الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أسرار فتنة المسيري

محافظ الإسكندرية
محافظ الإسكندرية هانى محمد المسيرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أحمد يحيى ومحمد الديسطي وأماني عيسى وإبراهيم سليمان
«إنت جاى تهزر مش جاى تشتغل».. هكذا كتب أحد مستخدمى شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تعليقًا على صورة لمحافظ الإسكندرية هانى محمد المسيرى، وهو يمارس رياضة الجرى ويبدو مفتول العضلات، بينما كتبت فتاة من القاهرة «محافظ زى القمر يا رب اوعدنا»، وبين هذا وتلك علق مستخدم يرتدى عمامة الحكمة «ليس لنا شأن بمظهره فلننتظر أداءه».

نوّة غضب على محافظ الإسكندرية
هكذا أثار المحافظ الجديد اللغط حوله منذ «طفوه على وش مياه العمل السياسي»، وفيما كانت معظم الآراء تتجه إلى الحفاوة به مبكرًا، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وتحوّل الاحتفاء إلى حالة عارمة من التبرم والغضب، انطلقت في معظمها من الظهور غير المبرر قانونًا لزوجته في جولات واجتماعات إلى جواره من دون أن تكون لها صفة رسمية.
وفى مدينة تتسم في هذا الوقت من العام، بـ«النوّات العاصفة»، تتزايد رياح الغضب على المحافظ خاصة بعد جولة الدكتورة أميرة أبوطالب حرمه لقصر ثقافة الشاطبى، وما أثير حول الزيارة من انتقادات حادة لم يرد عليها المحافظ إلا بتصريح مقتضب قال فيه «إن زوجتى مهتمة بالعمل العام ولا علاقة للزيارة بوظيفتى».
وسخر مستخدمو شبكتى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» من تصريح المحافظ على اعتبار أن السيدات المهتمات بالعمل العام لا يحظين باستقبال من قبل كبار رجال قصور الثقافة في حال أجرين جولة تفقدية ما.
وإلى جوار ملف الزوجة التي توصف بأنها تسير على خطى حرم الرئيس الأسبق سوزان مبارك، ثمة ملف آخر يعد أكثر أهمية، فالمحافظ الذي عاش في الولايات المتحدة عدة سنوات يحمل الجنسية الأمريكية، والأكثر من ذلك أنه رفض التخلى عنها مؤكدًا في تصريح آخر أن «المسئولين الذين عينوه يعرفون بالأمر قبل اتخاذهم القرار».
كما أثار قرار إقالة المهندسة نعمة عبدالعاطى، رئيس جهاز حماية أملاك الدولة زوبعة كبرى، خاصة حين صرحت بأن قرار الإقالة يرجع إلى رفضها الموافقة على تخصيص ١٦ ألف متر على الطريق الزراعى من أملاك الدولة للسفارة الأمريكية.
وقالت إن المسيرى استفسر منها ثلاث مرات عن الأرض التي تقع إلى جانب مقر أحد الأجهزة السيادية، موضحة أن القنصلية طلبت في وقت سابق بناء مبنى لها على تلك الأرض لكن الجهاز رفض، لأن الأمر فيه مساس خطير بالأمن القومى.
وكشفت عن أن المحافظ طلب منها أيضًا عمل حصر كامل للأراضى المملوكة للدولة، وذلك عبر اتصال هاتفى، وهو الأمر الذي يخالف القوانين التي تقضى بأن يكون هذا الطلب بإخطار رسمى مكتوب.
ووفقًا للمسئولة المقالة فإن المحافظ يخطط لإسناد إدارة أصول الدولة لشركة استثمارية غير معلومة الهوية.
وعيّن المسيرى المهندسة مها عبدالعزيز، خلفًا للمهندسة نعمة عبدالعاطى، هذا رغم أن المسئولة المعينة أوقفت عن العمل قبل ثلاث سنوات على خلفية انهيار عمارة «لوران» عام ٢٠٠٧، والذي أودى بحياة ٣٦ قتيلا.
وكانت مها عبدالعزيز تشغل منصب مسئول التنظيم والإدارة لحى شرق التابع له العقار المنهار، وجاء في تحقيقات النيابة أن الأهالي استغاثوا بالحى قبل انهيار العقار لكنها لم تستجب لهم.
وفى سياق آخر، أشعل تصريح للمحافظ عن «الحالة المزرية لميناء الإسكندرية» غضب العاملين بهيئة الميناء ممن اعتبروا التصريحات «غير دقيقة».
ودعت النقابة المستقلة للعاملين بهيئة الميناء، على لسان رئيسها أحمد عمار، المحافظ لزيارة الميناء للتعرف على إمكاناته وأعمال التطوير بداخله، باعتباره أكبر صروح التبادل التجارى في الشرق الأوسط.
كما أكد عمر سالم، رئيس المكتب التنفيذى لنقابة العاملين بالميناء، أن ميناء الإسكندرية يوجد به مشروعات مستقبلية باستثمارات تفوق ٥ مليارات دولار، جارٍ طرحها وتنفيذها، بما يساهم في توفير أكثر من ٣٠ ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفى المقابل فإن حالة الغضب ضد المحافظ تقابلها حالة أخرى من الإشادة به لكنها تبدو خافتة، ذلك أنها تستند إلى مبادرات ليست ذات تأثير كبير، منها إقامته حفلًا لتكريم عمال النظافة، وافتتاحه معرض الكتاب وجولاته التفقدية في عدد من الأحياء، وهو ما يعتبر أعمالا روتينية يؤديها كل المحافظين دون ضجة إعلامية.
ولا تتمثل الإنجازات الحقيقية للمحافظ الوسيم حتى الآن سوى في قيادته حملة لإزالة العقارات المخالفة بالتعاون مع قوات الأمن وبقيادة منسقى المحافظة في حى المنتزه وإشرافه على إزالة ٢٥ برجا سكنيا، لكن هذا الإجراء أشعل عداء رجال الأعمال من كبار المقاولين في محافظة الإسكندرية الذين يعتبرون المحافظ الجديد «جاء عشان يخرب بيوتهم».

