مصر بين حرب اليمن في الستينيات وحلف 2015..سويلم: تدخل القاهرة ضروري لحماية باب المندب من سيطرة طهران..عزالدين: الحلول السلمية أجدى والوضع الليبي أخطر.. علام: الموقف مُتأزم ويستدعي توحد البلدان العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعادت الحرب التي شنتها السعودية بمشاركة عشر دول من بينها مصر إلى الأذهان، حرب مصر في اليمن التي شنها الرئيس جمال عبد الناصر ضد الملكية عام 1962، ليثار السؤال: هل تدخل مصر عسكريا سيؤثر على أمنها القومي؟ وهل يجر البلاد إلى حروب نتائجها تستمر على المدى البعيد كما حدث في الستينيات عندما ساهم إنهاك الجيش المصري في اليمن في هزيمة 1967؟ أم أن تدخل مصر مهم لحماية مصالحها خصوصا أن التدخل الإيراني العسكري المحتمل يجعلها تسيطر على باب المندب مما يمثل خطورة على قناة السويس؟.

البوابة نيوز توجهت بالتساؤلات للخبراء العسكريين لمعرفة كيف يرون المشهد ؟

في البداية يقول اللواء فؤاد علام الخبير الإستراتيجي، إن مصر حتى الآن تؤيد تدخل السعودية لافتا إلى أن الوضع غاية في الخطورة وأن المسألة ليست حرب بين يمنيين وحوثيين لكن أمريكا لها اليد الطولي في هذه الحرب فهي وراء كل ما يحدث في المنطقة خصوصا وأنها في طريقها لتوقيع اتفاقية نووية مع إيران، كما سمحت لإيران أن تعبث بأمن المنطقة وتمثل ذلك في العمليات العسكرية التي تتم في اليمن الآن، والتي تستهدف جر الدول العربية ومنها مصر على وجه الخصوص.

ويري اللواء علام أن المسألة لابد أن تحسم ومن الضروري توحد الدول العربية لاتخاذ موقف حاسم نظرا لخطورة الموقف،وإذا لم تتحد الدول العربية ستجر جميعها في حروب تدعمها إيران من ناحية وأمريكا من ناحية أخرى،ويتساءل ماذا يفعل الزعماء العرب لإيقاف أمريكا عن عبثها بالمنطقة ؟ فإذا وضعنا رؤوسنا في الرمال سنظل في حروب دامية قد تنتهي إلى حرب أهلية بين دول الخليج مع بعضها البعض.

ويري ضرورة أن يتخذ الزعماء العرب قرارا بعد قرار السعودية وهو أن يذهب ممثلو الدول العربية الكبري إلى الولايات المتحدة الأمريكية يعلنون موقفهم الموحد تجاهها وإيران وأن مصالح أمريكا تكون مهددة إذا لم تتوقف أمريكا عما تفعله تجاه الدول العربية أي يقفون لهم بالمرصاد بدلا من محاولتها زعزعة أمننا ونهدد نحن مصالحها في الدول العربية.

بينما يرى اللواء حسام سويلم الخبير الإستراتيجي أنه لابد من تدخل مصر حتى تؤمن أمنها فهذا التأمين يتفق مع متطلبات الأمن المصري،وتدخل إيران في حربها ضد اليمن سيؤثر على مضيق باب المندب خصوصا بعد ما قالت إيران إن رئيس الدولة طلب التدخل لحماية الشرعية، ويؤكد اللواء سويلم أن تدخل مصر لن يؤثر بالسلب على أمنها بدلا من ترك إيران تسيطر على باب المندب مما يجعلها تسيطر على قناة السويس،ويعتبر أن تدخل الدول العربية لمساندة اليمن يعيد التلاحم العربي بين هذه الدول مرة ثانية وأي عدوان من إيران سيؤثر على جميع الدول العربية بالسلب.

بينما يختلف معه الخبير الإستراتيجي اللواء أحمد عز الدين والذي يري أن قرار " التدخل العسكري" كان من المفترض أن يصدر من القمة العربية كقرار عربي مجمع عليه، خصوصا وأن الوزراء العرب كانوا بصدد الاجتماع اليوم لمعرفة حدود هذا التدخل العسكري، ويتصور اللواء عز الدين أن الضربات التي تحدث في اليمن ليس الهدف منها الحوثيون فقط،والاستمرار في القتال باليمن قطعا ستكون نتائجه سيئة للغاية،ويضاعف الإحساس بالثأر تجاه السعودية ودول الخليج،لافتا إلى أن الذي يضرب في اليمن ليس الحوثيين ولكن مواقع الجيش أيضا، فإذا كان التدخل العسكري لتعديل موازين القوى ـفمن الأولى اللجوء إلى حل سياسي سلمي،خصوصا وهناك أولويات لتدخل مصر عسكريا لحماية حدودنا في ليبيا، فالحرب مع اليمن ليست مخرجا لكنها أمر بالغ الخطورة،فينبغي أن يتم الشروع في بناء حل متوازن في اليمن الآن.