السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المغنى حياة الروح "معرض للفنان حلمي التوني"

الفنان حلمي التوني
الفنان حلمي التوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين مشاهد الذبح والحرق الداعشية.. والعربات المفخخة.. والتفجيرات في محطات الكهرباء ووسائل المواصلات.. وزرع القنابل في شوارع مصر وربوعها.. وفيديو قتل الكلب الشهير.. مع كل هذا العنف والإرهاب.. يطالعنا الفنان التشكيلى حلمى التونى بأحدث معرض للوحاته تحت عنوان «المغنى حياة الروح» والمقام بقاعة بيكاسو بالزمالك.
أما عن الفنان حلمى التونى.. فهو فنان تشكيلى متخصص في التصوير الزيتى والتصميم حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحى عام ١٩٥٨ وله العديد من المعارض محليًا ودوليًا.. ولقد جاء معرض الأخير «المغنى حياة الروح» ليخرجنا من كآبة الإرهاب ويعيد لنا القدرة على استشراق البهجة والأمل.
و تصدرت نساء حلمى التونى بطولة لوحاته.. ونساء حلمى التونى.. لهن طابع خاص.. يتميز بالشعبية بكل تفاصيلها فوجه المرأة المصرية الشعبية.. حاضرًا بكل المعانى.. فهذه الوجوه المشرقة تارة.. والناعسة تارة أخرى وهى المشتاقة والولهانة والمستحية.. والحانية.. والراقصة.. وذات الصون والعفاف.. والمتحدية.
أما عن عيون نساء التونى علامة لكل المعانى السابقة.. عيون تجذبك بقوة للبحث عن أجمل وأرق المعانى.. أما وجنات نساء التونى فتنضح بالبشارة والنضرة.. وجاءت براقع النسوة لتكسو وجوههن بالرغبة في الحياة والأمل.. لقد استخدم التونى في لوحاته الملاية اللف والبرقع والبشمك والخلخال ليعيدنا إلى بدايات تاريخ مصر الحديثة المشرقة بالأمل.. نساء التونى يقفن خلف المشربيات وعلى الآرائك وخلف الأبواب وفوق الحصان.
وتحمل نساء التونى في أيديهن الأرغول.. والعود.. والورود وأطراف الملايات اللف... أجسادهن تتمايل وتتماوج مع كلمات الأغانى.. المنثورة كالورد في خلفيات اللوحات وهى كلمات تعيدنا لزمن الغناء الجميل.. لقد اكتملت للوحات التونى عوامل النجاح.. الصوت في كلمات الأغانى.. الحركة في أجساد النساء ووجهن.
أما عن الألوان.. فحدث عن إمكانيات الجمال المطلق في تراكيب الألوان وتناغمها وجاذبيتها.. حتى إنك تعيد النظر مرات عديدة لكل لوحة حرصًا على ألا تفوتك لحظة جمالية اللون.. حتى اللون البنى والذي استخدمه التونى في المشربيات والآرائك والأبواب.. فكانت درجات اللون البنى وتركيباته.. تصنع نغمًا قديمًا.. محبب إلى النفس.. فتحية للفنان حلمى التونى.. ونحن نغنى معه أنشودة الفن والثقافة والمعرفة والفكر المستنير.. هذه مجتمعة أناشيد تحيى الروح.. في مواجهة من يذبحون الروح.
من النسخة الورقية