الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسابقة المواهب بـ"تجارة القاهرة" جوت تالنت ولا "جوت علم؟!".. الطلاب: تعلمنا تفاهة الـ"بيت بوكس" بدلًا من "المحاسبة".. وآخرون: الموهبة مش عيب ومن حقنا نغني

 جامعة القاهرة
جامعة القاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجارة القاهرة" جوت تالنت ولا "جوت علم؟!".. الطلاب: تعلمنا التفاهة في الكلية.. آخرون: ظننت أنني سأتعلم المحاسبة تعلمنا الـ "بيت بوكس".. منهم: الموهبة مش عيب من حقنا نغني

أحلام شباب الجامعة أصبحت مقصورة على أن يكونوا نجوما في الفن أو الرياضة، ولم يعد منهم من يتمنى أن يكون عالما أو أديبا أم أستاذا جامعيا، فهل هذه رغبة في الشهرة أم المال أم حالة من الاستسهال واختصار المشور في بضعة سنوات، خصوصا بعد انتشار مسابقات المواهب في الحرم الجامعي، ومنها تلك التي ينظمها اتحاد طلاب كلية التجارة، قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة.
وقالت شيماء محمد، مسئولة العلاقات العامة باتحاد طلاب كلية التجارة: ستجري مسابقة للاختيار من بين 80 طالبا وطالبة بالكلية بحضور فنانين وإعلاميين مثل الفنان على الهلباوي.
وقال حسن مسعود، الطالب بالفرقة الأولى: أنا من البدرشين جئت إلى الجامعة حالمًا بأن أكون وسط طلاب القاهرة الذين تعلموا ما لم أتعلمه، واحتكوا بأشياء لا أعرفها، رغم أن الإنترنت جعل كل شيء معروفا ومسموعا، لكن برضه الشاب اللي عاش في القاهرة بالتأكيد له ثقافة أخرى، ولكن لم أتصور مطلقًا أن تكون تلك الثقافة عبارة عن "شوية لعب بأصوات الفم لتخرج موسيقى تسمى "بيت بوكس"، أو الرقص على أنغام غربية لم أعرفها إلا في الجامعة، فلم أجد شخصا واحدا يهتم بالدراسة أو حتى يناقش أي دكتور في أي نقطة، وإن حصل ورفع أحد الطلاب يده ليناقش أحد الأساتذة في أي نقطة يكون عقابه من الدفعة كلها سخرية وقلة قيمة لمدة لا تقل عن يومين، فأنا أشعر بأن الزراعة في الفدان اللي حيلتنا أفضل من الدراسة وسط الفرافير.
وتعجب منير كامل، بالفرقة الثانية بكلية التجارة، من أمر الطلاب في الكلية قائلا: أعرف طلاب حالتهم صعبة جدًا، لدرجة أنهم يعيشون في عشش فراخ وليست منازل طبيعية، ولكن وجود طلاب حوله من نوعية عشاق "الأندرجراوند" و"البيت بوكس" وفنون لا يعرف عنها شيء، تجعله يشعر بأنه غير موجود في مجرة درب التبانة، فهو خارج الحسابات، وللأسف كل هذه التراكيب تعيش داخل سور كلية التجارة، فبدلًا من أن نحاول تقريب المستويات ومساعدة الزملاء، نقيم مسابقة للمواهب، ألا يكفينا أراب جوت تالنت و"يلا نرقص" و"أراب أيدل"، وغيرها من البرامج التافهة التي تتاجر بدماغ الناس، وتبهرهم وتعقدهم وتجعل حياتهم سوداء بكل المقاييس بل وتدفعهم إلى الانتحار.
فيما أكد على كمال، الطالب بالفرقة الرابعة، أنه خلال أربعة سنوات ضاعت من عمره في الكلية لم يتعلم غير التفاهة، وقال: لقد تعلمت أن المذاكرة لا تصلح غير قبل الامتحان بيومين، وتعلمت أن كلية تجارة، كلية لأي حد، فهي مثل معهد التعاون تقبل كل الناس وتخرّج كل الناس إلى سوق يبحثون فيه عن عمل، أي عمل.
وأضاف: أنا لا أتعجب من أن كليتنا الموقرة تبحث عن المواهب في الغناء والرقص ولا تبحث عن زملاء لنا لا يستطيعون دفع ثمن الكتب، للأسف كلية التجارة تبحث عن كاميرا لتصور نجاحها في الفشل، تبحث عن كاميرا تصور غفلتها عن طلاب يعيشون أسوأ مراحل حياتهم داخل سور تلك الكلية.
في المقابل، تقول منى حسن، طالبة بكلية التجارة: إن وجود مثل هذه المسابقات تجعل من دراستنا أمر جميل وممتع بدلًا من الملل مع المحاسبة وإدارة الأعمال، فكليتنا مليئة بالجدية التي لا أطيقها، وهذه المسابقات تسمح لما بأن نتعرف على كليتنا بشكل أجمل، فلدينا مواهب تستحق الظهر بشكل كبير، فلدي أصدقاء يلعبون البيت بوكس، وليدهم أغاني راب كثيرة تستحق الخرج، ونحن نأتي الكلية لكي نربي أذهاننا، ليس فقط بالدراسة ولكن بكل مناحي الحياة.
وقال هادي حسن، الفرقة الثانية، أحد المشاركين في المسابقة: أنا لست ضد أن يكون هناك طلاب فقراء يستحقون المساعدة، فكلنا فقراء في الأساس لكن بدرجات، وقيام الكلية بعمل مسابقة لاكتشاف المواهب أمر جيد، لأننا دخلنا الكلية بأمر مكتب التنسيق، ولعل تلك المسابقات طريق جديدة يفتحها الله عز وجل لعبيده لكي يسلكوا النهج المخطط لهم في الحياة.