الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

نعيد نشر انفراد عبدالرحيم علي: أسرار ضغوط أوباما على السعودية للمصالحة مع الإخوان

 الكاتب الصحفى عبدالرحيم
الكاتب الصحفى عبدالرحيم على
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان التقرير الذي انفرد به الكاتب الصحفى عبدالرحيم علي على صفحات «البوابة» في ١٠ فبراير الماضى دقيقا للغاية.. فقد كشف فيه أسرار زيارة الرئيس باراك أوباما إلى السعودية في أعقاب وفاة الملك عبدالله.. وهى الزيارة التي لم تكن لتقديم واجب العزاء.. كما توهم البعض.. ولكنها كانت للترويج إلى الجماعة الإرهابية، وللدفاع عن تقاربه مع إيران.
وكشف عبدالرحيم علي في تقريره، الذي نعيد نشره لأهميته عن الضغوط التي مارسها أوباما من أجل المصالحة مع جماعة الإخوان.. وهو ما رفضه الرئيس السيسى في وقتها.. وأشار على إلى أن المسئولين السعوديين وقتها أكدوا أنهم لن يتخذوا موقفّا يخالف موقف القيادة المصرية.
التقرير كان كاشفا للغاية، فقد فضح رسائل أوباما التي حرص على تمريرها خلال الزيارة وهى تحفظه على ما حدث في مصر بعد ٣٠ يونيو.. وأهمية دعم الإسلام السياسي، وكان يقصد الإخوان المسلمين تحديدا ثم الرسالة الأهم وهى أن أمن الخليج ركيزة أساسية في مفاوضات أمريكا وإيران.
كان التقرير واضحا جدا.. وهو أن هناك ما يجرى في المنطقة.. بعد أيام من النشر تحركت الأحداث.. جاء ذبح المصريين في ليبيا محركا لحالة من الحراك السياسي في كل اتجاه.. والآن نحن أمام اجتماعات ولقاءات وزيارات تجعلنا أمام محاولة إعادة صياغة الأوضاع في الشرق الأوسط من جديد.. إننا نضع التقرير أمامكم مرة آخرى.. ففيه ما يفسر لنا ما يجرى الآن.

