الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

حفتر.. بطل عسكري تحدى الاستبداد والإرهاب

حفتر
حفتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسم مجلس النواب الجدل حول تعيين اللواء خليفة حفتر قائدًا للجيش الليبى وترقيته إلى رتبة فريق، وقرَّر المجلس فى جلسته الصباحية، اليوم الإثنين، تعيينه فى منصبه الجديد.

نشأته وتعليمه
وُلد خليفة بالقاسم حفتر فى العام 1943 بإجدابيا فى عائلة تنحدر من قبيلة الفرجان، ودرس فى إجدابيا الابتدائية والإعدادية، بينما درس الثانوية فى مدينة درنة بين العامين 1961 و1964، وفى 16 سبتمبر العام 1964 التحق بالكلية العسكرية الملكية فى مدينة بنغازي، ليتخرَّج فيها العام 1966 برتبة ملازم ثان، وانضم إلى تنظيم «الضباط الوحدويين الأحرار» بقيادة الملازم أول معمر القذافي، وشارك فى الثورة ضد النظام الملكى فى التاسع من سبتمبر العام 1969.
تحصَّل حفتر على كثير من الدورات العسكرية ومنها قيادة الفرق فى الاتحاد السوفيتي، كما تحصَّل على دورة أركان، وفى حرب أكتوبر العام 1973 قاد القوات الليبية، وكان من أول العابرين لقناة السويس، وتحصَّل فى نهاية الحرب على "نجمة العبور".
فى 16 مايو 2014 أعلن حفتر انطلاق عملية «الكرامة»، وبدأت قواته فى مواجهة قوات «أنصار الشريعة» وما عُرف لاحقًا بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي».

حرب تشاد
قاد حفتر القوات الليبية فى حرب تشاد العام 1980، وتمكَّن فى فترة قصيرة من السيطرة الكاملة على تشاد قبل انسحاب القوات الليبية بطلب من الرئيس التشادي، كوكونى وداي.
ثم عاد مرة أخرى لقيادة القوات الليبية لغزو تشاد، لكن هذه المرة قرَّر القذافى تحطيم الجيش الليبى هناك بسبب تكرار المحاولات الانقلابية، فقطع الدعم عن القوات، وفَرَضَ على حفتر استخدام القوات الصديقة، وهى قوات تشادية تحارب فى صف الجيش الليبي.
وفى يوم 22 مارس العام 1987 تمكَّنت هذه القوات بالتعاون مع قوات يقودها إدريس ديبى من اختراق دفاعات قاعدة وادى الدوم الحصينة، ووَقَعَ العقيد خليفة حفتر فى الأسر.

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا
لم يعترف القذافى بوجود أسرى لدى الجيش التشادي، وأنكر أنَّه أرسل قوات إلى تشاد، وقال إنَّ «حفتر» مرشد زراعى يعمل فى تشاد، وعندها قرَّر حفتر الانضمام إلى المعارضة الليبية وتحديدًا الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بقيادة الدكتور محمد المقريف، عين على الفور قائدّا للجناح العسكرى للجبهة، وبعد انقلاب إدريس ديبى على الرئيس حسين حبري، غادر الأسرى الذين انضموا إلى قوات حفتر تشاد إلى الولايات المتحدة، حيث أقام حفتر فى لانجلى لمدة عشرين عامًا.
بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، للعقيد مفتاح قروم، انسحب حفتر من الجبهة الوطنية للإنقاذ، وكان القذافى قد حكم عليه بالإعدام غيابيًّا، ومع ذلك حاول القذافى فى أواخر عهده استمالته.

عودته مع اندلاع ثورة 17 فبراير
وصل حفتر إلى بنغازى فى بداية ثورة 17 فبراير 2011 وساهم فى دعم الثوار معنويًّا، خاصة يوم 19 مارس عندما حاول القذافى استعادة بنغازى بالقوة، ولم تكن علاقته ودية مع رئيس المجلس الوطنى الانتقالى مصطفى عبدالجليل الذى وصف حفتر بأنه "متعجرف"، ولا مع رئيس أركان الجيش الليبى اللواء عبدالفتاح يونس، بينما لم يكن يثق فى اللواء يونس الذى اغتالته مجموعة من الإسلاميين المتشددين.
وفى نوفمبر 2011 تَوَافَقَ 150 ضابطًا على تعيين حفتر رئيسًا للأركان، ولكن السلطات الجديدة رقَّت حفتر إلى رتبة لواء وحوَّلته على التقاعد.

معركة الكرامة
فى يوم 14 فبراير 2014 أعلن حفتر، من خلال القنوات الفضائية، بيانه الأول، وبدأ فى تجميع الضباط، الذين اغتيل عددٌ كبيرٌ منهم فى بنغازى ودرنة، وفى مدينة المرج ومرتفعات الرجمة.
وفى يوم 16 مايو 2014 أعلن حفتر انطلاق عملية الكرامة لتطير ليبيا من الإرهاب، وبدأت قواته فى مواجهة قوات «أنصار الشريعة» وما عُرف لاحقًا بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي».
ومع نهاية 2014 تمكَّنت قوات حفتر من تحرير أجزاء كبيرة من بنغازي، وحصار المتشددين فى أحياء غرب المدينة والميناء وسوق الحوت، وقبل ذلك تعرَّض اللواء حفتر لمحاولة اغتيال بسيارة مفخَّخة قادها انتحارى وفجَّرها قرب مركز قيادة قواته، بمنطقة غوط السلطان قرب الأبيار، وأُصيب حفتر ورئيس أركان سلاح الجوِّ، اللواء صقر الجروشي، بإصابات خفيفة.

مواجهة الإرهاب
فى 24 أغسطس من العام 2014 عَـيَّن مجلس النواب عبد الرزاق الناظورى رئيسًا للأركان ورقَّاه إلى رتبة لواء، وكلفه بالتنسيق مع اللواء حفتر لمحاربة الإرهاب، وكان ذلك أول غطاء شرعى يحظى به حفتر، وكان حفتر قد أعلن قبل ذلك أنَّه سيتخلى عن دوره العسكرى بمجرد تحرير بنغازي، ولكن تحرير المدينة استغرق وقتًا طويلًا، إضافة إلى أنَّ قواته تحاصر مدينة درنة من جميع الاتجاهات باستثناء الشرق.
واستغرق مجلس النواب بعض الوقت لإنهاء الجدال حول تعيين هذه الشخصية المثيرة للجدل على رأس الجيش الليبي، حيث يخشى بعض النواب عودة البلاد إلى الحكم العسكري، خصوصًا أنَّ حفتر لم يكن يخفى إعجابه بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ودوره فى إنقاذ مصر من جماعة الإخوان الإرهابية.