الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الجماعات الإرهابية أعداء التراث الإنساني.. طالبان تهدم تماثيل بوذا وداعش تدمر التراثين العراقي والسوري.. الكسباني: مخطط صهيو أمريكي لمحو الذاكرة التاريخية.. صادق: التخلف يسيطر على قلوبهم وعقولهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدمير التراث الإنسانى منهج اتبعته الجماعات الإرهابية، بدءًا من قيام تنظيم القاعدة بهدم تماثيل بوذا بأفغانستان مرورًا بتلك الفتاوى المحرضة من جانب بعد مشايخ الإخوان والسلفية على بيع الآثار المصرية أو هدم الأهرامات وأبى الهول باعتبارها بقايا حضارة وثنية، وصولا إلى تنظيم داعش الذي أذاع شريطًا مصورًا عبر الإنترنت لتدمير عناصره الآثار القديمة الموجودة في متحف مدينة الموصل التاريخي شمال غرب العراق، مستندين في ذلك على ضرورة هدم كل ما يشبهونه بالأصنام.
وقام تنظيم داعش ببث فيديو مدته 5 دقائق لمجموعة من الملتحين في متحف الموصل وهم يهدمون تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الأشوري المجنح داخل المتحف الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.

ويوضح الفيديو تدمير ثور مجنح آخر موجود في "بوابة نركال" الأثرية في مدينة الموصل، علما بأنه يعد رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل".
وظهر في التسجيل، متحدث من "داعش" يقف أمام مجسم أثري كبير فيما يفترض أنه متحف نينوي الأثري وأشار بيده إلى المجسم قائلًا: "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله".
وأضاف أن "ما يسمى بالآشوريين والأكّاديين (حضارتان قديمتان في منطقة بلاد ما بين النهرين ما بين الألف الأول والثاني قبل الميلاد وغيرهم، كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها من دون الله ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين".

وبعد تلاوته عددًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يقوم بتحطيم وطمس آثار بمليارات الدولارات"، وبعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد.
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: لماذا تتخذ الجماعات الإرهابية ذلك الموقف العدائي ضد كل ما ينتمى إلى التراث الإنسانى؟ علما بأن هذا الموقف لا يمت للإسلام بصلة ومعروف تاريخيًا أن عمرو بن العاص لم يهدم التماثيل عندما دخل مصر، كما أن السبب في تسمية مدينة الأقصر بهذا الاسم يرجع إلى العرب الذين ابنهروا بكثرة المعابد والتماثيل الموجودة بالمدينة، وذلك مع بداية الفتح الإسلامي لمصر.
وقال الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق: إن هذا السلوك لا علاقة له بالدين إطلاقا، فهو سلوك لا يقره الإسلام أبدًا، بدليل أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما دخل مكة المكرمة وقد مكث بها مدة ثلاثة عشر عامًا لم يهدم الأصنام، وكذلك في المدينة المنورة، وقد استقر بها لمدة ثماني سنوات، ولا أحد يصدق أن هذا يحدث حاليًا في ظل استقرار العقيدة في قلوب الناس.

ويضيف د.عبد الجليل أن من يهدمون الآثار هم أبعد ما يكونون عن الدين، لأن الإسلام يرفض أن تعبد الأصنام في بلاد المسلمين، ولكن هدم الآثار لا توجد به مصلحة لأحد، بل به ما يضر بصالح البلاد.
وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية: إن هؤلاء الدواعش والإرهابين بلا عقيدة، وينفذون جزءا من مخطط صهيوني أمريكي لمحو ذاكرة الشرق الأوسط، وعندما تم اقتحام متحف بغداد الوطني قام الجيش الأمريكي بالاستيلاء على لوحة السبي البابلي لليهود وبعد ساعتين كانت اللوحة في إسرائيل.
وأضاف الكسباني أنه بعد السيطرة على العراق واستقرر الأمريكان فيها كان هناك كم كبير من البعثات لنبش الآثار ونحن الآن أمام مرحلة ثانية من هذا الاحتلال الفكري يقوم به الجانب الإسرائيلي لمحو كل ما يعبر عن التراث الفلسطيني، وتقوم داعش الآن بمحو ذاكرة الأمة العراقية كما فعلت ذلك في سوريا، وقد شرع في ذلك من قبل محمد مرسي لهدم أبو الهول، خاصة أنه في رأي كل هذه التيارات المؤسس لها يهود الأصل وفي مقدمتهم حسن البنا مؤسس الإخوان، وهو يهودي من أصل مغربي، وكان اسمه الأصلي حسن الساعاتي.

وأضاف الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن هذه المجموعات أفكارها متجمدة بكل أطيافها، حيث يستندون على التفكير السلفي الذي يحكم على كل شيء بأنه حرام، فهم ضد المرأة والآثار والشيعة ويعيشون في عصور انتهت، حيث يسيطر التخلف العقلي على قلوبهم وعقولهم، حسب قوله.