الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مفاجأة.. فتوى لـ"أبو إسحاق الحويني" وراء حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة

"البوابة" تقدم كشف حساب لشيوخ المنابر

الطيار الأردني معاذ
الطيار الأردني معاذ الكساسبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يَدمى قلبك عندما ترى تصرفات ذلك التنظيم الهمجى تجاه الإنسانية، تنظيم "داعش" الإرهابي، الذى يفخر بذبح البشر وحرقهم أحياء ليس سوى نتاج لفكر متطرف وتفسيرات شرعية خاطئة، فمن صنع "داعش"  هو الفكر الإرهابي الذى تبثه المنابر فى مصر وكل بلاد المسلمين، وإذا أردنا محاربة الإرهاب فعلينا أولًا بمن يقومون بنشر الإرهاب فى كل منبر وبعد كل صلاة، ويروجون الباطل من خلال التفسير الخاطئ للقرآن الكريم والسنة النبوية، ويدسون السم فى العسل، ويملأون أدمغة الشباب بالتطرف والعنف، ويسمون قتل النفس التى حرمها الله جهادًا فى سبيله.

" البوابة"، ترصد أهم شيوخ الفتنة الذين نجحوا فى نشر الإرهاب والتطرف وبسبب فتاواهم أصبح هناك المئات من الشباب المصريين بين تنظيم داعش الإرهابي يتزايدون يومًا بعد يوم، وبسببهم أيضًا قتل داعش 21 من الأقباط المصريين ولا تزال الأيام تخفى الكثير والكثير.

حجازى محمد يوسف شريف المتخصص فى علم الحديث، والمعروف بأبى إسحق الحوينى نسبة إلى قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ التى ولد وتربى فيها، يعد أبرز شيوخ السلفية فى مصر وله عدة مؤلفات ويخطب جمعتين فى الشهر بمسجد شيخ الإسلام فى كفر الشيخ.

واستندت داعش إلى ما قاله الحوينى عن حرق على بن أبى طالب لمجموعة من الوثنيين، وتأكيده أن الواقعة مذكورة فى موضعين داخل صحيح البخاري، فى البيان الذى أصدرته لبيان فتوى حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، كما نشر التنظيم فيديو للحوينى يذكر فيه أهم شروط البيعة لخليفة المسلمين، وقالوا إن جميع تلك الشروط التى ذكرها الشيخ السلفى تنطبق على شيخهم أبوبكر البغدادي.

ويروى أحد أعضاء تنظيم داعش عن تجربته فى الانضمام للتنظيم فيقول: «تعرفت على أخ عائد من سوريا، فى أحد دروس الشيخ أبو إسحق الحويني، وطلبت منه مساعدتى فى السفر إلى سوريا، ولأن أوراقى الخاصة بالجيش والسفر لم تكن مكتملة، دفعت ٢٠ ألف جنيه لإنهائها، على الرغم من أن الرحلة لا تتكلف أكثر من تذكرة الطيران.

وللحوينى العديد من الفتاوى التى يستند إليها داعش لقتل الأقباط واعتبارهم كفارا، فهو صاحب الفتوى التى تنص علي «يُحرم على المسلم أن يشارك غيره، غير المسلم، من الكافرين فى أى عيد من الأعياد، لأن هذه مسألة نابعة من المودة والرحمة، أنا أعدل معهم نعم، أعاملهم بالقسطاس نعم، لا أسرقهم ولا أظلمهم ولا أجور عليهم نعم، إنما الود والبر إنما يكون لأهل الإيمان فقط، أمِنَ عباد البقر وعباد الشجر وعباد الحجر وأمن كل من يعبد غير الله من الغارات واستهدف المسلمون، مناطق الاشتعال فى العالم الآن هى بلاد المسلمين فقط».

