السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نقص ألبان الأطفال صداع في رأس محدودي الدخل.. سامح: السبب مافيا الدواء وغياب الرقابة.. فاروق: "المدعمة" اختفت و"الحرة" ارتفع سعرها بشكل جنوني.. والصيادلة: يجب وضع تسعيرة جبرية

نقص ألبان الأطفال
نقص ألبان الأطفال صداع في رأس محدودي الدخل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسببت أزمة نقص وارتفاع أسعار ألبان الأطفال سواء المدعمة أو غير المدعمة في استياء جميع الآباء والأمهات، حيث يواجه اللبن المدعم نقصًا شديدًا فيما لا يصرف إلا في الوحدات الصحية وللأمهات التي لا ترضع أطفالهن طبيعيًا ويتم منعه بعد الشهر السادس ليتم البحث عنه في الصيدليات الخاصة، واللجوء للألبان غير المدعمة والتي يصل سعرها إلى 50 جنيهًا للعلبة الواحدة ويتكلف غذاء الطفل الواحد من الألبان الغير مدعمة ما يصل إلى 500 جنيه شهريًا.

ورأى الدكتور أحمد البنهساوى، الخبير الدوائى، أن مشكله ارتفاع أسعار الألبان وقلتها سببت أزمة كبيره خاصه لدى محدودى ومتوسطى الدخل، لأن سعر الألبان المدعمة الخاصة بالطفل من سن الولادة وحتى 6 شهور يصل إلى 17 جنيها للعبوة في الصيدليات إلا أنها غير متوفره بكميات كافية، وكذلك ألبان المرحلة الثانية من 6 شهور إلى 12 شهر سعرها 18 جنيها وهى أيضا غير متوفرة ما يضطر المواطنين لشراء البديل المستورد وهو غالى السعر يتراوح من 42 إلى 90 جنيهًا لبعض الأنواع والمشكله تنقسم إلى عده محاور أولها أن الأم ترضع طفلها طبيعيا إلا أنه لا يشبع، فتذهب إلى الوحده الصحية من أجل عمل بطاقه لصرف لبن مدعم له شهريا إلا أنه بعد الكشف الظاهرى لا يصرف لها لوجود لبن في ثديها واذا قالت لهم إنه غير كاف ووزن الطفل اقل من الطبيعى فلا يهتم أحدا بكلامها ولا يؤخذ به.


وأضاف البهنساوى أن الام التي لا تقوم بإرضاع طفلها طبيعيا تضطر لشراء لبن من الصيدليات وهو النوع المدعم وذلك بروشته من دكتور الأطفال المتخصص فيكتب لها أحد هذه الانواع liptomilk 1 أو nictalia 1 أو biomil 1 وتبحث الأم عنه في الصيدليات ولا يمكن أن تأخذ البديل، لأن اللبن المدعم الصادر من الشركة المصرية لتجارة الأدوية يكون نوعا واحدا فقط كل شهر وليس الأنواع الثلاثه ما يزيد من المعاناة.

 

وأشار الخبير الدوائى إلى أن الكميات التي تصرف للصيدليات تتراوح من 6 علب إلى 12 علبه شهريا من نوع واحد وهى غير كافية بالطبع، كما أنه بالنسبه لمن يصرف ألبانا مدعمه دعما كليا من وزارة الصحه لا يحق له صرف الالبان بداية من الشهر السادس من عمر الطفل ما يضطره للبحث عن لبن مرحله ثانيه في الصيدليات، وهو متوفر بكميات قليله جدا، مما يضطر معظم الناس لشراء الالبان غير المدعمه وهى عاليه الثمن مثل hero 1 وhero2 وسعرها 42 جنيها أو aptamil 1 أو aptamil 2 وسعره 50 جنيها، والأسعار قد تصل في بعض الحالات إلى 90 جنيها للعلبة الواحد من نوع مثل hnfatriny وهي غير متوفرة أيضًا.

