السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم خلع العالم كله نعليه هنا ...!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم تعيد مصر تقديم نفسها للعالم... فتتحول شرم الشيخ لمؤتمر تجتمع فيه الشمس مع القمر...!! ويتواصل فيه الليل مع النهار... فهنا في شرم الشيخ الشمس حقيقة لا تغييب...! وكيف لها وبين الحضور دول يتعاقب عليها شروقها فقد اجتمع بالمؤتمر معظم دول العالم من أقصى الشرق والغرب والجنوب والشمال على أرض مصر في شرم الشيخ حول مائدة المؤتمر الاقتصادي الداعم للدولة المصرية والمتطلع للاستثمار في الأرض المصرية بسواعد الشعب المصري....! هم يدركون بعدما غاب عن بعضنا الإدراك قيمة الاستقرار في مصر ومعنى النهوض بمصر لما تمثله مصر من مكانه في التاريخ والجغرافيا.... أصرت مصر أن يقام المؤتمر الاقتصادي الذي أتى إليه العالم ليكون له بمصر نسبا وصهرا وتكون مصر لهذا العالم المتعدد المختلف وطنا.. أصرت أن تجعل المؤتمر في شرم الشيخ لما تمثله من رمزيه في التاريخ..! فهنا سيناء التي تجلى الله لجبل الطور فيها وعاش ودفن بها هارون وموسى وظلت حولها تعيش قصص الأنبياء الذين يتشارك العالم كله في تمثيل قيمهم والنداء بهديهم..! فسيناء بقدسيتها هي الأرض التي استقبلت موسى بمعجزة شق البحر فكانت بداية لإنقاذ أمة من الهلاك... حين احتضنت شتاتهم ومنعت عذابهم وبدأت بهم عهدا جديدا...... وهنا في سيناء أيضا... يحاول الإرهاب أن يصورها وطنا يحتله وبقعة يضع عليها سمه على غير الحقيقة... فكان الرد المصري جديرا بالملاحظة... فلم يأخذ المؤتمر إلى أحضان أسوان والأقصر أو عبق الإسكندرية ورحاب القاهرة.... بل إلى شرم الشيخ الذي تحاول الجزيرة وأخواتها من قنوات الفتنه أن تصور وضعها على أنه مضطرب فيما هي تستقبل برحابها العالم كله في مؤتمر لا تغييب عنه الشمس لترسل برسالتها أن مصر قادرة وقائمة وفاعلة والإرهاب إلى زوال مهما تآمر وتعاون ودلس ليكسب جولات ضد المستقبل والحياة.. فكانت رمزيه الموقع إحدى ملامحه التي تؤهله للنجاح كركن أساسي في مستقبل عالم قادر على صناعة الاستقرار والأمن وهزيمة الأجندات المشبوهة التي تحالفت مع شياطين الإنس والجن.. أما الرمزية الثانية... فكانت شعار المؤتمر الذي اتخذ من المفتاح الفرعوني رمزا أكثر جاذبيه وإفاضة للمعاني....!! فالمفتاح الفرعوني بما تشعب عنه من قصص جزء من ضمير الحضارة الفرعونية القديمة التي تتغنى بالقيم وكان يرمز إلى بداية الحياة والانفتاح على العالم الآخر بفتح مغاليقه لبداية الحياة الأخرى.... بعد القيام من الموت... فهو مفتاح النهوض بعد انقضاء الحياة والسقوط بين يدي النهاية المؤقتة...! وقد حاول هذا الموت أن يخطف مصر يوم امتهنت التيارات الدينية مهنه بذر القنابل وزرع المفخخات وحصار مستقبل الدولة المصرية بالأشلاء والدم.. اليوم تجعل مصر من المفتاح رمزا جديدا للقيام بين الناس وبداية عهدا جديدا من الحق المتغلب على المتسكعين في حواري الدمار والخراب اللاهثين بكل قدرة على إفشال مصر وإسقاطها...! فكان المفتاح تعويذه تفتح أمامها أبواب المستقبل وتدفن الإرهاب في مزابل الماضي وقد حقق الرمز مراده وظهر في كل خطوات الإعداد للمؤتمر مفعوله ومدلوله يستمر هنا التوجه الجديد للدولة المصرية التي تعمل وفقا لقرارات سيادية يمليها الشعب بعدما تخلت عن سياسة الأجندات الملغومة بالتبعية من قبل فاعتمدت الدولة على مدخرات شعبها لتحفر قناة السويس الجديدة وتؤسس لمصر المعاصرة بما يعود بخيرها على الشعب والعالم.. وهي تواجه تسلط شيطاني لا زال يمارس دور المعوقات التي تستلهم تعطيل الدولة عن المضي في خططتها كتلك الداعية للمصالحة مع الإرهاب... أو تلك التي عملت على الإفراج عن أموال يوسف ندا وبنك التقوى في هذا التوقيت الذي يحصد فيه إرهابهم أرواح الناس وسط الشوارع فيما تذيع قنوات الفتنه أخبارا مريبة عن التفجيرات قبل وقوعها بدقائق وكأنها ترسل للمجرمين إشارات البداية ولم تكن أول مرة تفعلها قناة الجزيرة....! هذا الوسط الذي يعرقل عن قصد طموح الدولة المصرية وخطواتها للمستقبل تعرفه مصر شعبا ونظاما وتدرك قبح أجندته وسطور مؤامرته التي تدين داعش في الإعلام وتساعدها للفرار من حبل الإعدام..! فتتوافد التقارير عن سلة المساعدات التي يسقطها طيران التحالف بالخطأ ونيرانه التي تصطاد جنودنا المقاتلين في العراق والشام بالخطأ وتمرير الدعاية الداعشية عبر ألسنة سلفيه عن تدخل إيراني هنا وهناك لإيقاظ مشاعر الفتنه الطائفية التي تعمل على حصدنا جميعا وقد بلع طعمها حتى أزهرنا المخترق... !! لقد مرر هذه الدعايات المريبة الساديون الأغبياء.. الذين لم يسأل أحدهم نفسه كيف سكت عن تدخل أمريكا بينما اعترض على مساعده إيران لإنقاذ شعبنا العربي من النحر على يد الدواعش في العراق والشام... وبدلا من فحص موقفه ذهب لإدانة أصحاب المواقف.. هذه التحركات... تتحلق حول مؤتمر شرم الشيخ تحاصره لتفشله...وتعمل على تعويقه بإرهاب متعدد الهويات سلفي المرجعية غرائبي اللغات واللهجات... ذو مصالح تعمل على إشغال الدولة المصرية عن المستقبل البعيد المرتقب.. ولكنهم لا يدركون رمزيه سيناء فيه ولا رمزيه المفتاح الفرعوني به... ولا رمزيه هذا التجمع الذي جاء قريبا من الوادي المقدس طوى.. لقد خلع العالم كله نعليه هنا... مصر ستنتصر لهذا العالم... وستهزم بإرثها الحضاري الإرهاب وحدها.... وستنتهي قنابلهم... وتبقى حولنا شوارعنا تملأها حركة المستقبل الذي ينادينا.....