الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

نادية عبد الحميد.. أول مدربة ملاكمة في مصر : غياب الثقافة سبب عزوف الفتيات عن الرياضة.. وخايفة أقول إننا في مجتمع ذكوري

نادية عبدالحميد
نادية عبدالحميد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فتاة في منتصف عقدها الثانى، مفعمة بالحيوية والأمل، تحمل على عاتقها طموح العديدات من أبناء جنسها، تؤمن بمقولة من وضع حدا لطموحاته وضع حدا لإمكانياته، حققت العديد من الإنجازات التي يصعب على الرجال تحقيقها.. إنها نادية عبد الحميد أول وأصغر مدربة ملاكمة مصرية، وأول مدربة في العالم تحصل على منحة اللجنة الأوليمبية الدولية، «البوابة» التقت نادية، وكان لنا معها هذا الحوار..
■ حدثينا عند تجربتك في عالم تدريب الملاكمة النسائية؟
- أنا لاعبة دولية في الملاكمة، وحصلت على ميداليات عديدة، ومثلث مصر في العديد من البطولات، بدأت مشوارى التدريبى حينما تم تعيينى مساعد مدرب منذ خمسة أعوام بجهاز الرياضة العسكري، وعملت مساعدة مع الخبير الكوبى، وأثقلت قدراتى التدريبية من خلال عملى معه لمدة أربعة أعوام، قبل أن يرشحنى الدكتور عبد العزيز غنيم، رئيس الاتحاد المصرى للملاكمة، لتدريب المنتخب الوطنى، كل ذلك لم يمنعنى من الحصول على منحة دراسية من اللجنة الأوليمبية الدولية التي اجتزتها بامتياز.
■ كيف تم ترشيحك لنيل هذه المنحة الدراسية؟
- رشحت من قبل الدكتور عبد العزيز غنيم، رئيس الاتحاد المصرى للملاكمة، لنيل المنحة، مقدمة ضمن مرشحين آخرين من مختلف الاتحادات بالعاصمة المجرية بودابست، وكان الترشيح يستوجب الدخول في مسابقة مع جميع الاتحادات المصرية لاختيار شخص واحد، ليمثل اللجنة الأوليمبية في تلك المنحة، وقام كل اتحاد بتقديم ممثل عنه لخوض المسابقة، والتي كانت عبارة عن عمل مشروع وبحث مفصل باللغة الإنجليزية من أجل تطوير الرياضة التي ينتمى إليها في مصر، وقمت بإعداد مشروع قوي وتم إرساله إلى اللجنة الأوليمبية، ونال القبول، وتم اختيارى من قبل اللجنة لتمثيل مصر في هذه المنحة.
■ هل كان هناك معوقات لنيل هذه المنحة؟
- بالطبع، كان هناك العديد من الصعوبات، من بينها قضاء معظم الوقت في التنقل بين المدن، من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات، خاصة أننا قمنا بدراسة العديد من المواد عن كل شيء خاص بالرياضة بصفة عامة والملاكمة بصفة خاصة، وبعد ذلك قدمت مشروعى في المنحة بعنوان «تطوير رياضة الملاكمة النسائية في مصر»، وحصلت على المركز الأول بتقدير امتياز، لأكون أول سيدة تحصل على هذا اللقب في العالم، وأول مدرب في تاريخ الملاكمة يحصل على تلك الدراسات الأوليمبية.
■ هل تلقيت تقديرا بعد هذا الإنجاز؟
- بالفعل تلقيت تقديرا ولكن ليس بالمستوى المطلوب.
■ لماذا تتعرض الألعاب الأخرى للظلم بعكس كرة القدم؟
- الألعاب الأخرى أخذت مكانة كبيرة خلال الفترة الماضية، ولكن ليس بالشكل المطلوب، وأن ما يقع عليها الظلم الأكبر هي الألعاب النسائية، برغم أن الفتاة عندما تمنح الفرصة تصنع إنجازات كبيرة، فدائما كنت أحلم بتتويج فتاة مصرية في الأوليمبياد، وهذا حدث بالفعل مع اللاعبة سارة سمير في رفع الأثقال في أوليمبياد الشباب، بعد أن حصلت على الذهبية، وبعد ذلك تم وضع المايوه الخاص بها في متحف اللجنة الأوليمبية الدولية، وهذا إنجاز غير مسبوق، هذا عن الجانب الرياضى أما عن العلمى، فالفتاة تعمل طبيبة ومهندسة ومذيعة وغيرها من المهن..فلماذا لا تعمل مدربة؟
■ ما أسباب بُعد الفتاة المصرية عن ممارسة الملاكمة؟
- هناك أشياء كثيرة، أولها الإعلام، فلا بد من تسليط الضوء على الألعاب النسائية، ونشر الثقافة الرياضية لدى الجميع، حتى يتم الإقبال على هذه الألعاب، وبالتالى سيتم الاهتمام من قبل المؤسسات بسب إقبال الفتيات على ممارسة الرياضة، فالملاكمة لن تشوه الوجوه، كما يدعى البعض، والدليل على ذلك أن جميلات العالم الآن يمارسن هذه الرياضة.
■ إذن.. الإعلام هو المسئول أم نحن نعيش في مجتمع ذكوري؟
- لن أقول نحن نعيش في مجتمع ذكورى خشية التفرقة العنصرية، ولكن دعنى أقول لا توجد ثقة في السيدة المصرية، فإذا كان الشاب يسير إلى الأمام خطوة واحدة فعلى السيدة أو الفتاة التقدم بعشر خطوات حتى تتماشى مع الرجل، ففى الخارج أصبحت المرأة حاكمة مثلما حدث في ألمانيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، فالفتاة المصرية لا بد أن تحصل على فرصة حتى تتمكن من صنع الفارق.
■ لكن الملاكمة النسائية لم تحقق إنجازات قوية خلال الفترة الماضية؟
- الملاكمة النسائية بدأت حديثا في مصر، وعمرها لا يتعدى ١٥ سنة، ولم تحصل على الدعم الكافى، ونحن نعمل على نشر الوعى الرياضى وتوجيه الناس لتوسيع القاعدة بمساعدة الاتحاد المصرى وجهاز الرياضة العسكري.
■ هل وزارة الشباب والرياضة مقصرة في دعم الملاكمة النسائية؟
- وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز يقدم دعما للعبة، وتم إشراكها في دورة الألعاب الأفريقية الماضية في بتسوانا، وتمكنا من إحراز ميداليتين، لكن هذا الدعم غير كاف ونسعى لزيادته.
■ ما المعوقات التي تواجه لاعبة الملاكمة؟
- نقص الإمكانيات، بالإضافة للتنظيم الجيد، خاصة أن معظم الفتيات في المرحلة الثانوية، وهذا يتطلب مجهودا شاقا بين الدراسة والرياضة.
■ هل عملك كمدربة ملاكمة ولاعبة في السابق أدى لتأخر زواجك؟
- مبتسمة.. إطلاقا فعملى كمدربة مثل أي مهنة، فالفتاة تبوأت جميع المهن، وبالتالى هذا العمل لم يؤثر على حياتى الشخصية أو علاقتى الأسرية؟
■ لكن البعض يربط الملاكمة بصعوبة الزواج؟
- هذا غير صحيح، خاصة أن الشخص الذي يريد الارتباط بى يعرف جيدا طبيعة عملى، وأنا أفصل بين عملى كمدرب وحياتى كأنثى.
من النسخة الورقية