 

وقال الدكتور هاني سامح، مدير ملف الدواء بالمركز المصرى للحق في الدواء: إن أزمة نقص ألبان الأطفال يقف وراءها مافيا متغولة بشكل قوى، مضيفا أن مصر يولد فيها سنويا 2.5 مليون طفل يحتاجون للألبان لمدة عامين، كما يوجد 2.5 مليون آخرين أتموا عامًا من عمرهم ولايزالون في حاجة أيضا للالبان، كما أن أغلب الأمهات لديهن سوء تغذية ولا يستطيعن إرضاع أطفالهن طبيعيا، إضافة إلى من لديهن تواءم.

 

وأضاف سامح أن الألبان في مصر غير مسعرة جبريًا، في حين أن هناك دولا أفضل اقتصاديا من مصر كالسعودية تقوم بتسعير الدواء، حيث تم خلال الستة أشهر الماضية تسعير الألبان ليكون سعره الأقصى 29 ريالًا، أما في مصر فخلال العامين الماضيين قفزت أسعار ألبان الأطفال بصورة مفزعة دون أي ضوابط أو أسباب منطقية، حيث تراوح سعر أقل علبة بين الخمسين إلى 120 جنيهًا، ونحن لدينا الأطفال المبتسرين أو الذين يحتاجون أنواعا معينة من الألبان قد يصل سعر العبوة منها إلى 75 جنيها، وهى غير متوفرة بالرغم من ارتفاع سعرها.

 

وأشار إلى أن نقابة الصيادلة طالبت وزارة الصحة عدة مرات بتسعير الدواء جبريا إلا أنها لم تستجب، وقد تقدمنا في المركز المصري للحق في الدواء بطلب لوزير الصحة بتوفير الألبان لنحو 5 ملايين طفل سنويا حيث يحتاج الطفل الواحد شهريا من 8 إلى 10 علب لبن، وهذا يتكلف 500 جنيه شهريا، ولكن الوزارة لم تستجب

وأشار الخبير الدوائى إلى أن أغلب الألبان مستوردة، وكان لدينا قديما مصنعا للألبان، تم غلقه لاشتراطات صحية بالرغم من أن الوزارة كان عليها أن تساعد المصنع لتطوير صناعة الألبان محليا، ونحن لدينا اللبن المدعم من قبل وزارة الصحة وسعر العلبة 3 جنيهات لكنه قليل جدًا لأنه يصرف من مراكز الطفولة والأمومة التابعة للوزارة وتحت شروط وضوابط شديدة جدًا وصارمة بحيث يصرف لأحد التواءم فقط عبوتين كل 15 يوما وهما غير كافيتين، وأغلب العائلات تذهب لتصرف العبوة فلا تجدها لأنها غير متوفرة.

وأضاف سامح أن هناك دعما جزئيا على بعض العبوات حيث تباع بسعر 30 جنيها في الصيدليات ولكن الكميات محدودة جدًا وغير متوفرة في أغلب الأوقات وغير منطقى أن نجد هناك زيادة بالعشرين جنيها مرة واحدة في أسعار العبوات.

 وأكد الدكتور أحمد فاروق، رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة للصيادلة، أن الألبان المدعمة اختفت فيما ارتفع سعر غير المدعمة بشكل جنونى بنسبة تتراوح بين 32 % إلى 57 %، حتى أصبح متوسط سعر العلبة الواحدة 55 جنيها.

 وأضاف فاروق أن نقابة الصيادلة تقدمت بعدة شكاوى لوزارة الصحة تطالبها بوضع الالبان تحت بند التسعيرة الجبرية لأنه لا يجوز أن يتحكم في هذه السلع عدة شركات خاصة تقوم باستيرادها مما يضر بالصالح العام ويضر بأمن الدواء المصرى، ثم خاطبنا مساعد وزير الصحة لشئون الصيدلة أيضا وأكدنا على ضرورة وضع تسعيرة جبرية لجميع الألبان كما فعلت وزارة الاغذية والصحة السعودية خلال الشهور الماضية، ولكن دون رد حتى يومنا هذا.

 وأكد فاروق أن سبب ارتفاع أسعار ألبان الأطفال هو غياب الرقابة الدوائية، وارتفاع سعر الدولار وعدم رغبة هذه الشركات في تقليل أرباحها، مشددا على أن الحل يكمن في وضع تسعيرة جبرية لألبان الأطفال.