الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

التقرير السنوى للاستخبارات الأمريكية برفع إيران وحزب الله من قوائم الإرهاب يفتح باب الجدل بشأن إعادة تشكيل الشرق الأوسط

حزب الله
حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار التقرير السنوى الصادر مؤخرا عن مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر ، برفع إيران وحزب الله من قوائم الإرهاب ، جملة من علامات الاستفهام الكبرى حول أهداف هذا القرار الذي لم يكن قرارا عشوائيا على وجه الإطلاق ، مما لا يدع مجالا للشك بشأن ارتباطه وثيق الصلة بتغيرات ربما مفاجئة وجذرية ستحدث بمنطقة الشرق الأوسط ومتزامنة أيضا مع اتفاق قريب ستخرج به أمريكا ومجموعة المفاوضات النووية ( 5 + 1 ) مع إيران .
يرى خبراء ومراقبون أن القرار بمثابة " صفقة أمريكية " تهدف إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بمنح إيران بعض المطالب المتعلقة بملف إيران النووي والذي ستتضح ملامحه نهاية مارس الجاري من خلال إعلان صيغة الاتفاق المبدئي بين طهران وواشنطن والتى ستدخل حيز التنفيذ فى يونيو القادم .
وبحسب تقارير إعلامية ، فإن القرار الأمريكي كشف عن ملامح تلك الصفقة ، التي تهدف إلى إطلاق يد طهران وحزب الله فى المنطقة والضغط على دول خليجية بعينها ، والمثير للدهشة أن تقارير إعلامية أخرى رصدت ضمن تكهناتها للكشف عن أسرار وشفرة القرار الأمريكي بشأن إيران وحزب الله ، أن هناك تحركا لإعادة الاسلام السياسى الى الساحة بهدف تأجيج الصراع المذهبي وإشعال الفتن بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بأسره .
ويؤكد المراقبون أن القرار الامريكى ، سيؤدى الى بسط النفوذ والامتداد الإيراني في المنطقة العربية مما يشكل تهديدا حقيقيا للدول السنية الإسلامية ، كما أصبح يشكل تهديدا مباشرا للدول العربية ، حيث سيتيح لايران تمكين اكثر عمقا يمتد من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر وخليج عدن بما يشبه ب"قوس النفوذ" .
فيما أشارت تقارير صحفية دولية من جانبها،الى أن السعودية تحاول حاليا دعوة الدول السنية بمنطقة الشرق الأوسط إلى تنحية الخلافات بشأن الإسلام السياسي جانبا والتركيز على ما تعتبره تهديدات أكثر إلحاحا من إيران وتنظيم داعش .
وكان علاء الدين بروجردي ، الذي يرأس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بالبرلمان الإيراني ، قد أشار- في تصريحاته الأخيرة- إلى أن إيران أقوى الآن من أي وقت مضى خلال السنوات الثلاثين الماضية ، وبحسب "وول ستريت جورنال" الامريكية ، فهو دليل على أن النفوذ الإيراني في المنطقة تحول من السرية إلى العلنية.
وقالت إن هم الرياض الأكبر هو إيران الشيعية ، فقد زادت مخاوفها من صعود نفوذ عدوتها الرئيسية بالمنطقة في الآونة الأخيرة ، في ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع طهران على أجزاء كبيرة من اليمن ، وأيضا تقديم قادة إيرانيين المساعدة لفصائل شيعية تقاتل في العراق.
وبحسب الصحيفة، فقد استغل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لقاءات قمة مع زعماء الدول الخمس أعضاء مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر وتركيا على مدار الأيام الماضية ، لتأكيد الحاجة إلى الوحدة والبحث عن سبيل ، مع تنحية الخلافات بشأن جماعة الإخوان المسلمين الآن .
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت على وشك تتويج إيران الدولة الإقليمية العظمى لتكون محورا للسياسة الأمريكية الخارجية.. وقد يصبح عدو اليوم حليف الغد وهذا هو حال السياسة الأمريكية ، وأوضح مثال على هذا ، أنه على مدى سنوات وقفت سوريا ومن خلفها إيران كالغصة في حلق أمريكا ، وقادتا ما كان يعرف أو يسمى حينها بمحور المقاومة أو الممانعة في المنطقة ، على عكس ما كان يعرف في الأجندة الأمريكية باسم محور الاعتدال والذي يشمل مصر والسعودية والأردن .
وربما انتهى عهد إيران العدو وبدأ عهد إيران الحليف الذي يتقاسم النفوذ في المنطقة مع أمريكا التي غيرت أولوياتها في سوريا بموجب قرار حذف إيران وحزب الله من قوائم الإرهاب كما يرى كثيرون ، لتتحول تلك الأولوية من إسقاط النظام السوري إلى إسقاط " داعش" وأيضا لتتحول دولة العراق إلى البوابة الغربية لإيران .
وفي السياق ذاته ، اعتبر عدد من خبراء العلاقات الدولية أن التقرير الأمريكي بشأن إيران وحزب الله يعد بمثابة بالون اختبار لقياس ردود الأفعال العربية خاصة أن التقرير عبر عن محاولة واضحة المعالم لإضعاف احتمالات تشكيل قوة عربية عسكرية لمواجهة الإرهاب ، كما أن القرار الأمريكي برفع إيران من قوائم الإرهاب ، له أبعاد أخرى منها تعزيز تواجد إيران باليمن ومساندتها للولايات المتحدة فى مشروعها لنشر الفوضى الخلاقة وتفتيت دول الشرق الأوسط لدويلات.