الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عصائب أهل الحق... "داعش الشيعة" في العراق وسوريا.. خرجت من رحم التيار الصدري بعد الغزو الأمريكي للعراق.. إيران تدعمها ماديًا ولوجيستيًا.. و"فيلق القدس" يدرب عناصرها

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عصائب أهل الحق"، هي ميليشيا شيعية عراقية، تخوض حربًا ضروسًا ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، إلا أن كثيرًا من المتابعين يتهمها بأنها كانت أحد العوامل التي تسببت في تمدد التنظيم، بسبب ما عرف عنها من مجازر ارتكبتها في حق السنة، ما أعطى الفرصة للتنظيم للظهور بمظهر الحامي لحمى الطائفة السنية.
خرجت ميليشيا "عصائب أهل الحق"، أو ما يطلق عليها مؤيدوها "المقاومة الإسلامية في العراق" من رحم التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، فمؤسسوها كانوا كوادر في هذا التيار، لكنهم انشقوا عنه، وأسسوا منظمة خاصة بهم، كان هدفها "مقاومة أمريكا".
وتخطت هذه الحركة المدعومة من فيلق القدس، والتي تتلقى التدريب والدعم المادي والتسليحي من إيران، جغرافية بلادها، لترسل عناصرها للقتال في سوريا بحجة "الدفاع عن مقام السيدة زينب"، وينضوي عناصرها تحت لواء "أبو الفضل العباس"، المنتشر في ريف دمشق، وتحديدًا بالمناطق المحيطة بالمقام. 
ويُقدر عدد مقاتلي هذه الحركة، التي أسسها عدد من طلاب الحوزة الدينية، بينهم قيس الخزعلي (الأمين العام)، وأكرم الكعبي (نائبه)، بأكثر من عشرة آلاف مقاتل، بعدما كان عددهم لا يتجاوز ثلاثة آلاف عام 2007.
وبعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق في يناير 2012 أعلن الخزعلي هزيمة أمريكا وأن مجموعته تتحضر لتسليم سلاحها والالتحاق بالعملية السياسية في البلاد، إلا أن الخزعلي والكعبي وأغلب عناصر "عصائب أهل الحق" الذين انشقوا عن التيار الصدري، وُصفوا من قبل زعيمهم السابق مقتدى الصدر، بأنهم "أهل الباطل وتعدوا الخطوط"، كما اتهمهم بمحاولة اغتيال مساعد له، وقيادي بارز في تياره، حازم الأعرجي.
وأصبح هناك تضارب في تاريخ تأسيس هذه الحركة وانشقاق قادتها الذين يضعون على صفحاتهم الخاصة ومواقع الحركة صور لوالد مقتدى الصدر المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر الذي قتل عام 1999 في عملية اتهم فيها نظام صدام حسين، واستمدت الحركة منهجها ومبادئها من فكر الصدر الأب.
وانشق الخزعلي عن جيش المهدي التابع للتيار الصدري سنة 2004، أي بعد عام من الغزو الأمريكي لينشأ حركة خاصة به، وعندما توقف القتال بعد توقيع جيش المهدي اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة العراقية والجيش الأمريكي، استمر الخزعلي بإعطاء أوامره بالاستمرار بالقتال دون الرجوع للصدر. 
ولكن عادت الأمور إلى مجاريها بين قيادة هذه الحركة ومقتدى الصدر في مصالحة جرت بينهم منتصف عام 2005، لكن بعد أقل من عام ظهرت "عصائب أهل الحق" كمجموعة تعمل باستقلالية كاملة عن جيش المهدي بعدما أعلن الصدر حله واستبداله "بلواء اليوم الموعود"، وطالب "عصائب أهل الحق" بالانضمام إليه لكنها رفضت. 
نفذت ميليشيا العصائب ما يقرب من ستة آلاف عملية استهدفت الجيش الأمريكي والقوات العراقية من بينها عمليات خطف أجانب، في مقدمتها خطف الخبير البريطاني بيتر مور وأربعة من مرافقيه حيث تم مبادلته بزعيمها الخزعلي ومئات المعتقلين من عناصرها.
أما علاقتها بإيران، فكشفها رئيس أركان الجيش الأمريكي، راي أوديرنو، الذي أكد أن إيران تدعم إضافة "لعصائب أهل الحق" "لواء اليوم الموعود" وكتائب "حزب الله العراقي". 
وتلقت العصائب التدريب والسلاح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتشكلت هذه الحركة من أربعة فروع عسكرية رئيسية، هي "كتائب الإمام على، وكتائب الإمام الكاظم، وكتائب الإمام الهادي، وكتائب الإمام العسكري".
ونظمت هذه الحركة حملة لتوزيع نحو عشرين ألف صورة للمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي في العراق، وعن هذا التقارب بين الحكومة والحركة، طالب مقتدى الصدر الحكومة العراقية بوضع حد لنفوذ ميليشيات بدأت تتحرك تحت أغطية رسمية بالشارع العراقي وتمارس عمليات القتل والخطف، داعيا أهالي مدينة الكاظمية و"محبي آل الصدر"، إلى التعاون لـ"تحجيم" حركة عصائب أهل الحق.
وشن الصدر هجوما حادا على العصائب بعد انخراطها في العمل السياسي، واتهامها بـ"العمالة"، مقرا للمرة الأولى بأن إيران مسئولة عنها.
وأضاف:"لقد طلبت من مسئوليهم في الجمهورية الإسلامية أن يغيروا اسم العصائب وان يغيروا القيادة الثنائية ليكون بابا لرجوعهم لأبيهم الصدر والمكتب الشريف، فأبت كل الأطراف ومنهم العصائب ذلك".