الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

نجم من عجوة وجمهور من قش!

محمد منير
محمد منير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل فكر محمد منير جيداً قبل أن يوجه الشكر للإعلامي أحمد موسى، ويعبر له عن حبه وتقديره وهو واقف على المسرح بينما ترتسم على وجه موسى الموجود بالحفل علامة سعادة وفرحة غامرة كأنه حصل على لقب أفضل مذيع فى العالم، بالـتأكيد محمد منير لم يكن يعلم أن التصرف الذى قام به وشكره لأحمد موسى ومحمد أبوالعنين صاحب قناة صدى البلد، سيكون سبب فى هجوم قطاع عريض من جمهوره عليه، وهو نفس الجمهور الذى يكره طريقة وأسلوب أحمد موسى، بسبب هجومه المستمر على ثورة يناير واتهامها بالمؤامرة، وهي نفس الثورة الذى ادعى محمد منير وجمهوره بأنه واحد من المحرضين عليها بأغانيه، والتى كانت آخرها أغنية "ازاي" والذى صورها منير وطرحها وقت اشتعال ميادين مصر بالثورة على مبارك ونظامه، وظل جمهور منير يتغنى بها فى الميادين ويتفاخرون بما بجرأة نجمهم الأول الذى لا يشبهه أحد على الإطلاق.
فجأة استيقظ جمهور منير الثوري على صفعة قوية من نجمهم، فهو يحب أحمد موسى، ويعز ويقدر محمد أبو العنين أحد رموز الحزب الوطني المنحل من وجهة نظرهم، أين الثورية والنضال الذى ظل منير يتحدث عنه خلال سنوات طويلة، وكيف قرر أن يتنازل عن المكانة الشبه مقدسة التى وضعه جمهوره فيها خلال كل هذه السنوات؟
أغلب الظن أن نشوة منير وفرحته بالحفل جعلته لا يدرك أن شكره لموسى ومحمد أبوالعنين أشبه بانتحاره على الهواء مباشرة، وما زاد هو وصلة الغزل والحب الذى قدمها منير للرئيس عبدالفتاح السيسي، رغم أنه ظل لسنوات عديدة يردد أنه لا يحب أن يتحدث عن السياسية أو أن يغني لرؤساء، فهو يكتفي بأن يغني ويحرض على الحرية، فهذه هي الرسالة التى عاش من أجلها، ولكن يبدو أن هذه الرسالة تمزقت تحت أقدام منير بعد أن أعلن حبه وتأييده للرئيس السيسي على ما فعله وما يفعله لمصر، وهذا حقه وكلنا نحمل نفس شعوره، ولكن يبدو أن جمهور منير لم يحتمل منه خبطتين فى الرأس مرة واحدة، فنجمهم الذى عودهم على تجاهل أى نظام حاكم يعلن على الملأ حبه للرئيس السيسي، وأيضاً عن حبه وتقديره لأحمد موسى ومحمد أبوالعنين، وهما الموقفان الذى لا أستطيع أن أعيب على منير فيهما، لأنه حر في مشاعره وانفعالاته، وهو ما لا يفهمه جمهور منير، الذى تعود منه على نوع خاص من التعامل، فهو بالنسبة لهم المطرب الثورى الذى يتوقعون منه فى حفل مثل حفل ختام المؤتمر الاقتصادي، أن يهتف بالإفراج عن الشباب المتهمون فى قضايا التظاهر، أو حتى يكشف عن قميصه فنرى صورة كبيرة لعلاء عبدالفتاح أو أحمد دومة مكتوب عليها الحرية، وربما ذهب جمهور منير بأحلامهم إلى أن يصرخ منير فى الحفل قائلاً "يسقط يسقط حكم العسكر" لكن أن يتصرف مثلما تصرف، فهذه فاجعة بالنسبة لهم، لا أستبعد محاولة بعضهم الانتحار بسبب ما قام به منير، الذى سيتعامل معه جمهوره خلال الفترة القادمة مثلما كان يتعامل الكفار مع آلهتهم المصنوعة من العجوة، لا مفر من أكلها فى نهاية المطاف! ليكتشف منير بعد كل هذه الرحلة أنه يستند على جمهور من قش!

darshpress@gmail.cim