الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هزيمة "رشوان" درس لـ"قلاش"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الذين يحملون عقل دابة ذهبوا يفسرون هزيمة "ضياء رشوان" أمام منافسه على مقعد نقيب الصحفيين "يحيى قلاش" بفارق لم يسبق له مثيل "931 صوتا" باعتبارها ضربة لأحد رجال الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأن من صوتوا ضد رشوان إنما أرادوا أن يوجهوا رسالة رفض ومعارضة لسياسات الرئيس.
أولئك الذين فى قلوبهم مرض ولا تخلو أنفسهم من غرض تماهوا فى تحليلهم الساذج لانتخابات نقابة الصحفيين مع مهاويس جماعة الإخوان الإرهابية الذين انطلقوا عبر مواخيرهم الإعلامية يرددون تلك الترهات.
وللإنصاف لم يكن معاتيه الجماعة أصحاب الفضل فى ترويج هذه السخافات وإنما بعض من شارك فى حملة الكاتب الكبير يحيى قلاش والذى أكن له كل التقدير والإعزاز لدوره النقابى، فقد حرصوا على تقديمه بوصفه صوت المعارضة الثائر فى وجه منافسه رجل النظام وخادمه، وكاد قلاش أن يصبح إخوانيا أو على الأقل مرشح الاشتراكيين الثوريين الذين نشطوا فى الترويج لتلك الصورة الزائفة أثناء الدعاية الانتخابية، ويحاولون تكريسها الآن بعد الفوز الساحق الذى حققه قلاش.
الاشتراكيون الثوريون من أعضاء نقابة الصحفيين قلة ولا وزن لهم لكنهم يحاولون اقتناص الفرصة للظهور وادعاء قدرتهم على التأثير وهم بالمناسبة من وقفوا يؤيدون الأستاذ ضياء رشوان عندما نافس على مقعد النقيب فى مواجهة نقيب النقباء مكرم محمد أحمد، لكن أخشى ما أخشاه أن يشرعوا فى ممارسة الابتزاز والضغط على قلاش باستخدام شعارات حرية الرأى والتعبير، وأظن أن فتح مقر النقابة لاستقبال أسر بعض المحتجزين فى جرائم إرهابية من الصحفيين أعضاء الجماعة الإرهابية لتنظيم الاعتصامات للمطالبة بالإفراج عن ذويهم أحد مشاهد مسلسل الابتزاز الرخيص وهو ما لن تقبله الجمعية العمومية للصحفيين.
على النقيب الجديد أن يتعلم الدرس جيدا فلا شأن للسياسة بما جرى فى صناديق الانتخابات، والذين صوتوا له ليسوا من معارضى السيسى فى أغلبهم ولم يروا فى رشوان رجل النظام، كما أنهم لا يريدون من النقيب الحالى أن يلعب دور المعارض أو المؤيد، فحسبه أن تضطلع النقابة بدورها فى القضايا الوطنية بعيدا عن عباءات السياسة المتلونة ، وأن يقوم بدوره كنقيب للصحفيين بالدفاع عن حقوقهم وحمايتها، والعمل على رفع مستوى المهنة وإعادة هيبتها واحترامها بالحفاظ على تقاليدها وقيمها التى كادت أن تندثر بفعل عوامل تراكمت عبر سنوات ليست بالقليلة.
ليس من المناسب الآن أن نذكر بمثالب النقيب السابق فله ماله وعليه ماعليه، وما قدمه يعبر عن رؤيته لدور النقيب من وجهة نظره، وبدورها عبرت الجمعية العمومية عن رأيها فى أدائه النقابى داخل صناديق الانتخابات ليخسر السباق بفارق غير مسبوق، وهذا الفارق ليس دافعا للأستاذ ضياء رشوان وحده لمراجعة كشف حسابه، لكنه دافع قوى للاستاذ يحيى قلاش لمراجعة كل تصوراته السابقة.
فنتيجة الانتخابات لا يمكن تقييمها بمعيار المكسب والخسارة، وإنما ينبغى التعامل معها باعتبارها عبئا مضاعفا على كاهل النقيب الجديد، فالغالبية الساحقة من أعضاء الجمعية العمومية عبرت عن رغبتها فى أداء نقابى مختلف جذريا عن ذلك الذى عاصرته خلال السنوات الماضية.