الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الدستورية" تنقذ مصر من برلمان "فئوي".. فرغلي: الاهتمام بمصالح نقابية "خيانة".. ومغاوري: تحويل المجلس إلى نقابة "كلام فراغ"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاء حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية بعض فقرات قانون "تقسيم الدوائر الانتخابية" ليعيد إجراءات انتخاب برلمان مصر إلى نقطة الصفر ولينقذ البلاد من خطر حقيقي كاد يلحق بها جراء التوجه الفئوي الذي سلكه الكثير من المرشحين من بعض النقابات والشخصيات المحسوبة على طوائف أو مهن بعينها تطالب بامتيازات خاصة.

وجاءت تصريحات نقيبة التمريض لتؤكد أنها ترشح نفسها لانتخابات مجلس النواب من أجل العاملين بالتمريض، لنجد في البرلمان نفسه عددًا من الرياضيين والإعلاميين والفنانين الذي أعلنوا صراحة أنهم ترشحوا من أجل زملائهم، وهو ما يهدد البرلمان بالفعل بموجة من الفئوية قد تطيح بمسئوليته الكبرى في التشريع.

والسؤال: كيف يمكننا استثمار فرصة تأجيل الانتخابات البرلمانية لضمان انتخاب برلمان يمثل المصريين جميعًا وليس فئات بعينها؟!

وقال محمود عبد العليم، مدرس لغة عربية: لو كان من ضمن المرشحين للبرلمان فسأبدأ دعايتي بين المدرسين في الدائرة، فهم أشد الناس معرفة بي، وأكثر الناس التي تعرفني، وهم من سيساعدونني في النجاح، وبالتالي يجب أن أظل واقفًا بجانبهم بعد نجاحي في البرلمان، على الأقل ردا للجميل.

وأكد منصور حامد، مهندس مدني، أن أي مهندس سيترشح للبرلمان سيعتمد على مجموعة من زملائه لأنهم سيضمنون له عددا كبيرا من الأصوات داخل النقابة، وهو ما يضمن له أصوات أهالي المنطقة من ناحية، وأعضاء النقابة من ناحية أخرى، وبالتالي فهو أمر عادي أن يهتم بأمرهم؛ لأنهم رجاله أولا وأخيرًا.


وتشير منار العياد، موظفة بوزارة الزراعة، إلى أن ميل أي مرشح لفئة بعينها سواء من زملاء المهنة أو أهل بيته أو حتى أهل منطقته يعتبر خيانة صريحة للبرلمان ولكل الأصوات التي قامت بانتخابه.

وأكد سامر عبد الجليل، محامي بالاستئناف، أن حيادية المرشح وخدمة أهل الدائرة جميعًا دون تفرقة من دواعي الشرف والأمانة، ونحن في مصر نفتقد الشرف والأمانة والأخلاق بشكل فاق كل الحدود، وبالتالي فإن هناك خوف كبير من تحول مجلس النواب إلى برلمان فئوي، فكل ما نطمع فيه أن ينظر إلى المواطنين بعين الرحمة؛ لأننا تعبنا.

وقال محمود السيد، طالب بكلية الآداب قسم الاجتماع: نحن لا نكترث بأن يكون البرلمان فئوي أو حتى طبقي، فكل ما نرجوه هو أن يكون هناك برلمان، لأننا لا نستطيع العيش في هذه الظروف، فكل يوم قنبلة وكل يوم أخبار عن قوانين وطعون، أريد العودة إلى الحياة الطبيعية، وما نحن فيه ليس حياة طبيعية بالمرة.

من جانبه، أكد أحمد بلال، القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي، أن الترشح لتحقيق مصالح فئة معينة أمر خاطئ، لأن مرشح مجلس النواب يخدم الدائرة بأكملها.

وأضاف بلال، أنه من المفترض أن يكون نائب البرلمان ممثلًا عن شعب بأكمله ولا يمثل أهل منطقته فحسب، وبالتالي فتمثيل فئة مهنية بعينها أمر خاطئ بكل المقاييس.

وأشار بلال إلى أن المرشح البرلماني منوط بأهل الدائرة وأهل مصر كلها بما فيهم الطبقة المهنية أو الفئة التي ينتمي إليها، فلا مانع أن يهتم أحد المرشحين بأقرانه في المهنة ولكن دون أن يكونوا همه الأول، فلا يمكن لأي برلماني أن يتنصل من زملائه في العمل، ولكن يجب أن يعرف الفرق بين كونه نقيبًا أو مديرًا لهم، وبين كونه نائبًا برلمانيًا يخدم أمة بأكملها.


وتابع بلال، إذا كنت أعمل صحفيا في إحدى الجرائد الخاصة، فبالطبع سيكون لدى مطالب تخص تلك الفئة، ولكنني في الوقت نفسه لدى مطالب سأطالب بها لأهالي الدائرة، سواء كانوا عمالا أو عاطلين أو حتى من الطلاب، ومن ناحية أخرى فسيكون لدى مخطط لقضايا الصحفيين بخصوص الحبس في قضايا النشر، والحق في تداول المعلومات والحصول عليها.

ووصف البدري فرغلي، النائب البرلماني السابق، أن فئوية المجلس أو تمييزه لأي فئة على أخرى مرفوضة بكل المقاييس، مؤكدًا أن برلمان مصر " برلمان لكل المصريين" ولا يمكن أن يكون حكرًا لفئة دون أخرى.

وأضاف فرغلي أن كل نائب يجب أن يضع مسئوليات الدائرة نصب عينيه، دون أن يصنفها وفقًا للعمل أو حتى للقرابة، لأن المجلس شرف وثقة، وأي اختلال بمهامه تعتبر بمثابة خيانة صريحة وواضحة، حتى وإن كان الغرض منها خدمة أبناء المهنة التي تنتمي لها، فالفرق واضح بين النقيب وعضو مجلس النواب.

وأكد عاطف مغاوري، القيادي بحزب التجمع، أن كل مرشح ينتمي إلى فئة معينة لا يمكنه التنصل منها، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن تحويل مجلس النواب إلى نقابة خاصة لفئات المجتمع.

وأكد مغاوري أنه لا يمكن لمرشح سواء كان فنانا أو رياضيا مثلًا أن يجد كل الزملاء في دائرة واحدة، وبالتالي ففكرة الاهتمام بهم دون غيرهم لكونهم كتلة انتخابية "كلام فارغ".