الخميس 13 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فداكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عدت من الولايات المتحدة يوم الاثنين السابق لاقتحام اعتصامَي رابعة والنهضة وكنت أتمنى أن أكتب مقالاً عن محادثة سخيفة بيني وبين أحد الأمريكيين، ومقالاً آخر عن الأزمة الأمريكية، ولكن فاجأني يوم الأربعاء تطور طالما انتظره المصريون فأزحت المقالين جانبًا ووقفت في غرفتي احترامًا للشرطة والجيش واحتسبت شهداءهم عند الله شهداء والله شهيد، وقلت في نفسي فداكي يا مصر هؤلاء الأبناء الأعزاء, وفداكي يا مصر شهداؤكِ من الشعب الأعزل الذي قادته ظروفه السيئة وقاده قدره الى الاستشهاد دون ذنب جناه، ولكن فداكي يا مصر, وطالعتنا الأنباء بحرق وتخريب 19 كنيسة فضلاً عن الأديرة ومدارس الارساليات من الرهبان والراهبات.. فقد قال البابا تواضروس “,”كل كنائس مصر فداء لمصر“,”، وقد قال فضيلة شيخ الأزهر إن الاعتداء على الكنائس إفساد في الأرض وهي فتوى طالما انتظرناها لأننا نعرف حقيقة الإسلام ومبلغ تعايشه واحترامه للأديان السماوية السابقة وأنا أزيد عليهما وأقول “,”بل كل أقباط مصر فداؤك يا مصر“,”، أما محلات الأقباط التي اعتبروها غنيمة فنحن لم نكن في حالة حرب، وعندما يمسك البوليس بسارق يبدأ في التحجج بأنني سرقت هذا المواطن لأنه يستغل أو لأنه لا يصلي إلى آخر هذه الحجج، أيضًا أقسام الشرطة وأبنية مصر بكافة أنواعها ولكنها فداكي يا مصر.
حان الوقت ليعرف الجميع أن للمسلم المصري نصيبًا في الكنيسة المصرية لأنها من ممتلكاته ويجب أن يحافظ عليها لقيمتها التاريخية والدينية، وكذلك يجب أن يعي القبطي أنه شريك في كل جامع لأن له نفس القيمة، فكيف بالله تسول لك نفسك المريضة هدم كنيسة أو إحراق جامع “,”رابعة العدوية“,”؟ إلا إذا كنت لا تعي أنها ملكك وتحافظ عليها كحفاظك على بيتك وشارعك وحيك وقريتك ومدينتك ثم وطنك.
عندما انتصف النهار فاجأتنا استقالة الدكتور البرادعي في هذا اليوم بالذات وفي هذا التوقيت بالذات، ألا يَشِي ذلك بشيء ما؟ هل لا توافق على فض الاعتصام الذي جرى تحت سمع وبصر منظمات حقوق الإنسان والقنوات التليفزيونية المحلية والعالمية؟ ألا تعرف أنت.. وأنت الحقوقي اللامع وصاحب جائزة نوبل للسلام أن الاعتصام والتظاهر في الدول الديمقراطية لا يزيد عن 15 يومًا حتى لا تتعطل مصالح الناس.. ألا تعلم أن سكان رابعة العدوية ومنهم صحفي صديق لي قال إن المعتصمين فرضوا عليه أن يجعل حمامه مثل المراحيض العامة خاصة لاستحمام الأخوة والأخوات، ألا يعتبر تفتيش السكان ذهابًا وإيابًا وتفتيش أغراضهم اعتداءً على الحرمات الخاصة؟ ألم تعلم عدد البلاغات والمحاضر في الأقسام والنيابات للتبليغ عن تجاوزات يندي لها الجبين قام بها المعتصمون أقلها قضاء الحاجة على مرأى من جميع السكان في الحدائق العامة والخاصة، وهذا كله مسجل بالفيديو صورة وصوت، ألا تعلم أن بعض السكان شاهدوا تعذيب المواطنين بأم أعينهم، فإذا كنت تعتقد أن هذه هي السلمية مع ما رأيناه من أسلحة وذخائر بعد فض الاعتصام فكيف يكون الإرهاب وكيفية التعامل معه في رأيك؟.
أنا كمواطن عادي أقبل استقالتك يا دكتور وأتحفظ على موعد تقديمها، وأقول “,”فداكي يا مصر“,”.