الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

كيف سخر المصريون من داعش.. ما تقوم تتطمن على صوارمك!

مصطفي عمار
مصطفي عمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى2001، وبالتحديد عقب هجمات 11 سبتمبر الشهيرة، كنت أجلس بصحبة الأصدقاء عمر طاهر ومحمد عبدالعزيز ووائل سعد ومحمدعلاء ومحمد فتحي على مقهى "منه فيه" وبينما نحن مستغرقون فى الضحكم والسخرية من كل كشئ كعادتنا، فوجئنا بحربي القهوجي، يجري خلف مساعده خاج المقهي  وهو ممسكاً بعصا كبيرة وصارخاً فيه ، " مش هسيبك يا ابن الإرهابية " وبالطبع كانت الشتيمة الجديدة التى أخترعها حربي القهوجي، سبب فى انفجار ضحكنا، وعلق عمر طاهر وقتها قائلاً: ما حدش ينحتها من فضلكم، أنا عاوزها، ولكنني لم أترك فرصة واستخدمتها كعنوان فصل فى كتاب شديد التفاهة بعنوان "فاكر نفسه روش"!
تذكرت هذه الواقعة عندما طالعت خبر ترتيب عريس من المنوفية لحفل زفافه على طريقة داعش، فقام بالاتفاق مع فرقة الزفة على صنع قفص حديدى كبير كالذى تستخدمه حركة داعش مع أسراها، وأتفق مع أعضاء فريق الزفة بالكامل أن يرتدوا الملابس السوداء على الطريقة الداعشية وأن تتم زفته علي عروسه على نشيد "صليل الصوارم" وظهر العريس على شاشات التليفزيون وهو يؤكد أنه فعل كل هذا حتى يظل يوم زفافه يوم مميز لا ينساه أحد، ولكن أكثر ما أضحكني هو ما قالته العروس والتى كادت تموت من الرعب لولا أنها لمحت وجه شقيقها بين الشباب الملثم من أعضاء الفرقة.
المصريون وحدهم من بين شعوب العالم، يحتفظون لأنفسهم بحق السخرية من حكماهم وعدوهم ومخاوفهم ، فمن لا يستطيع المصريون هزيمته فى الواقع، يجلدون ظهره ويبددون هيبته بكرباج سخريتهم ، فعل ذلك مع مبارك ومع الأخوان ومن قبلهم مع أنور السادات وحتى جمال عبدالناصر لم يسلم من ألسنتهم، أنها الميزة الوحيدة التى تجعل هذا الشعب صامداً حتى الآن رغم ما مر عليه من كوارث وأحداث كانت من الممكن أن تتسبب فى انقراضه!
فالعالم الآن لا يخشي شيئاً أكثر من تنظيم داعش المتطرف، الذى يحرق الأحياء ويذبح الأسرى ويهدم الآثار ، العالم يري في تنظيم داعش مسخ يقضي على الأخضر واليابس وقبلهم الإنسانية ، فمجرد ذكر إسم هذا التنظيم كفيل بتعكير المزاج وفقدان الشهية وتكدير الحياة، هذا بالطبع لأي شعب أخر غير المصريين ، واللذين إستقبلوا تصريح بعض الدواعش بأنهم قريباً سيدخلون مصر ، بنكتة السيدة العجوز التى طلبت من تنظيم داعش أن يصطحبها خلال غزوه لمحافظات مصر ، إلي موقف عبود ، بعد أن ظل التنظيم عالق لساعات أعلي الطريق الدائري، بنفس الروح قررت ثلاثة بنات ارتداء ملابس التنظيم الشهيرة، والوقوف  وهن يتغنين  علي نشيد الصوارم، وفجأة ينقلب النشيد لوصلة رقص بلدي علي توزيع موسيقي شعبي، وهو نفس  الأسلوب الذى اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، وقام المئات بتركيب التوزيع الجديد لنشيد الصوارم، علي  رقصة الليمبي الشهيرة، ومحمد هنيدي حتى نادية لطفي لم تسلم من تركيب رقصتها فى فيلم ثلاثية نجيب محفوظ، على التوزيع المصري لموسيقى نشيد صليل الصورام، هكذا يقابل المصريون ما يزعجهم وينغص عليهم حياتهم، بالسخرية والغناء، فنحن شعب اختصنا الله بهذه الميزة لنتغلب بها علي أحزاننا وأوجاعنا، وهو ما يجعلني متأكد من أن المصريون سيستوقفون أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، إذا ما جاء إلى مصر ليلتقطوا معه صور سيلفي وهم يرفعون خلف رأسه علامة النصر الشهير، أو من الممكن أن تجدهم يقدمون حملة إعلانية لحث داعش علي استثمار أموالهم بمصر تحت شعار "ما تقوم تتطمن على صوارمك"، فهل تعتقدون أن شعب كهذا، من الممكن أن يخشى داعش أو غيرها من طيور الظلام والشر، كان غيرهم أشط !
darshpress@gmail.com