الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسرحية هزلية يقودها أردوغان مع "كاتم أسراره".. رحيل رئيس المخابرات من أجل السيطرة على البرلمان.. الاستقالة أدت إلى صدمة للإعلام التركي.. وإسرائيل ترحب بهذا القرار

رجب طيب اردوغان
رجب طيب اردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار قرار استقالة رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، ردود فعل واسعة في الشارع والإعلام التركي وهناك من ايد القرار ومن عارضه، وادي هذا القرار إلى حدوث صدمة، خصوصا وان فيدان يعتبر اليد اليمني لاردوغان، ولكن يري الكثيرون أن هذه الخطوه تاتي في ظل سعي اردوغان إلى السيطرة على البرلمان وبالتالي السيطرة على تركيا ككل.

مسرحية هزلية وضجة إعلامية واسعة بسبب الاستقالة
سيطرت الأخبار المتعلقة بهذه الاستقالة على عناوين الأخبار وعلى البرامج الحوارية طيلة الأيام الماضية، خاصة بعد صدور تصريح من الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أعرب فيه عن عدم ترحيبه بهذه الاستقالة وعن محاولته ثني فيدان عن الاستقالة وعن خوض الانتخابات البرلمانية.
هذه الضجة جاءت بسبب توقع الإعلام التركي تعيين فيدان في منصب وزير الخارجية، وجاءت بعض الاخبار أيضا أنه سيتم تعيينه رئيس وزراء جديدا في ظل وجود مشادات بين اردوغان واوغلو، بسبب تحكم اردوغان في كل شيء ولكن جاء هذا القرار بالاستقالة والترشح للانتخابات البرلمانية صادما للإعلام التركي ومعاكس للتوقعات.
ويتوقع البعض أن تكون هذه احدي خطط اردوغان ليكمل سيطرته على تركيا والسيطرة على البرلمان ليكون بذلك قد سيطر هو وحزبه "العدالة والتنمية" على تركيا كلية.

يد أردوغان اليمني من الظل إلى العلن
يتخلى مدير جهاز الاستخبارات التركية منذ خمسة أعوام هاكان فيدان، رجل الثقة والمهمات الصعبة لدى الرئيس رجب طيب أردوغان، عن منصبه خارجا من الظل إلى العلن هذه المرة ليواصل خدمة سيد تركيا.
ويعتبر فيدان اليد اليمني لأردوغان ويتولى تحريك الخيوط في سياسة تركيا تجاه سوريا، ما يجعل منه مهندس العلاقات المثيرة للجدل مع الجهاديين الأكثر تطرفا وبينهم الدولة الإسلامية، الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

يقول عنه جيمس جيفري، الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في تركيا والعراق: «فيدان هو وجه الشرق الأوسط الجديد»، متابعا: «علينا أن نعمل معه لأنه يستطيع إنهاء المهام، لكن لا يجب افتراض أنه الصديق الساذج للولايات المتحدة، لأنه ليس كذلك،ويصفه إيمري أوسلو، خبير في شئون الاستخبارات بأنه «أقوى كثيرا من أي وزير، بل إنه أقوى من الرئيس عبدالله غول نفسه.

الرجل الذي يخيف إسرائيل وسبب الخوف
على خطى رئيسه، دخل فيدان هاكان إلى الساحة السياسية الخارجية، عبر الدخول على خط تيار القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وذلك مع حادثة "أسطول الحرية" التركي الذي كان متّجها إلى غزّة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

بدأ العداء بين إسرائيل وهاكان فيدان منذ اليوم الأول لتوليه منصبه على رأس جهاز الاستخبارات التركية، في سنة 2010، عندما تسرب تسجيل صوتي لجنرالات في الموساد الإسرائيلي وهم يناقشون خبر تعيين فيدان، ويشيرون إلى أن رئيس الاستخبارات السابق كان صديقًا لإسرائيل وأن الاستخبارات الإسرائيلية أودعت بعض الأسرار لدى الاستخبارات التركية لأنها كانت تثق به، وإلى أن الموساد بات يخشى من أن يقوم هاكان فيدان بتسريب هذه المعلومات للإيرانيين.

وتأكدت مخاوف الإسرائيليين من فيدان بشكل قطعي في مطلع سنة 2012، عندما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وعدد من الصحف الأخرى، خبرًا يفيد بأن هاكان فيدان أعطى معلومات سرية للاستخبارات الإيرانية حول شبكة تجسس إسرائيلية تعمل داخل إيران؛ مما أدى إلى قيام الإيرانيين بتصفية هذه الشبكة بالكامل موجهة بذلك ضربة قوية للعمل الاستخباراتي الإسرائيلي في إيران.

يفسر الانزعاج الإسرائيلي من جهاز الاستخبارات التركية في شكله الحديث وبرئيسه الجديد بالتغير الذي شهده الجهاز بعد ترأس هاكان فيدان له، فبعد أن كان جهاز الاستخبارات التركية جهازًا مهترئًا غارقًا في صراعات بين مختلف أجنحته، ويورط الدولة في أزمات خطرة لفائدة جهات داخلية أحيانًا وجهات خارجية في أحيان أخرى، أصبح الجهاز اليوم جهازًا محترفًا تشهد كبرى أجهزة الاستخبارات في العالم بنجاعته وبنجاح عملياته.

من هو هاكان فيدان
هاكان فيدان، ولد هاكان فيدان في العاصمة أنقرة عام 1968. درس وتخرج في مدرسة قوات المشاة المحاربة عام 1986، ومن ثم درس في مدرسة اللغات التابعة للقوات المشاة. نال فيدان شهادة جامعية في أنظمة الحكم والسياسة من القسم الأوربي لكلية ماريلاند الجامعية في الولايات المتحدة، وشهادة دكتوراه بالعلوم السياسية من جامعة بيلكنت في انقرة. في 2003 تم تعيينه لرئاسة الوكالة التنمية (التعاون) الدولي التركية، والتحق بمكتب اردوغان مستشارا للسياسة الخارجية في العام 2007. وبعد ثلاث سنوات، تولى رئاسة الاستخبارات التركية.

اثار خبر تعيينه على رأس جهاز الاستخبارات التركية انزعاجا شديدا خاصة لدى الاستخبارات الإسرائيلية، حيث تسرب في سنة 2010 تسجيل صوتي لجنرالات في الموساد الإسرائيلي وهم يناقشون خبر تعيين فيدان، قالوا فيه أن رئيس الاستخبارات السابق كان صديقا لإسرائيل وأن الاستخبارات الإسرائيلية أودعت بعض الأسرار لدى الاستخبارات التركية لأنها كانت تثق به، وأن الموساد بات يخشى من أن يقوم هاكان فيدان بتسريب هذه المعلومات للإيرانيين. فيدان الرجل الثاني في تركيا، والذي يوصف بأنه أقوى من أي وزير، وهو من يزعج أميركا منذ أن اتهمته واشنطن بتسريب معلومات مهمة لإيران عن تقييم أميركي للنظام الإيراني.