الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

السؤال الصعب.. لماذا نجح أوبريت "مصر قريبة"؟!

مصطفي عمار
مصطفي عمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صنع أوبريت "مصر قريبة " حالة من الجدل والنقاش والتراشق بين الجمهور المصري وبعضه البعض علي صفحات التواصل الاجتماعي، وأنقسم الجمهور كعادتنا لنصفين، الأول تحمس للعمل، بحجة أنه يذكرهم بالصورة التي كانت عليها مصر قبل 25 يناير 2011، وطبعاً لا داعي أن أذكرك أن أصحاب هذا الرأي هم من يعانون فوبيا ثورة 25 يناير، ومجرد ذكرها أمامهم تصيبهم بلوثة وصرع غير قابلين للنقاش.
والفريق الثاني رفض العمل جملة وتفصيلاً، بحجة أنه يشوه صورة مصر ويجعلها تتسول السياحة العربية، وبالطبع هذا الفريق يجب أن يذهب لطبيب نفساني ليخلصه من عقدة النقص التى يعاني منها أمام الأخر بشكل عام.
وبعيد عن رأي الفريقين، وبنظرة موضوعية للعمل سنكتشف أن الأوبريت من أضعف الأعمال الفنية علي مستوي الموسيقي، وربما تكتشف أن جمله الموسيقية ضعيفة وغير مريحة بالمرة، إذا ما قررت الاستماع للحن أكثر من مرة، محاولاً إجهاد ذاكرتك بحفظه وترديد كلمات الأغنية، لكن مع الأسف ستجد نفسك عاجزاً عن تذكر مقطع واحد كامل من الأ,بريت، وأضعف الظن أن الموسيقي الموهوب أحمد فرحات صانع لحن الاوبريت وموزعه الموسيقي أيضاً، تاه وسط فكرة خلط الموسيقي الشرقية بالخليجي، وهو ما أثر علي كاتب كلمات الأوبريت أيضاً الشاعر نصر الدين ناجي، الذى يظهر بوضوح أنه وضع كلمات الأوبريت أو أجزاء عديدة منه علي لحن مصنوع مسبقاً، وهي حرفية لا يملكها فى الحقيقة سوى المبدع أيمن بهجت قمر والذى أتقنها بشدة عندما كتب كلمات أغنية بشرى خير علي لحن وضعه الموهوب عمرو مصطفي.. إذا نحن أمام عمل موسيقي متواضع ، فلماذا حقق كل هذا النجاح والضجة؟
 
طبعاً لوجود صوتين بحجم محمد منير وأنغام ، فمثل هاذين الصوتين يضمنان النجاح لأى جملة موسيقية يتغنيان بها، لأن خامة صوت منير وأنغام من نوعية الأصوات التى تخفي عيوب أى لحن أو ضعف فى التوزيع الموسيقي، بالإضافة لوجود نجوم من الخليج فى حجم نوال الكويتية صاحبة الحنجرة القوية وغيرها من مطربي الخليج الذى جاء حضورهم أقوي من وجهة نظري المحدودة خلال الأوبريت.
هذا عنصر واحد من عناصر نجاح الأوبريت رغم ضعف مستواه الموسيقي، أضف إليه الحرفية الكبيرة والإنتاج السخي فى تنفيذه وتصويره وإخراجه، الأمر الذى يمنحك شعور أنك تشاهد فيلم سينمائي قصير، وهو ما يحسب لكل من يقف خلف صورة سينمائية بهذه الجودة والتكنيك الراقي، ابتداء من فريق الإنتاج بالكامل والتصوير والمونتاج وقبلهم بالطبع رؤية مخرج العمل تامر مهدي، الذى أستطاع أن يستغل كل ممثل ظهر فى الأوبريت أفضل استخدام، مع التوفيق الكبير فى اختيار أماكن تعبر عن مصر 100%، وهو ما يحسب للمخرج وعينه السينمائية التى تعاملت مع الأوبريت ليس كفيديو كليب بقدر ما هو فيلم سينمائي قصير.
أضف لهذين العنصرين ظهور كوكبة من نجوم يعشقهم الجمهور ويطارد أخبارهم قبل أعمالهم، فى مقدمتهم محمد هنيدى وغادة عادل وشريف منير وأسر ياسين وقائمة طويلة لم أستغرب من وجودها عندما طالعت علي تترات العمل أسم كل من تامر مرتضي وطارق الجانيني، واللذان يتمتعان بسمعة إنتاجية تجعل أن نجم يغمض عيناه وهو يتعاون معهما، وهو ما منح العمل بريقا خاصاً بحضور كل هذه الكوكبة من النجوم.
أما النقطة الأخيرة التى أرغب فى الإشارة إليها، فهي خاصة بما يسمي "الأستوري بورد" الخاصة بالأوبريت أو قصته، وربما كانت تحتاج مزيداً من العمل والإجتهاد في تخيلها وتصورها، لأنه كان من الممكن أن يتم الاستفادة بكل هؤلاء النجوم داخل العمل بشكل أفضل مما ظهروا عليه، ولكن فى النهاية لا تستطيع أن تنكر أنك أمام عمل فني ناجح، منح من شاهده لحظات من السعادة، رغم كل ما سردته لكم من تحفظات عليه.. وهو ما يجعل الشكر مستحق لكل من عمل وساهم فى أوبريت "مصر قريبة".

darshpress@gmail.com