رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دبلوماسيون يستبعدون توسط السعودية لرعاية المصالحة بين تركيا ومصر.. ويؤكدون: لقاء السيسي بأردوغان شائعات.. والأوضاع في اليمن وليبيا والمؤتمر الاقتصادي تصدرت مباحثات السيسي وسلمان

الرئيس السيسي والملك
الرئيس السيسي والملك سلمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عدد من الدبلوماسيين إن قمة الرياض التي انعقدت اليوم الأحد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سالمان بن عبد العزيز تناولت عددا من القضايا المهمة سواء على المستويين العربي أو على مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، حيث أوضحوا أن القضايا اليمنية والليبية والسورية نالت نصيب الأسد من محادثات القائدين، كما حظت قضية مكافحة الإرهاب وتحضيرات المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في شرم الشيخ أواخر الشهر الجاري باهتمام كبير.

كما استبعد السفراء قيام المملكة العربية السعودية برعاية مصالحة مصرية – تركية خلال القمة في ظل تزامن زيارة السيسي مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، موضحين أن أردوغان قام بتأدية العمرة خلال مباحثات الرئيس السيسي مع الملك السعودي ولن يبدأ في إجراء مباحثات إلا بعد مغادرة السيسي للسعودية.

وأشار السفير رخا أحمد حسن – مساعد وزير الخارجية الأسبق – إلى أن زيارة الرئيس السيسي للسعودية كانت مهمة للغاية من ناحية التوقيت وذلك نظرا لاعتباريين، أولا: التطورات السريعة والمتلاحقة للموقف في اليمن والتي تعتبر عاملا مشتركا بين الجانبين المصري والسعودي نظرا لأنها تمثل الحدود الجنوبية الغربية للسعودية كما أنها تقع على مشارف باب المندب الذي يعتبر خطرا على الأمن القومي المصري وبالتالي فكان لابد من إجراء تشاور وتباحث بين الجانبين من أجل حل الأزمة اليمنية وإعادة الشرعية وإقامة حكومة مركزية مسيطرة على الأوضاع.
وأضاف حسن – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أن قمة الرياض تطرقت كذلك لتوحيد الموقفين المصري والسعودي من الوضع في سوريا، موضحا أن موقف السعودية كان يرتكز حول ضرورة رحيل الأسد ودعم المعارضة السورية بينما تتبني مصر موقفا يقوم على أن الأسد له دور رئيسي في الحل باعتباره طرف أساسي في المرحلة الانتقالية إلا أن الموقف السعودي قد طرأت عليه بعض التغيرات بعد انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش" وهو يحارب الأسد.
وقال رخا أن جدول الأعمال تطرق كذلك إلى التطورات الأخيرة في ليبيا وما يمكنه أن تبذله السعودية من جهود لاقناع بعد دول الخليج الداعمة لبعض القوى الليبية بضرورة التفاوض والوصول إلى حل للم شمل الليبيبن.
وحول القضايا الثنائية، توقع السفير رخا أنه تم مناقشة الاستعدادات لعقد المؤتمر الاقتصادي الشهر الجاري في شرم الشيخ ولاسيما أن الملك عبد الله كان صاحب المبادرة لعقد هذا المؤتمر لدعم مصر، فضلا عن مناقشة سبل مكافحة الجماعات المتطرفة والفكر التكفيري وإمكانية تشكيل قوة عربية موحدة لمكافحة الإرهاب.
كما لفت رخا إلى أن الرئيس السيسي تقدم بالشكر للمملكة العربية على موقفها في تنقية الأجواء العربية من بعض الشوائب مع قطر وغيرها قبل القمة العربية في 28 مارس الجاري في القاهرة.
وحول ما تردد عن إمكانية قيام السعودية بالوساطة المصرية – التركية، قال رخا أن ما تردد من شائعات حول هذه الوساطة السعودية بين مصر وتركيا والإخوان المسلمين لم يتأكد بعد وأن سفير مصر بالسعودية أكد على أن الرئيس التركي رجب أردوغان كان يؤدي العمرة وأن مباحثاته مع الجانب السعودي ستبدأ بعد مغادرة الرئيس السيسي للأراضي السعودية.
فيما أكد السفير حسين هريدي – مساعد وزير الخارجية الأسبق – على أهمية قمة الرياض اليوم، لافتا إلى كونها القمة الأولى بين الجانبين المصري والسعودي بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم كما أنها اتت قبل انعقاد القمة العربية العادية في القاهرة الشهر الجاري. 
وأضاف هريدي – في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" – أن القمة تأتي في أطار المساعي العربية لبلورة موقف عربي مشترك من حالة السيولة التي يعيشها العالم العربي اليوم وتفاقم ظاهرة الإرهاب العابر للحدود وما يمثله من تهديد لجميع الدول العربية، وبالتالي فالقمة بالغة الأهمية من حيث المضمون والتوقيت.
واستبعد هريدي أن تكون المباحثات بين الجانبين شملت جهود للوساطة السعودية بين مصر وتركيا، مؤكدا على عدم وجود مؤشرات على الأرض لمثل هذه المصالحة، مشيرا إلى أن تركيا أردوغان لها خط وإستراتيجية خاصة بها ولن تحيد عنها، فهي تشجع الإرهاب بصورة واضحة عبر القنوات التليفزيونية، وبالتالي فلا مجال للحديث عن مصالحة مصرية – تركية طالما ظل أردوغان في الحكم.
ومن جانبه، أوضح السفير رضا فرحات – مساعد وزير الخارجية الأسبق – أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى السعودية تأتي في أطار تأكيد العلاقات الإستراتيجية بين البلدين ولتهنئة الملك سلمان بن عبد العزيز على وصوله للحكم، مشيرا إلى أن هدف الزيارة الأول تمحور حول توحيد الجهود العربية لمكافحة الإرهاب.
وأضاف فرحات – في تصريحات خاصة "لـ"البوابة نيوز"" – إلى أن قمة الرياض تركزت على إيجاد قوة عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب والتأكيد على خطر الحوثيين وأهمية الحفاظ على أمن باب المندب، لافتا إلى أن اليمن تعد قضية أمن قومي للجانبين المصري والسعودي.
كما توقع فرحات أن يتطرق جدول القمة لمناقشة الترتيبات للقمة الاقتصادية أواخر الشهر الجاري في شرم الشيخ، فضلا عن التأكيد على استمرارية العلاقات بين الجانبين المصري والسعودي التي بلغت أوجها في عهد الملك عبد الله في ظل مجاولة بعض الجهات المشبوهة الوقيعة بين مصر ودول الخليج. 
ولفت فرحات إلى أنه رغم أن القمة تتواكب مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية إلا أنه ليس هناك ما يدل على أنه تم ترتيب لقاء بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة أن مصر ليس لديها أي شيئ ضد تركيا سوي تدخلها في الشأن الداخلي المصري.