الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رئيس أرمينيا : تركيا تنكر جرائم الإبادة الجماعية للأرمن وتسعى لقيام امبراطورية عثمانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال سيرج سركيسيان رئيس أرمينيا إن بلاده تنظم هذا العام فعاليات يشارك فيها المجتمع الدولى بهدف جذب الانتباه لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية ونتج عنها مقتل 5ر1 مليون شخص ومئات الآلاف من اللاجئين فضلا عن تأثيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي واللغوي والنفسي علي الأرمن.
جاء ذلك في كلمته اليوم أمام منتدي الإعلام الدولي تحت عنوان " تحت سفح جبل أرارات " الذي يعقد بمناسبة مرور 100 عام علي عمليات الإبادة الجماعية علي يد الامبراطورية العثمانية.
وأضاف سركيسيان إنه دعا رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ليشارك العالم في الاحتفالات الرسمية التي ستقام في 24 أبريل في يريفان ولكن الحكومة التركية قررت الاحتفال هذا اليوم بمعركة وقعت خلال الحرب العالمية الأولي بهدف تشتيت انتباه المجتمع الدولي ، مشيرا إلي أن تركيا مازالت تتبني سياسية الإنكار بالرغم من وقوع جرائم إبادة بشرية مثل الهولوكست و عمليات الإبادة في روندا وأخيرا ما يقوم به تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
وأفاد بأنه تم التوقيع علي برتوكولات للعلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا وتركيا ولكن البرلمان التركي لم يصدق عليها حتى الآن مؤكدا أن بلاده لم تغلق الباب أمام تركيا التي أعلنت عن تبني سياسية عدم وجود مشاكل مع الدول المجاورة لها ولكن هذه السياسة تسعي إلي قيام الامبراطوية العثمانية الجديدة.
وأوضح أن بلاده نجحت في الدورة 22 من مجلس حقوق الإنسان الدولي في تبني قرار بإدانة جرائم الإبادة الجماعية معربا عن تقديره الكبير للدول التي استضافت مئات الآلاف الفارين من هذه المذابح والعمل علي الحفاظ علي هويتهم الثقافية.
ولفت إلي أن بلاده تسعي إلي الاستقرار والسلام وحل نزاع إقليم " كارابخ " من خلال عملية سلمية في الوقت الذي تتبني فيها أذربيجان تصريحات معادية وتقوم بأعمال استفزازية تهدف إلي تدمير هذه العملية مما يعرض المنطقة وليس أرمينيا لعدم الاستقرار مضيفا أن رئيس أذربيجان أعلن أن الشعب الأرميني العدو الأول لهم بينما نحن لا نعتبرهم كهذا وأن أذربيجان لا ترغب في الاعتراف بحق شعب كارابخ في تقرير مصيره وإقامة دولته.
و ذكر سركيسيان أن بلاده تبنت موقفا إيجابيا لحل نزاع كارابخ وقرارات مجموعة منسيك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ولكن أذربيجان تتبني سياسية تدميرية وعدم الالتزام بالحل السلمي مما يتطلب منا اليقظة والحذر مؤكدا أن جرائم الإبادة الجماعية وكارابخ تحتل أولوية في السياسة الأرمينية .
وقال رئيس أرمينيا - فى كلمته - إنه بالرغم من المصاعب التي تواجهها بلاده إلا أنها تسعي إلي أن تكون دولة ديمقراطية وتبني فكرةالاقتصاد الحر ، والتمتع بعلاقات الصداقة مع الدول الاخري فضلا عن تنامي مجتمع مدني في البلاد وسيادة القانون وحقوق الإنسان ، مشيرا إلي احتلال أرمينيا أفضل المراتب بين دول المنطقة من بينها المرتبة 78 بين 100 دولة في تقرير حرية الصحافة محتلة المرتبة الأولي علي دول الكومنولث و حتى متفوقة علي بعض دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن بلاده تتبني في سياساتها الشفافية و المحاسبة ووجود معارضة قوية وتجري الإصلاحات الدستورية بهدف تعزيز الحكم الرشيد ، مؤكدا أن أرمينيا تتمتع بعلاقات ممتازة مع روسيا التي تعد عنصرا أساسيا للاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية حيث أن موسكو أكبر شريك لنا بتبادل تجاري بلغ 4ر1 مليار دولار عام 2014 .
وتابع سركيسيان قائلا " هناك 1300 مشروع روسي في البلاد برأس مال بلغ 3 مليارات دولار في قطاعات هامة مثل البنية التحتية و الطاقة والصناعة فضلا عن وجود مليوني أرميني يعيشون في روسيا يحولون أموالهم لبلادهم" ، مؤكدا أهمية دور روسيا في حل النزاع حول كارابخ بجانب دور الولايات المتحدة وفرنسا في هذا الصدد .
وأشار إلى أرمينيا طورت علاقات التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات الأمن والاقتصاد والتي سوف تشهد المزيد من التقدم في المستقبل لافتا إلي تقاسم أرمينيا وفرنسا نفس القيم ، وأن باريس قدمت المساعدات لأرمينيا فضلا عن موقفها من الإبادة الجماعية.
وأضاف " إن بلاده تتمتع بعلاقات ممتازة مع إيران وجورجيا الدولتين المجاورتين وتعمل علي تعزيز التعاون الاقتصادى وبحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ، مشيرا إلي وجود اتصالات سياسية علي أعلي مستوي مع إيران التي تنفذ مشروعات اقتصادية وانسانية مع أرمينيا .. معربا عن أمله في حل الأزمة مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني .
وأكد الرئيس الأرمينى أن جورجيا تعد عنصرا هاما للاستقرار والسلام في جنوب القوقاز وتعمل علي تعزيز التعاون الاقتصادي مع أرمينيا ، وأشار إلى أن السياسة الخارجية لأرمينيا في القرن 21 تقوم علي أساس الاندماج في الاقتصاد العالمي من خلال الانضمام للاتحاد الأورواسي و خلق فرص عمل لفتح أسواق جديدة لتنمية الاقتصاد الوطني مع الالتزام بقيم الأسرة الأوروبية ، مشيدا بالتعاون الكبير بين أرمينيا و الاتحاد الأوروبي الذي يقدم المساعدات للإصلاحات واقامة الحوار في البلاد .
وفى سياق آخر ، أكد سركيسيان أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط والجهود لمكافحة خطر تنظيم "داعش" في سوريا والعراق الذي يهدد الاستقرار والسلام في المنطقة في ضوء ما ارتكبه هذا التنظيم من جرائم بتدمير الأثار التي ساهمت بها الدول العربية وأرمينيا في تاريخ الانسانية والحضارة ، وأشار فى هذ الصدد إلى أن أرمينيا استقبلت 10 آلاف لاجئ سوري أرميني كانوا قد فروا من سوريا بسبب جرائم داعش.