الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ذكرى وفاة الملك فيصل.. تستدعي من التاريخ مواقف السعودية المشرفة مع مصر

جلالة الملك فيصل
جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم ومع مرور الذكرى الـ40 لغياب واحد من أبرز أبناء الأمة العربية عن عالمنا "جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز"، يستدعى التاريخ مواقف مشرفة للمملكة العربية السعودية تثبت فيها المملكة في كل مرة على مدى العقود العلاقات الوطيدة بينها وبين مصر، مواقف سجلها التاريخ لصاحب الذكرى، وبنفس الزخم لخادم الحرمين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعمه ثورة 30 يونيو، ومبادرته بالدعوة إلى تنظيم مؤتمر للنهوض بالاقتصاد المصرى، وبنفس القدر جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدعم الاقتصاد المصرى بحزمة من المساعدات تقدر ب 4 مليارات دولار للاستثمار في مصر.
علامة بارزة في العلاقات المصرية السعودية وضعها الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز فكانت ايقونة الانتصار في حرب أكتوبر 73، حيث وقفت المملكة في هذه الحرب موقف المناصر لقضايا الأمة العربية، بتنسيقها مع دول الخليج في حرب أكتوبر 73 بقطع امدادات البترول عن الدول المؤيدة لإسرائيل.
ووصفه الرئيس الراحل أنور السادات بأنه" بطل معركة العبور"، وقال فيه "أنه سيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب، وتحويلهم من الجمود إلى الحركة، ومن الانتظار إلى الهجوم، وهو صاحب الفضل الأول في معركة الزيت، فهو الذي تقدم الصفوف وأصر على استعمال هذا السلاح الخطير، والعالم ونحن مندهشون لجسارته، وفتح خزائن بلاده للدول المحاربة، تأخذ منها ما تشاء لمعركة العبور والكرامة، بل لقد أصدر أوامره لثلاثة من أكبر بنوك العالم قائلا: إن من حق مصر أن تسحب ما تشاء وبلا حدود من أموال المعركة".
والملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، كان ذو باع طويل في مجال السياسة وله العديد من المواقف التي تنم عن شخصيته وعروبته، فقد انخرط في السياسة منذ كان عمره 13 عاما، حين أوفده والده الراحل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لكل من بريطانيا وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى، ورأس وفد المملكة إلى "مؤتمر لندن" الذي خصص لمناقشة القضية الفلسطينية في عام 1939 والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، وأثناء توليه وزارة الخارجية دعا والده الملك عبد العزيز لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لدولتين.
لقد اهتم الملك فيصل على مدى مسيرته السياسية بالقضية الفلسطينية، حيث شغلت حيزا كبيرا من اهتمامه وذلك لمعاصرته كل مراحلها، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميا، وظهر ذلك عندما خطب في عام 1963 من فوق منبر الأمم المتحدة حيث ذكر إن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية، وظل حتى وفاته مدافعا عن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية وعدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية.
وعلى المستوى المحلي شهدت المملكة في عهده ازدهارا في كل المجالات فقام بإنشاء شبكات طرق واهتم بالصحة والتعليم وقاد المغفور له الملك فيصل القوات السعودية لتهدئة الوضع المتوتر في عسير والحجاز، واستطاع تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز، وشارك في حرب اليمن، وتبوء عدة مناصب فكان رئيسا لمجلس الشورى، ووزيرا للمالية ووزيرا للخارجية، ورئيسا للوزراء، إلى أن تمت مبايعته ملكا للمملكة العربية السعودية.
وعمل الملك فيصل على الاستفادة من دخل النفط، حيث قام بمراجعة اتفاقية مناصفة الأرباح مع الشركات الأجنبية العاملة في مجال التنقيب عن البترول لشعوره بأنها غير عادلة فطلب تعديل الاتفاقية التي انتقلت بموجبها الحكومة السعودية إلى دور المشاركة في اتفاقيات استغلال مكامن البترول إضافة إلى عدم منح امتيازات لاستثمارات البترول إلا لمؤسسة وطنية.