الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

" أبو أدريس".. الستيني الذي يدير السلفية المصرية من وراء حجاب

 رئيس الدعوة السلفية
رئيس الدعوة السلفية المهندس محمد عبد الفتاح أبو إدريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقال في الأثر "تحدث حتى أراك"، هكذا وضعها أرسطو ناصحًا بني البشر، ولكن ماذا إذا كنت شخصًا غير عادي، كأن يكون لك مثلًا أنصار، يأخذون من فكرك منهجًا، ومن مواقفك مسلكًا. وقتها يكون الصمت غموض، والاختفاء ما هو إلا خروج عن المألوف.
هذا هو حال رئيس الدعوة السلفية المهندس محمد عبد الفتاح أبو إدريس، رجل السلفية الأول في مصر، الذي يفضل عدم الظهور حتى وسط أتباعه، محجمًا عن إلقاء أبسط مهام الدعوة وهي إلقاء الدروس الدينية، ليترك بذلك صدارة المشهد السلفي في مصر الدكتور ياسر برهامي.
"يفضل عدم الظهور الإعلامي ولكنه الأجدر بالإدارة"، بضع كلمات برر بها " برهامي" اختفاء الرجل الذي يعلوه منصبًا، واجدًا فيها القناعة لشخص بادر بالسؤال عن هوية رئيس الدعوة السلفية خلال أحد الدروس الدينية لـ" برهامي".
ومن يتابع " أبو إدريس" يجد أن ظهوره المحدود يتسم بالاقتصار على المواقف المحورية التي تمر بها البلاد، ويكتفي وقتها ببيان صادر باسمه، أو مقطع فيديو لا يتعد الدقائق في لقاء خاص مع موقع سلفي. وأبرز المواقف التي كسر فيها "أبو إدريس" صمته، في ما عرف بـ" انتفاضة الشباب المسلم" التي دعت لها الجبهة السلفية في 28 نوفمبر، وحينها خرج عنه بيان يستنكر الانتفاضة ومعلنًا عدم اتفاقها مع الشرع، على نفس النهج كان ظهور آخر له من امام لجنته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الماضية، ودعا وقتها " أبو إدريس" المواطنين بالنزول للمشاركة، مستنكرّا دعوات جماعة الإخوان بأن المشاركة حرام.
ويعد الشيخ الستيني العمر، من مواليد الإسكندرية التي تعتبر معقل السلفيين في مصر، حيث ولد بها عام 1954، والتحق مبكرًا بالعمل الإسلامي في جمعية أنصار السنة، حيث شغل منصب أمير تيار الجماعة الإسلامية في كلية الهندسة، وقام بعدها بتأسيس المدرسة السلفية وأسس أيضًا معهد الفرقان لإعداد الدعاة.
وبدأ " أبو إدريس" في تأسيس الدعوي السلفية بالإسكندرية في السبعينيات، تحديدًا ( 1972 ـ 1977)، بمعاونة محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، وسعيد عبد العظيم، كصف أول، ثم انضم لهم الدكتور ياسر برهامي وأحمد حطيبة اللذان يشغلان مناصب قيادية في الدعوة حتى الآن.
وكانت الدعوة في نشأتها ليست بهذا الاسم، حيث كان أصحابها يعملون تحت شعار(الجماعة الإسلامية) وهو الشعار الذي كان ينضوي تحته كل التيارات الإسلامية في الجامعات المصرية، بما فيها جماعة الإخوان وطلابها أن ذاك عصام العريان، وعبدالمنعم أبو الفتوح.
واعقبت هذه المرحلة نوع من الانفصال في صفوف الطلاب الإسلاميين، حيث اختلف الإخوان مع السلفيين في الفكر، ودشن الأخيرين "المدرسة السلفية" والتي بدأت في استخدام مسمى " الدعوة السلفية 1982.
وكتب" أبو إدريس"- أب لولدين وبنت- مؤلفات كثيرة منها رسالة علم التلاوة في تجويد القرآن، رسالة وأقيموا الصلاة، وفقه الصيام.