات. 
وبعدها استغلوا تراخي الأمن وفقدانه السيطرة على المناطق، وأخذوا يتمددون خارج معقلهم في صعدة، لتدهور الأوضاع سياسيا وأمنيا بالبلاد، وتوّج ذلك بزحف الحوثيين نحو صنعاء في سبتمبر 2014 ثم السيطرة على المحافظات، واحدة تلو الأخرى، وصولا إلى انقلاب متكامل الأركان طالبوا فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي بتسليمهم مقاليد الحكم على أن يبقى "واجهة سياسية بلا قيمة.
ووصلت سيطرتهم إلى 12 محافظة من أصل 22 في مقدمتها صنعاء، ليتحكم الحوثيون في بلاد تبلغ مساحتها نحو 528 ألف كيلومتر وعدد سكانها نحو 27 مليون نسمة، وقاموا بتسليح الآلاف من الشيعة "يتراوح عددهم ما بين 20 و30 ألفًا"، مستخدمين التمويل القادم من إيران.
عاصفة الحزم نهاية الحوثيين
استغاث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية التي قررت إنقاذ اليمن بتدخل عسكري سميت العملية بـ"عاصفة الحزم" بعد إعلان خمس دول خليجية، وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت، كما أعلنت مصر مشاركتها بقوات بحرية وجوية.
استهدفت الضربات الجوية مواقع بصنعاء للحوثيين، وتمكنت من تدمير 4 طائرات كما تم قصف قاعدة الديلمي الجوية بالعاصمة صنعاء وتدمير المدرج الحربي بالكامل، إضافة إلى استهداف اللواء الثامن طيران الموالي للحوثيين، فضلا عن غارات جوية استهدفت دار الرئاسة ومطار صنعاء وقيادة الشرطة العسكرية والخاصة، وقصف معسكر ريمة حُميد بصنعاء التابع للرئيس السابق على عبد الله صالح والكائن في منطقة سنحا إضافة إلى إستهداف منزل توفيق الأحمر الذي جعله صالح مقرا له.
وفي صنعاء، تم تدمير غرفة العمليات المشتركة في صنعاء، واستهدف قيادة المنطقة العسكرية السادسة في وسط صنعاء، وقيادة قوات الاحتياط في جنوب صنعاء، ومعسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط ومنطقة الجراف بصنعاء واستهدف القصف الجوي القصر الرئاسي في صنعاء، ومقر المكتب السياسي للحوثيين وفي جنوبي اليمن، استهدفت الغارات قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون. والقصر الرئاسي في عدن الذي احتله الحوثيون الأربعاء.
وفي صعدة، طالت الضربات مواقع لقيادات جماعة الحوثيين وأماكن تجمع ميليشياتهم شمالي اليمن وفي محافظات لحج والضالع التي استولى الحوثيون على أغلبها في الأيام الماضية، وتم تدمير مطار صعدة الذي كان يستعد الحوثي لافتتاحه لاستقبال الطائرات الإيرانية.
التدخل العسكري في اليمن تاريخيا
ليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها تدخل عربى عسكري في اليمن البداية كانت في عام 1934م وما عرف بـ "اتفاق الطائف": وهى معاهدة تمت عام 1934م بين المملكة المتوكلية اليمنية، والمملكة العربية السعودية، عقب مفاوضات بين الجانبين تمت في مايو 1934 واعتراف كل طرف باستقلال وسيادة الطرف الآخر، وأعادت السعودية إلى اليمن بعض الأراضي، التي احتلتها إبان الحرب بينهما.
وفى المرةة الثانية جاءت بعد الانقلاب المسلح عام 1948م "ثورة الدستور": وهو انقلاب مسلح قاده الإمام عبد الله الوزير على المملكة المتوكلية اليمنية في فبراير 1948 لإنشاء دستور للبلاد، حينها قتل الإمام يحيى حميد الدين ببندقية الشيخ على بن ناصر القردعي في منطقة حزيز جنوبي صنعاء الأمر الذي دفع السعودية للتدخل.
ثًالثا: ثورة 26 سبتمبر "الحرب الأهلية اليمنية":
هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية في شمال اليمن عام 1962، تحولت إلى حرب أهلية بين الموالين للمملكة، والموالين للجمهورية العربية اليمنية، واستمرت الحرب ثماني سنوات بين عامي 1962-1970، وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب، وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية.
رابعًا: حرب الوديعة عام 1969م:
هي حرب نشبت بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد أن اشتبكت القوات اليمنية الجنوبية مع القوات السعودية في مركز الوديعة على حدود البلدين في نوفمبر 1969، وانتهت بانتصار القوات السعودية وسيطرتها على الوديعة.
خامسًا: حرب الانفصال عام 1994م:
نشبت حرب الانفصال في اليمن؛ مما أدى إلى تجميد ملف الحدود مع السعودية، وفي أعقاب فشل حركة الانفصال الجنوبية في اليمن، وقع أول صدام حدودي بين السعودية واليمن في هذه المرحلة، عندما اخترقت قوات يمنية حدود الأمر الواقع شرق مركز "الخرخير" السعودي.
سادسًا: حرب صعدة "جبل الدخان" عام 2009م
دخلت المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية، والمتمردين الحوثيين مرحلة جديدة وحساسة بدخول السعودية طرفًا في المواجهات، على خلفية اعتداء المتمردين على أراضٍ سعودية بمحاذاة الحدود مع اليمن، وقتل ضابط وإصابة عدد آخر، ثم استمرار الاشتباكات المتقطعة.
الصراع على باب المندب
تكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمر منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز ويسعى الحوثيون للسيطرة على المضيق من خلال السيطرة على مدينة المخاء الساحلية 60 كلم شرق المضيق، والتي تشهد منذ أيام تحركات عسكرية حثيثة لمسلحي جماعة الحوثي، بالتزامن مع افتتاح الجماعة قبل أسابيع مكتبا رئيسيا لها في المدينة.
ولليمن أفضلية استراتيجية في السيطرة على المضيق لامتلاكه جزيرة بريم، إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، إذ تملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، وتملك فرنسا أيضًا حضورًا عسكريا قديما في جيبوتي.
أما بالنسبة لمصر فيعتبر باب المندب مرتبطًا ببقاء قناة السويس أولا ومضيق هرمز ثانيا مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وأي تهديد لهذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس 1869 وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا، وازدادت أهميته بوصفه واحدًا من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي، إذ يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنويا (57 قطعة يوميا).