وراء كل نصاب يقع طماع ضحية في الفخ، وبامتلاك النصاب الكلام المعسول وأدوات وأساليب ينصب بها ويضحك بها على عقل الضحية، ويمثل عليه أنه يستطيع أن يفعل له ما لم يستطيع أن يفعله غيره، فكلما ارتفع ذكاء الضحية ارتفع ذكاء النصاب. بدأت تفاصيل واقعتنا هذه بـ«عايد ضيف الله عواد» البالغ من العمر ٥١ عاما، عاطل، مزور كارنيهات وبطاقات، حيث كان ينتحل صفة مستشار بالنيابة العامة، وتحت اسم عادل الغرباوى، كان يأخذ من المواطنين البسطاء أموالًا باهظة مقابل توظيفهم في وزارات وجهات سيادية بالدولة، وكانوا مطمئنين لأنهم كانوا يعرفون أنه مستشار بالنيابة العامة، ولم يدركوا أنه نصاب يحصل منهم على المال ويهرب، ليبدأ النصب على أشخاص آخرين في أماكن أخرى، فلم يكن يعرف أنه سياتى يوم ويقبع في السجن.
في يوم تعرف على عبده تهامى محمود واتفق معه أنه سيعينه هو وأخواته في الطيران المدنى ووزارة البترول، وطلب منهم مبلغ ربع مليون جنيه مقابل تعيينهم في تلك الوظائف، وبعدما اطمئنوا له وأنه مستشار لا ينصب عليهم قاموا بإعطائه المبلغ، ومرت الأيام ولم يوظف أحدا منهم فذهبوا إليه ليسألوه عن سبب تأخر التوظيف، فقال لهم: إنها كانت إجراءات فقط، وقام بإعطائهم جوابات تعيين مزورة، وعندما ذهبوا إلى وزارة الطيران المدنى ووزارة البترول وجدوها مزورة، فذهبوا إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وتم تحرير محضر رقم ٤٣٧٥ جنح بولاق الدكرور لسنة ٢٠١٥.
وأمر المستشار مهاب ياسر، وكيل النيابة، بإصدار إذن تفتيش لمنزله، وعند التفتيش وجدوا بطاقات مزورة له بأسماء أخرى، وقرارات تعيين مزورة لأشخاص، وكارنيهات له بعمل في دوائر جنائية، وتم القبض عليه وأمر المستشار مهاب ياسر وكيل النيابة بحبسة ٤ أيام على ذمة التحقيق.
من النسخة الورقية
