الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. محمية الوادي الأسيوطي تتحول إلى وكر للبلطجة والتعديات.. نفادي: أكثر من ٢٠٠ حالة تعد وقرارات الإزالة "حبر على ورق".. والعاملون تعرضوا للضرب أكثر من مرة

محمية الوادي الأسيوطي
محمية الوادي الأسيوطي تتحول إلى وكر للبلطجة والتعديات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"محمية الوادي الأسيوطي" تبلغ مساحتها ٨ آلاف فدان، وتعد المحمية الوحيدة بمحافظات صعيد مصر، وتقع بمركز ساحل سليم جنوب المحافظة الذي يعد من أكثر المراكز الملتهبة بالخصومات الثأرية، مما تسبب في تحولها وكرا للبلطجة والهاربين من الأحكام، حيث تم التعدي على أكثر من ٢٥ ٪ من مساحتها في ظل قرارات إزالة "حبر على ورق".

وأدي هذا التعدي في النهاية إلى انقراض السلالات النادرة من الحيوانات والطيور، ووصل الأمر إلى منع البلطجية والمتعدين على الاراضي من أداء الباحثين لعملهم عن طريق إطلاق الأعيرة النارية عليهم لتخويفهم، ومؤخرا قام المعتدون ببيع المساحات التي اعتدوا عليها تطبيقا لمبدأ "بيع من لا يملك لمن لا يستحق ".

"البوابة نيوز" توجهت لزيارة محمية الوادي الأسيوطي بساحل سليم، والذي تنتشر على مدخله تعديات البلطجية الذين قاموا بضرب العاملين بالمحمية أكثر من مرة وآخرها، كان بلاغ من العاملين بقيام أكثر من 20 شخصا باقتحام المبنى الإدارى للمحمية، وتحطيم محتوياته والاعتداء على العاملين الإداريين والمشرفين بالشوم، وتهديدهم بالأسلحة، مما أدى إلى إصابة 9 أشخاص بإصابات بالغة، تم نقلهم على إثرها إلى مستشفى ساحل سليم المركزى.


وقال العاملون بالمحمية في أقوالهم، إن المعتدين هم مجموعة من المتعدين على أرض المحمية بغير وجه حق أو أي سند قانونى، وقاموا بالهجوم على العاملين رغبة منهم في استخدام بئر المياه الخاص بالمحمية، والذي يستخدم في ري النباتات الطبية والعشبية الموجودة بالمحمية، ورغبتهم في الاستيلاء على البئر ورى الأراضي المتعدى عليها بالقوة.

وبالانتقال تبين إصابة إبراهيم محمود أحمد نفادى (مدير المحمية)، ومحمد محمود أحمد نفادى (حارس بيئي) وماهر محمود عبد الحكيم (فني) وماهر محمد حمودى (فني) وأحمد رضوان أحمد نفادى (حارس بيئي) وأبو الغيط سالمان حمودى (كاتب) وطلعت نور الدين (كاتب) وبهاء حسنى عبد الكريم (حارس بيئي) ونبيل جعيدى إبراهيم (كاتب ) ومحمد حسان على. 

وخلال حديثنا مع أحد أهالي عرب مطير أكدوا أن المحمية ملكهم حيث بادر أحدهم بالقول، "انتو عايزين تحموا شوية سحالي وأبراص والناس هنا بتموت من الجوع.. دا حلال احنا بنستغلها وبنعمر فيها بدل ما هي صحراء فاضية".

وأضاف، أن الشرطة لا تستطيع القدوم إلى المحمية من الداخل لأنها مكان جبلي ومن السهل الاشتباك معهم دفاعا عن حقوقنا.


وقال صاحب محجر أنه يعمل هنا منذ أكثر من ١٢ سنة وتم تحرير محضر ضده وأخد حكما نهائيا بالتنفيذ ولم ينفذ، لأنه أصبح ملكي وحقي الذي بذلت فيه مجهودا كبيرا وسأورثه لأبنائي.

من جهته، قال إبراهيم نفادي مدير المحميّة إن هناك ٧٢ حكم ازالة نهائي و٢٠٠ حالة تعد أخرى، وهي تزداد يوما عن يوم دون تنفيد فهي "حبر على ورق"، مشيرا إلى أن من يقوم بالتعديات مجموعة من الهاربين من الأحكام والعناصر الخطرة، ويمتلكون كمية كبيرة من السلاح، وتم التعدي علينا من قبلهم أكثر من مرة منذ قيام الثورة.

وأضاف، أن هناك حاجة ماسة لتجميع الأصول النباتية المهددة بالانقراض وخاصة أنواع النباتات الطبية والعطرية مثل نباتات السكران الذي يستخرج منه سائل يستخدم في العمليات لتوسيع حدقة العين، كذلك الصباريات وغيرها من النباتات التي تعتبر أصولا وراثية لمحاصيل اقتصادية مهمة والحيوانات كالذئاب والغزلان والأرانب البرية.وبالرغم من أن القانون يجرم البناء على المحميات إلى أنه لا أحد يلتفت إلى القانون.

وأشار إلى أن التعديات تسببت في توقف المشروعات مثل انشاء مركز طبي للشفاء من خلال عسل النحل النادر.


وقال الحاج محمد مسئول المنحل أنه هنا منذ أكثر من ٢٠ عاما بدأ بخلية نحل واحدة لفصيلة النحل الفرعوني الجبلي وهي فصيلة نادرة وتوشك على الانقراض في الخارج وتم التوسع إلى أن وصل ٢٠٠ خلية وتم زراعه ٥٠٠ شجرة لإنتاج فرزة ممتازة.

يذكر أن محمية الوادي الأسيوطي تعتبر مكانا للحفاظ على السلالات الوراثية التي اقتربت على الانقراض وتلعب دورا كبيرا في التثقيف البيئي والوعي البيئي.

وكان أساتذة من كلية العلوم قسم الجيولوجيا توصلوا إلى أن هناك بعض الرخام الموجود بالمحمية يعرف باسم الألباستر وهو ذو قيمة عالية جدا لأنه من أفضل أنواع الرخام في العالم، كما تم رصد بعض الكثبان الرملية وحجارة الكونتر التي يصنع منها الزجاج، فضلا عن دراسات ماجستير قام بها باحثون من جامعة أسيوط عن المحمية، وتعد المحمية في الأساس نتاج دراسة بين جامعة أسيوط ممثلة في كلية العلوم وجامعة اريزونا الأمريكية.

وطالب أهالي محافطة أسيوط وزير البيئة بزيارة المحمية، وإيجاد حلول مع الجهات الأمنية لإنقاذ المحمية من الانقراض ووقف التعديات على أراضيها.