الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأغا أردوغان والفرعون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن ثورة 30 يونيو أصابت أهدافا متعددة ليس كلها مصري، وإنما بعض منها إقليمي، مثل الحكم التركي و رئيس وزراء الأتراك رجب طيب أردوغان، الذي أصابه هلع غير طبيعي، وكشف عن وجهه الحقيقي، وانتمائه لتنظيم الإخوان الدولي.
أغرب ما قاله أردوغان، توصيفه للأوضاع في مصر أنها حالة صراع بين أتباع الفرعون و بين أتباع موسى، وبالتأكيد، فإن الإخوان هم أتباع موسى، بينما الشعب المصري كله من أتباع الفرعون الذي واجه موسى و قاتله.
ويبدو أن ثقافة أردوغان بالحضارة المصرية محدودة، ومعلوماته التاريخية قاصرة ومعارفه الدينية مهتزة وملتبسة، لأن الأخ أردوغان الذي كشف عنصريته وتطرفه الفكري وانحيازه الديني، قد أوضح بجلاء حقيقة مواقفه الديمقراطية وثقافته المتطرفة.
أولا، أتباع موسى خرجوا عن الفرعون، فخرجوا عن مصر، وقيل: إنهم خرجوا مضطهدين بعد أن حاربهم الفرعون ونكل بهم، إذن فهم قد خرجوا من مصر وتركوها، ويحاول اليهود الآن استغلال هذه الرواية لإثبات حقهم في مصر، وحكم مصر للعودة مرة أخرى تحت مبررات تاريخية لاستعادة حقوق تاريخية.
أردوغان هنا من حيث لا يدري، وإن كنت متأكدا أنه يدري، يقوم بالترويج لقصص وأساطير وحكايات تسعى الدوائر الصهيونية التقاطها وتضخيمها وترويجها، باعتبارها أساس تاريخي لحقوق مستحقة، لكن المثير أنه يربط بين أنصار الإخوان ومحمد مرسي وبين اليهود، ولا أدري إن كان ذلك يرضي الجماعة التي تكره اليهود ولا تفرق بين اليهودي والصهيوني .
أما أن المصريين هم أتباع الفرعون في مواجهة أتباع موسى، فأردوغان يقصد وبوضوح أن المصريين كفار، لأنهم ضد النبي موسى وأتباعه وهو نبي الله إلي الإنسانية الذي رفض الفرعون وأتباعه إتباع دين الله الذي دعا له.
أردوغان، إذن مارس تحريضا دينيا واضحا، وتحدث بخطاب سياسي عنصري وتمييزي يتناقض و يتعارض تماما مع ادعائاته الديمقراطية، ودعواه المتواصلة عن الانحياز لحريات العامة ورفضه التمييز الديني و تمسكه بمبادىء الحرية والتسامح.
إلى أردوغان، أقول له: لقد خرج أتباع موسى من مصر و لم يعودوا لها حتى الآن، ولن يعودوا إن شاء الله .. وأتمنى أن يصدق قوله، فيخرج أبناء مرسي وليس موسى من البلاد، ولا يعودوا لها مجددا، ولن يضيرنا اتهام الأغا التركي لنا بالكفر، فهو اتهام رددته كل جماعات التطرف التي ذهبت إلي حيث لا تعود.
فضحتك مشاعرك أيها الأغا التركي، وكشفتك انحيازاتك المعادية للحريات العامة، والمنحازة للتمييز الديني والتحريض على العنف والتكفير.. لا أدري إن كنت تكتب نهاية تاريخك أنت أيضا، لكن المؤكد، إنك كتبت بيديك نهايتك المهينة.