ويقول فى موضع آخر ربنا عز وجل قال : «ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا»، كل الحروب القائمة الآن ليس بسبب الطمع فى ثروات البترول هذا تحصيل حاصل سيأخذونه، أى بلد من بلاد المسلمين سيأخذون ثرواتها ولكن ليس هذا هو الموضوع، الموضوع تغيير الديانة لذلك سلكوا سبلا كثيرة قبل الغزو العسكرى لبلاد المسلمين، الغزو الثقافى وغسل الأدمغة.

وتابع : «الطوفان قادم ولا نجاة لنا حقا إلا إذا وافقنا النبى صلى الله عليه وسلم فى غرسه كما قال أبو بكر رضى الله عنه لعمر رضى الله عنه قال: أيها الرجل استمسك بغرسه.

وللحوينى عدد كبير من الفتاوى المتطرفة عبر تاريخه، حيث حرم التحاق الطلاب بكلية الحقوق كونها تدرس القوانين الوضعية بعيدا عن القانون الإلهي، وقد تراجع الحوينى عن تلك الفتوى وأجاز دخول كلية الحقوق بعد أبحاث شرعية قام بها، وقال إن وجه المرأة كفرجها بمعنى أن غطاء الوجه لا يقل أهمية عن غطاء الفرج، حرّم عمل المرأة واعتبرها وكأنها عبدة للرجال، واستدل على فتواه بالكثير من فتاوى العلماء المتشددين فى السلفية، وأوجب الختان باعتباره سنة نبوية صحيحة لا تحتاج إلى أى تأويل، كما حرم الاحتفال بعيد شم النسيم.

إن الجهاد فريضة على المسلمين، حتى ولو كان عدد أعدائهم أضعاف عددهم، وإنهم منصورون بعون الله على أعدائهم، وإن الواحد منهم كفء لعشرة من الأعداء، وكفء لاثنين فى أضعف الحالات، وفريضة الجهاد إذن لا تنتظر تكافؤ القوى الظاهرة بين المؤمنين وعدوهم، فحسب المؤمنين أن يعدوا ما استطاعوا من القوى، وأن يثقوا بالله، وأن يثبتوا فى المعركة ويصبروا عليها، والبقية على الله، ذلك أنهم يملكون قوى أخرى غير القوى المادية الظاهرة.

«يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الدنيا فى الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابًا أليمًا ويستبدل قومًا غيركم ولا تضروه شيئًا والله على كل شيء قدير» بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الروم قد جمعوا له على أطراف الجزيرة بالشام، وأن هرقل قد رزق أصحابه رزق سنة. وانضمت إليهم لخم وجذام وعاملة وغسان من قبائل العرب، فاستنفر الناس إلى قتال الروم وكان - صلى الله عليه وسلم - قلما يخرج إلى غزوة إلا روى بغيرها مكيدة من الحرب، إلا ما كان من هذه الغزوة (تبوك) فقد صرح بها لبعد الشقة وشدة الزمان، إذ كان ذلك فى شدة الحر حين طابت الظلال وأينعت الثمار وحبب إلى الناس المقام».

السطور السابقة هي رسالة سيد قطب إلي المسلمين، رائد الفكر الإرهابي الذي نشر سمومه من خلال كتاباته فى عقول جيل كامل من تيار الإسلام السياسي، وهم شيوخ هذا التيار الآن، ولا شك أن  المنطلقات الفكرية لتنظيم « داعش» التي تتمثل فى إقامة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة، وتطبيق شرع الله بحدود متطرفة، وممارسة الجهاد العالمي ضد من يسمونهم اليهود والصليبيين من أجل تحرير فلسطين، ومواجهة الهيمنة الغربية وخصوصًا الأمريكية على العالم الإسلامي، ونصرة المستضعفين وتخليصهم من الظلم، وهو المنهج الذي يرجع إلي ما كتبه إمام الإخوان سيد قطب قبل عشرات السنوات، ولا تزال كتبه شاهده عليه.


