معظم من يلجئون إلى الانتحار هم ضحايا ظروف اجتماعية قاسية وضغوط لا يستطيعون تحملها، التي تصل بهم في النهاية إلى اليأس وفقدان الأمل بالمستقبل، سيد محمد السيد أحمد، واحد من هولاء المنتحرين، بذل كل ما في وسعه من أجل الحصول على قوت يومه والإنفاق على أسرته المكونة من ثلاثة أفراد «زوجة وطفلة تبلغ من العمر ٥ سنوات وطفل لديه سنه ونصف» والعيش في سلام ولكن لم يدرك أن الأيام تحوى الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، فبعد ٧ سنوات من الزواج استسلم المجنى عليه للظروف وفقد الأمل في الحياة وقام بالانتحار.
كشفت التحقيقات، أن المجنى عليه يبلغ من العمر ٣٥ عاما حاول تكوين بيت والبحث عن زوجة تشاركه الأيام بعد أن عثر على واحد من الوظائف، يعمل كفنى ميكانيكى بنفق الأزهر التابع لمحافظة القاهرة، ومع مرور الوقت بدأ يفكر في الزواج، ولم تمر سوى عدة شهور حتى تزوج من إحدى فتيات المنطقة التي يسكن بها، عاش في بداية الأمر حياة هادئة يملؤها الحب والدفء فجميع أحلامه تحققت بعد معاناة شديدة مع الأيام، وقد اكتملت الفرحة عندما علم بحمل زوجته، بعد ٩ أشهر رزق سيد بطفلة جميلة ومنذ ذلك التوقيت حاول المجنى عليه البحث عن عمل إضافي يستطيع من خلاله زيادة راتبه ليتمكن من الإنفاق على أسرته وتوفير مستلزمات الحياة، ولكن دون جدوى، شعر حينها بالضيق وقد بدأ يصاب بحالة من الاضطرابات النفسية لعجزه عن حل المشكلات التي بدأت تواجهه بعد عامين من الزواج، خاصة بعد أن أنجب الطفل الثانى، لذلك حاول التخلى عن كل شيء، والبداية كانت في عمله فقد أهمله وبدأ يتغيب عنه لفترات طويلة، لذلك قام المسئولون بفصله لعدم التزامه بمواعيد العمل، واستمر فترة طويلة بدون عمل.
خرجت زوجته للبحث عن عمل تتمكن من خلاله الإنفاق على المنزل والأسرة، وهنا شعر الزوج بالإهانة، وحاول التغلب على الوضع ولكنه لم يستطع، فجميع الطرق باتت مغلقة وقد دخل الزوج في حالة من الاكتئاب النفسى وأصبح يقضى فترات طويلة جالسا بمفرده حتى قام أهله وزوجته بعرضه على طبيب نفسى، وهنا أخبرهم أنه يحتاج إلى راحة وتناول بعض الأدوية لتتحسن حالته ولكن الأدوية أدت إلى تدهور حالته ودفعته إلى ارتكاب أفعال غريبة.
وفى يوم الواقعة خرجت الزوجة لقضاء بعض الاحتياجات المنزلية من السوق بصحبة نجلها الصغير، وحين عادت للمنزل وجدت أن زوجها قام بالانتحار وشنق نفسه، وعلى الفور قام أحمد، شقيقه، بإخطار المقدم «محمد أمين» رئيس مباحث قسم إمبابة، وحرر محضر بالواقعة، وبإخطار النيابة العامة أمر المستشار محمد السبكى مدير النيابة بتشريح الجثة لبيان إذا ما كانت هناك شبهة جنائية من عدمها، واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
من النسخة الورقية
