الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى كل من يشتريهم الإرهاب ...!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس شرطا أن يشتريك الإرهاب لتكون معه... بل يكفي أن يخوفك لتكون ضد خصومه وتختار حين المنازلة أقل المواقف ضررا فتتبنى الحياد... !! هذا الحياد في حد ذاته مع الإرهاب يحولك إلى طرف تناصر الإرهابيين عندما لا ترى مخاطرهم... ومع الوقت يتحولون يوما إلى كماشة تقضم من لحمك الحيادي وأنت حي تنظر وترى... فليس هناك خيانة تصاب بها هذه الأمة أكثر من التحلق حول ثلاث مشاهد... أحدهما التبرير للإرهاب...! والثاني... أن تلعب بالإرهاب ضد خصومك ظنا منك أنك منه في مأمن... والثالث...أن تقف مع الإرهاب على الحياد وتظن أنه لن يتتبع دروبك يوما..!! وهذه الثلاث من الخيانات التي تسبح فيها أمتنا شرقا وغربا.. فأطراف فاعله فيها تلعب بالإرهاب لمهاجمة خصومها وتأمين دروبها وتمده بالفتاوى والأموال وتجهز له في السر الشباب بفقه الحرائق الطائفي التي أشرف عليها مؤخرا بيان الأزهر الذي يدين بطوله الحشد الشعبي العراقي المتحالف مع جيش الدولة العراقية لدحر فلول الإرهاب الذي يريد عواصمنا العربية وقد حمل بمواجهتها راية سوداء وفضائيات إفك وحشود مرتزقة من كل العالم جاءت تزعم نصرة دين هي تذبح مبادئه على أعتاب المدينة..!!.. وهذا نوع من الإرهاب راقبوه جيدا ولفترة قصيرة قادمة ستجدونه يتلذذ بلحم وعظام من آووه وكبروه ووطنوا له الأرض وجهزوا له الفتاوى وشدوا حوله صناديق الأموال والذخائر ومنحوه يوما لقب شريفا كثائر..!! سيطحن حينها هذه العظام لأنه يعرف جيدا خريطة الطريق إليها ومسالك الدروب إلى باحاتها الخلفية.. والتاريخ سيسجل ما تنتظره الخرائط من محن المراهنين على أصحاب الثوب الأسود.. أما النوع الحيادي... الذي يحاول ألا يكون طرفا... فقد أصبح طرفا بحياده يوم ظن أن الإرهاب يوفر وطنا بلا غزو وأمة بلا نهب ونساء بلا سبي حين يرى مساجدنا بيوت شرك وشعوبنا ما بين كافرة ومرتدة فأوجب عليها القتل أو دفع الجزية..!! هذا الإرهاب الذي عبر بسطور ابن تيميه كل هذه السنين قد عبر الحدود أيضا... واليوم رأيناه ذباحا لعينا في تونس الخضراء التي ركب ظهرها لبعض الوقت حزب النهضة الإخواني ومعه المرزوقي الذي كان مفكرا واستقال بعد أبهة القصور وحياة المترفين التي أحاطت برجل كئيب قادم من بيئة محاصرة بالتخلف وملعونة بالضمور.. لقد فتح حكمهم القصير بتونس الأبواب لصبيان الإرهاب كما حدث في مصر يوم احتل الإرهابيين في عهد مرسي سيناء وبعض الباحات في الدولة العتيقة.. أفاقت مصر من الكارثة سريعا... فتجهز لها الإرهاب من كل حدودها بعدما رابط في سيناء ببعض أرضها.. ولكن يقظة القيادة الجديدة.. عاجلته في ليبيا واصطادت جرذانه في سيناء ولم توفر فضاء يسبح فيه إلا وأسقطته... حينها وقف وزير الدفاع التونسي يوم ضربت الطائرات المصرية معاقل من اعتدوا على المصريين في ليبيا ليعلن أنه مع دولته على الحياد... وعلى نفس المسافة من كل الأطراف في ليبيا....!!! وقتها علمت... أن هذا تصريح لا يصدر إلا من بائع خضار على الناصية يشتري رضا كل زبائنه في تلك الناحية... إلى أن طال غدر الإرهاب تونس الحبيبة واسقط حول باردو ثاني أكبر متحف في العالم للفسيفساء الرومانية ضحاياه على أرض ذكيه بقيم التاريخ... ولا أعلم هل أفاق من كارثة أوهامه وزير الدفاع التونسي أم لا زال غريقا في كوابيس الحياد.؟. يوم أعلنت خيبته من هناك أنه على نفس المسافة من كل الأطراف ليجعل من الإرهاب طرفا في مواجهة مصر...!!... هل فهم الآن هذا الوزير لماذا أغارت الطائرات المصرية على معاقل الإرهاب في ليبيا...! هل عرف اليوم أنه أيضا قد أصبح مع الإرهاب طرفا حين أحاط بالمتحف وكل تونس متحف فليحذر الحياديون...!! إننا في مصر... لن نكون أبدا على الحياد مع كل الأطراف في أمتنا العربية... ففي معركتنا مع الإرهاب الحياد خيانة مشفره... تتحول بالصمت إلى طرف داعم للبغاة دون أن نرى..... سنظل مع الدولة في العراق ضد الإرهاب كما نحن مع الدولة في تونس ضد نفس الإرهاب.... وسنبقى مع الدولة في ليبيا ضد العصابات كما نحن مع الدولة في الجزائر والمغرب وسوريا ضد المجرمين... فالحياد... أحد وجوه اللعب بالإرهاب في معركة خيانة الأمة... هل وصلت الرسالة لكل حيادي في معركة يخوضها عالمنا من أجل البقاء..؟... انتهينا الآن من الحياديين... ولم يبقى إلا المبررين كإرهابيين متخفيين في ثوب النقاء... تمتلئ بهم فضائيات رخيصة... احذروا مثلث السقوط في معركة البقاء.. الداعم والحيادي والمبرر... فالثلاثة حراب مسمومة على نفس الدرجة من الخطر..