سيد قطب كان من أهم المشايخ الداعين إلى تطبيق مفهوم الخلافة بشكل موسع، واقترن اسمه بفكرتين أساسيتين هما « الجاهلية» و«التكفير» ، بمعني التعامل مع المجتمع أيًا كان تطوره باعتباره مجتمعًا جاهليًا، لأنه لا يطبق تعاليم الإسلام بتفسيراتها المتشددة، وأيضًا اعتبار المسلمين غير الملتزمين بتلك التفسيرات كفارًا ومرتدين لابد من قتالهم حتي يعودوا إلي الدين.

ونشر تنظيم «داعش» على جدران ولاية كركوك بالعراق، عددًا من اللافتات لتزيين الجدران، وتحمل مقولات مأثورة لسيد قطب، مثلًا يقول سيد قطب: «وليس لأحد من عباده أن يقول: إنني أرفض شريعة الله، أو إنني أَبصر بمصلحة الخلق من الله، فإن قالها - بلسانه أو بفعله - فقد خرج من نطاق الإيمان».

العديد من مقولات «داعش» واستشهاداته، يحمل أفكار قطب، فهناك قوله «فى ظلال القرآن» المجلد ٣ صفحة ١٥٤٣: «فالاستعداد بما فى الطوق فريضة تصاحب فريضة الجهاد»، و«النص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، فهي حدود الطاقة إلى أقصاها، بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل فى طاقتها»، وهناك العديد من قادة الجماعات المتشددة، يستشهدون بأقوال وكتابات سيد قطب واعتبروها نهجًا لهم.

الباحث الأمريكي فيليب جينكينز المدير المشارك لبرنامج «بايلور للدراسات التاريخية فى الدين»، فى ولاية تكساس الأمريكية، أكد أن داعش تعتمد علي فكر القيادي الإخواني سيد قطب كأساس فى منهجها الفكري، مؤكدًا أن قطب يعتبر الأب الروحي للتنظيمات التكفيرية التي نشأت علي مدار التاريخ الحديث أبرزها تنظيم القاعدة و«داعش».


القيادى الإخوانى وجدى غنيم، من أشد المحرضين على العنف والقتل والإرهاب وهو لا ينكر أبداً تأييده لكل ما يفعله تنظيم داعش الإرهابى، وله عدة فيديوهات منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى وموقع يوتيوب يدعو فيها الشباب إلى السفر للانضمام لما يسميه دولة الخلافة الإسلامية فى الشام والعراق، ومحاربة أعداء الله ممن يصفهم بالكفرة والطواغيت وذبحهم والقضاء عليهم، ويرى غنيم أن واقعة حرق الطيار الأردنى فخر لـ«داعش»  لأنهم طبقوا أمر الله فيمن قتل وحرق الأطفال والنساء. من بين فتاوى غنيم التى أثارت الجدل فتوى تكفير الرئيس عبدالفتاح السيسى واعتبار كل من يؤيده كافر ومرتد ويستحق القتل، والفتاوى الخاصة بمحاربة الأقباط باعتبارهم مشركين، وتحريم التعامل معهم بشكل سلمى، وله فتوى تطالب بقتل عدد كبير من الإعلاميين وحرق مؤسسات الشرطة وذبح رجال الجيش والشرطة وحرق الكمائن والأقسام وقتل كل من يوالى النظام الحالى أو يدعمه.

وهو من أبرز المحرضين على الانضمام إلى العمليات الجهادية فى كل أنحاء العالم، بعد أن أعلن أمام شاشات التلفاز مشاركته فى الجهاد فى أفغانستان والصومال وسوريا من خلال تمويل وتسليح التنظيمات التكفيرية هناك.

ولوجدى غنيم العديد من الفيديوهات التى يشرح فيها دروسا عن الجهاد ومن تلك الدروس قام غنيم بالتحريض صراحة إلى الجهاد المسلح كونه أفضل أنواع الجهاد سواء كان بالمشاركة أو بالتمويل أو بمجرد النصرة، وهذا أيضا ما ساهم فى انتشار الفكر الجهادى البعيد عن صحيح الإسلام مما أدى إلى ظهور داعش فى النهاية.