«المسيرى»: أنا مش هتغيّر.. و«مراتى» تعمل لصالح مصر
«زوجتى هي شخص في المجتمع يحاول أن يساعد، فكل الأيادى تعمل لصالح مصر وخاصة المرأة»، بهذه الجملة علق هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، على ظهور زوجته الدكتورة، أميرة أبوطالب، وتفقدها لقصر ثقافة الشاطبى.
وأكد «المسيري» خلال تصريحات صحفية: «إن المرأة هي نصف المجتمع، ونزلت لميدان التحرير وشاركت في ثورتى يناير ويونيو، وليس عيبا أن تعمل»، مضيفا: «أما بخصوص أن زوجتى صرحت بأنها نائب المحافظ، فأنا مراتى ما تعملش كده، وإلا هيكون ليا تصرف تاني»، نافيا ما تردد عن تعيينه لزوجته مستشارا للمحافظ، مطالبا من يمتلك عقدا بتعيين زوجته بتقديمه إلى الجهات الرقابية.
وقال «المحافظ»: «أنا كده ومش هتغير.. وهفضل كده.. وجيت عشان أكمل مسيرة المحافظ السابق، اللواء طارق مهدي».

«قصور الثقافة» تؤكد: زيارة زوجة المحافظ لقصر الشاطبى.. غير رسمية
وصف محمود طرية، رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، زيارة زوجة محافظ الإسكندرية مؤخرًا لقصر ثقافة الشاطبى، والتي أثارت انتقادات كثيرة، بأنها زيارة غير رسمية، لكنه عاد ليقول إن الدكتورة أميرة أبوطالب زارت القصر للاطلاع على أنشطته باعتبارها مواطنة عادية.
كما نفى أن تكون زوجة المسئول الكبير التي يصفها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعى بـ«سوزان مبارك الثانية» عقدت أي اجتماع تنفيذى خلال الزيارة، مشددًا على أن الاجتماعات الإدارية لا تتم إلا بأمر المحافظ.
وقال «طرية» في تصريح لـ«البوابة»، إن الزيارة لم تستغرق أكثر من ٢٠ دقيقة، مضيفًا أنه استضافها في مكتبه، من دون التطرق لأى شأن إدارى.
وشن رئيس الإدارة المركزية هجوما على المخرج، إسلام رفعت، على خلفية تصريحات الأخير بأنه استقال، قائلا: «هذا الرجل ليس موظفا بالهيئة ليستقيل، بل هو معتمد محاضر في نادي التذوق البصري».
وأضاف أن إسلام رفعت قال في مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات، إنه تلقى معلومات مغلوطة عن الزيارة، ما دعاه لأن يستقيل من المجلس الاستشارى للثقافة بالمحافظة، وإنه فور علمه بالحقيقة تراجع عن القرار.
وأشار «طرية» إلى أن مدير قصر ثقافة الشاطبى، محمود قطب، لم يقل الحقيقة حين زعم بأنه بقى في مكتبه خلال زيارة حرم المحافظ، حيث استقبلها في الطابق الأرضى واستجاب لاقتراحى بفتح المسرح للزائرة، كما طلب منها تمرير طلب كان قدمه للمحافظ السابق، طارق مهدى، بتوسيع المسرح.
وقال: «مدير قصر الثقافة اللى عامل نفسه نبى وغاوى شو إعلامي»، مضيفًا بعد طلبه من زوجة المحافظ قلت له إنه لا يجوز تقديم مثل هذا الطلب لأن الزيارة غير رسمية.
من النسخة الورقية