الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" تكشف حقيقة "الجزار جون".. إموازي "ذباح التنظيم" خرج من لندن بعد رفض خطيبته الزواج منه.. كان رقيقا وتحول فجأة لـ"القسوة" عقب محاولته العيش مع عائلة والده بالكويت

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت مصادر مطلعة بتنظيم "داعش" الإرهابي، عن أن محمد إموازي البريطاني من أصول كويتية هو "جزار التنظيم المقنع"، وهي المرة الأولى التي يؤكد فيها التنظيم صحة ادعاء المخابرات البريطانية من أن إموازي هو "الذباح جون" الشهير.
وأوضحت المصادر أن من أسباب اختيار إموازي لهذه المهمة أنه قوي البنية ويعرف بكتمانه الشديد وقلة حديثه مع الآخرين، لافتا إلى أن المخابرات البريطانية لم تتوقع أبدًا أنه "الذباح" لأنها كانت تعتقد أن إموازي موجود في شمال مالي بعد انضمامه لإحدى التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة هناك، ولم تكن ترجح وجوده في سوريا أو العراق.
وأشارت المصادر إلى أن إموازي عرف عنه الهدوء الشديد ورقته في التعامل مع الآخرين، وأن سماته الشخصية دفعت المخابرات البريطانية لعدم الشك فيه لعدة أشهر.
وكشفت المصادر، عن السبب وراء التحول الذي طرأ في شخصية إموازي قائلا: "أصبحت رقته على المؤمنين فقط، وشدته على الكافرين"، حسب قول المصدر.

وعن سر تسمية إموازي بجون، قالت المصادر: إن هذا المسمى يطلق على 10 من الأجانب داخل التنظيم وليس على إموازي فقط، وهم موكول إليهم التحقيق مع الرهائن الغربيين؛ لأنهم يجيدون اللغات الغربية، ومن الثقات لدى التنظيم.

ولد محمد إموازي في الكويت العام 1988، وذهب إلى بريطانيا في عام 1994، حينما كان في السادسة من عمره، وتخرج في جامعة وستمنستر مختصًا بعلم الحاسبات نحو عام 2009.

وأثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية في 2009 ـ 2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه في أن لهم علاقة بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب في الصومال.

وظهر اسمه في وثائق محاكمات شخصين عادا إلى المملكة المتحدة بعد تورط مزعوم في أنشطة متطرفة في القرن الأفريقي، ولم يكن إموازي متهمًا في أي جريمة تتعلق بالإرهاب في المملكة المتحدة، لكنه اعتقل في الخارج بعد السفر عام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه في الجامعة، وتنقل باسم: محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم "أبو طالب" ورجل ثالث ألماني تحول إلى الإسلام يدعى "عمر".
وقد منعوا من الدخول بمجرد وصولهم إلى هولندا قبل العودة إلى بريطانيا، خضعوا لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية المحلية، وزعم إموازي لاحقًا في حديث مع ناشطين في منظمة "كيج" في لندن أنهم تعرضوا إلى مضايقات وسوء معاملة.

وأكدت المنظمة أن إموازي خضع لاستجواب من جانب الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية في أثناء عودته عبر هولندا، وأن ضابطا في جهاز الأمن البريطاني أم آي 5 استخدم اسم "نك".

وأشار إموازي في حديثه مع المنظمة إلى أنه جهاز الأمن تحدث إلى خطيبته التي قطعت علاقتها به بعد تخويفها، وزعم أن جهاز الأمن سأله عن وجهة نظره في تفجيرات لندن 2005 والحرب في أفغانستان ورأيه في اليهود. وفي سبتمبر 2009 عاد إموازي إلى الكويت للإقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الأوسط.
وترى منظمة كيج أن هذه التجربة غيرت مسار حياته بعد أن كان يخطط للزواج في الكويت، وأنه عاد إلى لندن لكي ينهي إجراءات خطته للزواج. 
وتدعي المنظمة أنه اصبح يائسًا ومتلهفًا لمغادرة بريطانيا في عام 2013، وغير اسمه إلى محمد العيان، وحاول مرة أخرى السفر إلى الكويت، لكنه أوقف ثانية.
وقام والده بالإبلاغ عن فقدانه في أغسطس، وقيل إن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.
ولا يعرف بالضبط متى دخل إلى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير أشارت أوليًّا إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين.
وفي أغسطس 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينج. ولم يكن واضحًا في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.