وأفتى غنيم وقت حكم الإخوان بوجوب محاربة المتظاهرين فى محمد محمود فى الذكرى الثانية للأحداث وقتلهم وإقامة حد الحرابة على كل من يخرج عن الشرعية وأن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وذكر فى تغريدة له على تويتر موجهًا حديثه إلى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى: نداء إلى فخامة رئيس الجمهورية لو أن واحدًا فقط من هؤلاء المجرمين أقيم عليه الحد لاستقامت الدولة ولما وجدنا بلطجة أو إرهابا أو شغبا. وفى أخرى «يا سيادة الرئيس اضرب بيد من حديد على هؤلاء المفسدين».


أما القيادى الإخوانى يوسف القرضاوى فقد أكد دعمه لما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية «داعش» فى أكثر من مناسبة، وأكد أنهم جند حق، وقال إن قائد التنظيم أبو بكر البغدادى كان عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين هو وعدد كبير جدا من القيادات الذين أسسوا التنظيم فى بدايته، أكد القرضاوى فى مقطع فيديو له أن داعش يسير على خطى الإخوان المسلمين ويتبنى فكرة الخلافة الإسلامية التى عملت الجماعة على تحقيقها منذ تأسيسها على يد حسن البنا فى ١٩٢٨، وطالب شباب الإخوان بدعمهم والسفر للانضمام إليهم.

ومن أبرز فتاوى القرضاوى التى انتشرت مؤخراً تلك التى يحرض فيها على قتل جنود الجيش المصرى ورجال الشرطة، وتحريم الانتماء للجيش ويطالب الجنود بالهروب من المعسكرات بشكل جماعى، وطالب بالنزول إلى الشارع فى ذكرى حرب أكتوبر لإسقاط السلطة والجيش.

وحرض القرضاوى عناصر جماعة الإخوان على الخروج والتظاهر ضد مصر وجيشها وشرطتها، بالتزامن مع ذكرى ثورة ٢٥ يناير، وطالب القرضاوى، عبر مقطع فيديو على موقع «يوتيوب»، تزامنا مع الذكرى الـ٤ لثورة ٢٥ يناير، شباب الإخوان وأنصارهم على النزول فى الميادين والشوارع ضد النظام الحالى، وإحداث حالة من الفوضى والعنف وترويع المواطنين، وحرم الانتخابات الرئاسية فى مصر، والتى جرت فى ٢٦ و٢٧ مايو من العام الماضى ٢٠١٤، ما دعا وزير الأوقاف المصرى، محمد مختار جمعة، إلى أن يطالب بإحالته إلى طبيب نفسي.

والقرضاوى هو صاحب فتاوى قتل صدام حسين ومعمر القذافى ومبارك وبشار الأسد وعبدالله صالح وكل من يختلف بالقول أو بالفعل، ولا شك أن القيادى الإخوانى يفتى وفقًا لأهواء جماعته أو وفقًا لحجم الدولارات التى تدفعها له بعض الجهات لتخريب دول أخرى.


الشيخ محمد عبدالمقصود الذى يدعم الإرهاب بالعالم هو من قام بالتحريض والدعوة للانضمام إلى المعسكرات الجهادية فى سوريا أثناء فترة حكم محمد مرسى، وقاد بنفسه عمليات تجنيد الشباب وضمهم إلى معسكرات تدريبية فى سيناء تمهيدًا لإرسالهم إلى سوريا، والحرب ضمن صفوف «داعش» وجبهة النصرة ضد الجيش النظامى الخاص ببشار الأسد، إضافة إلى أنه استغل الدين فى حشد الشباب المغيب نحو أفكاره الإجرامية التى كانت أحد الأسباب المباشرة فى تكوين تنظيم «داعش» الإرهابي.