في حمام سباحة نادي الجزيرة بدأت الطفلة فريدة هشام عثمان ذات الأربعة أعوام تلتمس طريقها نحو العالمية وسط قريناتها من بنات جنسها، مدربوها توقعوا لها مستقبلا باهرا، لقدرتها وقابليتها على تلقى الأوامر من مدربها.
فريدة هشام عثمان من مواليد ١٨ يناير ١٩٩٥ في مدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية، وحرصت أسرتها على دفعها لممارسة الرياضة خاصة السباحة.
فريدة مارست السباحة الإيقاعية لفترة قصيرة قبل أن تعود للسباحة في سن الـ١١ لتفوز بكل الذهبيات في بطولات ٥٠ و١٠٠ متر حرة وفراشة، واختيرت فيها كأفضل سباحة، ليتم اختيارها لتمثل مصر في دورة الألعاب العربية عام ٢٠٠٧، وهى في سن الـ١٢ عاما لتصبح أصغر متسابقة، وتشارك في مسابقات الـ٥٠ والـ١٠٠ متر حرة وفراشة، وشهدت هذه الدورة تألقها اللافت.
شاركت أيضا وهى في سن الثانية عشرة في دورة الألعاب الأفريقية ٢٠٠٧. في بطولة العالم للسباحة ٢٠٠٩ في روما حققت فريدة رقم ٢٦.٧٧ ثانية في الـ٥٠ متر حرة، و٢٧.٧٨ ثانية في الـ٥٠ متر فراشة لتصبح أسرع سباحة في عمرها في العالم، وتوالت إنجازات اللاعبة في كل المحافل. وفى دورة الألعاب الأفريقية ٢٠١١ فازت بذهبية الـ٥٠ متر حرة محققة رقما قياسيا في البطولة بـ٢٧.٠٨ ثانية.
فريدة عثمان الحاصلة على منحة دراسية في أمريكا قادت جامعتها كاليفورنيا للفوز بلقب بطولة الجامعات الأمريكية للسباحة بعد غياب أكثر من ٣ سنوات، وكان لفريدة دور كبير في وضع جامعتها في المقدمة، الجامعة احتفت بها بشكل كبير، كما أكد خبراء اللعبة قدرتها على الحصول على ميدالية أوليمبية.
ورغم موهبة اللاعبة إلا أن وزارة الرياضة تجاهلت وضعها في قائمة المصريين المرشحين للحصول على ميدالية أوليمبية بالبرازيل وهى الترشيحات التي وضعها شريف العريان، عضو اللجنة الأوليمبية وعضو لجنة التخطيط، وتراجعت الوزارة بعد ذلك على إثر مقابلة والدة ووالد اللاعبة للوزير ليتم تدارك الخطأ. فريدة، سمكة مصر الذهبية، أمل الرياضة المصرية في الحصول على ميدالية أوليمبية والصعود لمنصة التتويج في البرازيل، والتي رفضت اللعب باسم أكثر من دولة متمسكة باللعب تحت العلم المصرى، تؤكد أن الرياضة المصرية تدار بالبركة وبعيدًا عن التخطيط.
من النسخة الورقية
