الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الاعتراف بالدولتين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أربعون عاما مرت الآن تقريبا وجملة الاعتراف بالدولتين الإسرائيلية والفلسطينية تتداول في السياسة العربية والعالمية، لا يهمني من دول العالم غير الولايات المتحدة الأمريكية التي كلما قال أحد رؤسائها منذ ذلك الوقت هذه الجملة نوهت بها الصحف العربية والأجنبية وصارت عنوانا وكأنها حقيقة. آخر من قال ذلك هو أوباما هذا الأسبوع وصارت الجملة من جديد تتصدر النشرات الإذاعية والتليفزيونية ومواقع الإنترنت. من قبله كررها كل الرؤساء الذين تعاقبوا على أمريكا منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، نيكسون وكارتر وريجان وكلينتون وبوش الأب والابن وأخيرا أوباما. والحاصل منذ ذلك الوقت أن دولة إسرائيل تتوسع في الضفة الغربية يوما بعد يوم. وتتسع مساحة الاستيطان وتمارس كل أنواع القهر علي الشعب الفلسطيني في غزة أو في الضفة وتتجاوز كل أشكال حقوق الإنسان وتزداد فيها النزعات الشوفينية والدينية وتسعى لإقامة دولة دينية يهودية تتخلص من كل الأعراق والديانات الأخرى في إسرائيل وما احتلته من أراض.. طبعا على الجانب الآخر لا حاجة لإعادة الحديث عن النضال الفلسطيني الذي انتهى بعد تضحيات رهيبة إلى إقامة سلطة فلسطينية في الضفة التي تتآكل وفي غزة التي لا تريدها إسرائيل لما تشكله عليها من ضغط سكاني كبير وليس ضغطا عسكريا من فضلك. وهكذا صار الاعتراف بحل الدولتين جملة مضحكة لا يزيد دورها عن شعار يرفعه أى رئيس حتى تتنتهي مدته في الحكم تاركا الرئيس الأمريكي التالي يردد العبارة ويردد ضرورة الاعتراف الذي تتلقفه وكالات الأنباء. في الفترة الأخيرة اعترفت اليونسكو بالدولة الفلسطينية كما اعترفت دولة مثل السويد بالدولة الفلسطينية كما اعترف البرلمان الفرنسي وليست الحكومة الفرنسية وبدا في الأفق أن هذه الاعترافت قد تأخذ طريقها للاتساع في الزمن القادم وتكون بداية للاعتراف بالدولة الفلسطينية من كل العالم، لكن هذا سيستغرق وقتا طويلا. لذلك ليس غريبا أن نسمع جملة أوباما التي صارت مضحكة في السياسة الأمريكية عن الاعتراف بالدولتين هو الذي قال ذلك بعد أن تولى الرئاسة أول مرة منذ حوالي سبع سنوات. والآن وقد بقيت له سنة تقريبا في الرئاسة الأمريكية لا يسأل أحد نفسه كيف مرت السبع السنوات دون أن يتحقق هذا الاعتراف عمليا. اللوبي اليهودي والصهيوني في أمريكا أمر كبير ومؤكد ولا أمل في رئيس أمريكي يقطع خطوة حقيقية ويعترف بدولة فلسطين عمليا، خاصة أن النضال المسلح قد انتهى من فلسطين ولم تبق رافعة راية النضال المسلح إلا فصائل إسلامية أو يراها العالم إرهابية وإن لم يعلن، وبعضها طبعا ليس كذلك لكن وجودها في غزة حيث تحكم حماس يجعلها أمام العالم كله إن لم تكن إرهابية فهي إسلامية دينية والإسلام محل شك كبير الآن بعد ما رأيناه من أفعال لداعش وغيرها في سوريا والعراق وليبيا رغم أن داعش هذه صناعة أمريكية من أحد جوانبها، ما الحل إذن؟ الحل في يد الفلسطينيين، لابد من التوحد بين الضفة وغزة، السلطة الفلسطينية وسلطة حماس.. حماس التي جاءت بالانتخاب يوما ما ثم منعته بعد ذلك لابد أن تعود إلى خندق الديمقراطية.. وتغتنم الفرصة الآن قبل الغد، لأنه في الغد ستنتهي الحركات الإسلامية المتطرفة والإرهابية في سوريا والعراق وليبيا وسيأتي الدور على حماس، ما يعطي حماس شرعيتها الآن هو القضية الفلسطينية ذاتها وليس الشعارات الإسلامية، ما يعطي حماس شرعيتها الآن هو الجرائم الفادحة لدولة إسرائيل في الرد على بعض عملياتها، لكن فيما بعد حين ستنكسر شوكة الإرهابيين في العالم العربي وسيكون التخلص من حماس سهلا رغم أنها في نظر العالم غير إرهابية لكن صبغتها الدينية ستكون السبب. هل تفهم حماس ذلك وتعود إلى الخندق الفلسطيني وتفعل ما تفعله السلطة في الأرض المحتلة من تأثير في العالم بالمفاوضات وغيرها. هذا أمر بعيد الاحتمال الآن للأسف لأن إغراء السلطة قوي وحلم الخلافة الإسلامية يعمي ويصم، على حماس أن تقطع الخطوة الأولي في العودة إلى التوحد مع السلطة الفلسطينية وإلا سنظل إلى الأبد نسمع حل الدولتين حتى تضيع فلسطين.