الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

على خطى "داعش".. إسرائيل تدمر الآثار الرومانية بالقدس وسط صمت دولي.. حجاج: اليهود يحاولون طمس فضائحهم.. كسباني: عمل إجرامي.. رضوان: يجب تحرك اليونيسكو

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكن ما قام به تنظيم داعش من تحطيم الآثار العراقية مجرد أمر وليد الصدفة أو حدث عابر من الأحداث التي تمر بحياتنا اليومية، كما أنه لم يكن الحدث الوحيد على الصعيد العالمي فيما يتعلق بالانتهاكات ضد الآثار العربية القديمة، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على موقع "خربة أم الجمال" الأثري، الواقع على أراضي بلدة العيزرية شرق القدس، وجرفت آليات الاحتلال الموقع الأثري ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قامت بمنع دخول طواقم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إلى الموقع الأثري علما بأن تاريخ الآثار يعود إلى الفترة الرومانية، ويعتبر أحد المواقع المهمة الموجودة في محيط مدينة القدس، كما أصدرت الوزارة في بيان أن ذلك مخالف لاتفاق لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية وميثاق اليونسكو لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب غياب دور اليونسكو والأمم المتحدة في ظل وقوع العديد من الحوادث داخل البدان العربية مؤخرا في ذلك الشأن.


وأكدت الدكتورة مني حجاج، عميدة قسم الآثار الرومانية بكلية الأداب بجامعة الإسكندرية، أن ما قام به اليهود من تدمير منطقة أثرية تعود للحقبة الرومانية أمر يصب في مصلحتهم، خاصة إنه حينما قدم الرومان إلى القدس قاموا بمعاملة اليهود بقسوة وطردوهم منها، وذلك بداية من القرن الأول في عهد الملك الروماني هيتوس والقرن الثاني بعهد الملك هدريان، مشيرة إلى أن القدس كلها مرت بحقب تاريخية قديمة جدا فهي تعد أقدم مدينة أثرية في العالم.

وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار بجرئيس المجلس الأعلي للآثار الأسبق: إن ما حدث من تخريب للآثار الفلسطينية أمر متعمد وليس حادثة فردية، فإسرائيل لا تتورع عن القيام بذلك من أجل أهدافها الأساسية المتمثلة في طمس الحضارة الفلسطينية القديمة التي تؤكد حقيقة الوجود الفلسطيني من البداية على أرض فلسطين، في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل بشتي الطرق منذ أعوام طويلة البحث والتنقيب عن أي أثر يثبت وجودهم، ورغم ذلك لم يجدوا أي تراث مادي يثبت وجودهم حتى بعد قيامهم بالتنقيب أسفل المسجد الأقصى بمعاونة جامعة لندن، وفي مقابل ذلك لا تجد إلا تحطيم آثار فلسطين، مشيرا إلى أن كل ذلك من صنع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية التي يوجد بها بند أساسي يحكم قواعدها وينص حرفا على "نحن مسئولون عن حماية الوجود الإسرائيلي"، وذلك بالضبط ما تقوم به داعش في العراق والتي قامت بهدم متحف الموصل الذي تعود الآثار الموجودة فيه للحقبة الآشورية استنادا إلى الفتاوي الشاذة التي خرجت منهم.

وشدد كسباني على ضرورة وجود تحرك دولي بشكل عاجل من خلال تفعيل القوانين الدولية التي تنص على معاقبة من يقوم بهدم الآثار، مستغلا الأوضاع العامة داخل البلدان العربية المختلفة كمجرم حرب كما تنص تلك القوانين، مشيرا إلى أنه يبدو إننا قادمون على معركة لطمس الهوية العربية ولا بد من الاستعداد الأمثل لها على صعيد العمل الخارجي والإعلامي.


وأكد الدكتور على رضوان، رئيس اتحاد الأثريين العرب، على ضرورة تحرك اليونيسكو وتنظيم مؤتمر عاجل من أجل بحث ما يحدث من تخريب للآثار سواء في فلسطين أو في العراق لمحاولة منع تكرار وقوع تلك الأعمال البربرية مرة أخرى وخاصة مع توجهات داعش التي تشير إلى وجود نية مبيتة للقيام بهدم آثار أخرى مع وجود تبريرات ليس لها علاقة بالواقع ولا تمت له بأية صلة.

متابعا أنه من منطلق دور اتحاد الأثريين العرب فهناك تحرك لمراسلة مجلس الأمن والأمم المتحدة واليونسكو من أجل إعطاء قضايا الآثار العربية داخل البلدان العربية التي بها حروب مساحة من الاهتمام وخاصة مع ما تتعرض له الآثار من أخطار محدقة في الوقت الذي تعبر فيه تلك الآثار عن تراث ممتد لآلاف السنين وهو ما يفتح الباب أمام وجود حاجة إلى إبراز أية دور لليونسكو مع غياب دوره.

ولفت رضوان إلى أن ما قامت به داعش من أعمال بكسر الآثار التي ترجع للحقبة الآشورية وقيام أحد اليهود بتخريب الآثار الفلسطينية دون وجود رقابة، أمر خطير جدا وعمل إجرامي لا يستطيع أحد التعبير عنه بالكلمات لما تعكسه تلك الأعمال الإجرامية من جهل وعدم إدراك لكلام الله عز وجل الذي أمر عباده بالتدبر في سيرة الأولىن ومعرفة التاريخ، في الوقت الذي تعتبر فيه حضارة العراق وغيرها من البلدان العربية الأخري من أقدم الحضارات وأكثر الحضارات توثيقا على مر التاريخ بالعالم.

وأشارت الدكتورة بشري سالم، رئيس لجنة الإنسان والمحيط الحيوي بهيئة اليونسكو، أن المنظمة الدولية ما هي إلا هيئة غير حكومية تعمل مع الحكومات داخل الدول المختلفة، ولابد أن تتحرك الدولة لعرض شكواها تجاه ما يقع من انتهاكات داخل مواقعها الأثرية المختلفة.