-أوباما ذهب إلى السعودية للترويج للإرهابية.. وليس للعزاء

حملت زيارة «أوباما» إلى المملكة العربية السعودية، لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عدة رسائل، أراد الرئيس الأمريكى أن يبلغها للقيادة السعودية الجديدة. حضر أوباما إلى الرياض يوم ٢٧ يناير الماضى على رأس وفد كبير ضم وزراء سابقين وأعضاء من الكونجرس ينتمون إلى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، كما ضم الوفد أيضًا «جون برينان» رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكى «CIA».
أشار أوباما بوضوح إلى الرؤية الأمريكية للأوضاع في مصر، متحدثًا عن تجربة الانتخابات وما أفرزته، في إشارة إلى انتخابات ٢٠١٢ التي أتت بالإخوان إلى سدة السلطة في مصر، وتناول أوباما المعالجات التي تمت عقب تلك الانتخابات، باعتبارها نوعًا من الإقصاء لقوى سياسية بشكل غير ديمقراطي.
تجاهل أوباما ثورة الشعب المصرى في ٣٠ يونيو، وما حدث طوال عام كامل من حكم الجماعة الإرهابية، مبديًا تحفظ الإدارة الأمريكية على ما جرى، في إشارة أيضًا إلى إعلان الثالث من يوليو ٢٠١٣ الذي أنهى حقبة حكم الإخوان، ورسم خريطة طريق جديدة ارتضاها الشعب المصرى، كنتيجة منطقية لثورة يونيو المجيدة.
قال أوباما، مخاطبًا القيادة السعودية الجديدة: إنه مهما كانت نتائج الديمقراطية، في إشارة أخرى إلى انتخابات ٢٠١٢، فإنه لا بد من احترامها فهى مفتاح حل كل الأزمات، وأضاف: «كان على المصريين أن يسلكوا طريق النضال الديمقراطى من أجل تصويب مسيرة الإخوان المسلمين أو إقصائهم، ولكن ما حصل في مصر قد شجع قاعدة عريضة من الشعب المصرى أو من غيره لدعم الإرهاب المتطرف كما شكلّ له بيئة حاضنة».
خرج أوباما بنتيجة منطقية لرؤية الإدارة الأمريكية تلك، تتلخص في ضرورة فتح حوار مصرى- مصرى للخروج من هذا المأزق.
الغريب أن دعوات أوباما تلتها أصوات عديدة كانت الإدارة الأمريكية قد اتصلت بهم سرًا في الفترة الأخيرة، تتحدث بنفس اللهجة حول المصالحة المزعومة، متجاهلة، كما أوباما وإدارته، الدماء التي سالت ولم تزل على طول البلاد وعرضها، من قبل العمليات الإرهابية التي قام بها التنظيم الإرهابى وحلفاؤه.
طلب أوباما من الجانب السعودى بشكل واضح أن يساعدوا الجهد الأمريكى، في هذا الشأن، محذرًا من انزلاق دول الخليج، على حد تعبيره، في معادلات تقديم الدعم لطرف والمجابهة مع طرف آخر، مطالبًا الإدارة الجديدة، متمثلة في الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن يكونوا توفيقيين وداعمين لحوار وطنى في مصر، يؤدى إلى تسوية مقبولة للجميع، مشددًا على أن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يساهم في التصدى للإسلام السياسي الإرهابى والمتطرف.
لم يعلق أحد من الحاضرين على ما قاله أوباما، مما جعل الجانب الأمريكى يفسر هذا الصمت، بأن السعوديين يتفقون مع وجهة النظر التي طرحها الرئيس الأمريكى.
لا بد من الإشارة، هنا، إلى أن البعض ممن تبنوا هذا التفسير استندوا إلى محادثات سابقة، كان قد أجراها الأمير محمد بن نايف ولى ولى العهد الحالى، عندما كان وزيرًا للداخلية، أثناء زيارته لواشنطن يوم ١٢ ديسمبر ٢٠١٤، حيث أوضح الأمير محمد رفض تدخل السعودية بأى من الساحات المتوترة سواء في (سوريا، العراق، اليمن، مصر)، كان وزير الداخلية السعودى، الذي انفرد بلقاء أوباما يومها ولمدة ثلاث ساعات كاملة، ينطلق من فلسفة أمنية، تقول بأن السعودية عندها ما يكفيها من المجموعات الإرهابية، وأن حربها على الإرهاب يجب أن تقتصر على ساحتها الداخلية دون أن تعطى أي مبرر للتنظيمات الإرهابية للرد عليها من خلال محاربة السعودية لها في ساحات خارجية.
كان الموقف الأمريكى فيما يتعلق بمصر واضحًا، وهو وقف دعم السعودية للنظام المصرى، وأن تدعم المملكة موقف واشنطن الساعى لإيجاد تسوية داخلية في مصر يعود الإخوان من خلالها إلى المشهد السياسي المصرى.
هذا هو لب القصيد إذن، سد الطريق على أي انتصار للإرادة المصرية، ضد المخطط الأمريكى الغربى، الهادف إلى تقسيم المنطقة، المخطط الذي تعلمه الإدارة السعودية الجديدة قبل القديمة، وتعلمه دول الخليج قبل القاهرة.
لقد سربت مصادر أمريكية، إلى قطر وتركيا، بأن هناك تغييرًا ما في الموقف السعودى بشأن ما يجرى في مصر، حيث بدأت التحليلات تتوالى بأن السعودية قد غيّرت سياستها تجاه مصر، وأن القيادة السعودية الجديدة قد تراجعت عن دعمها لنظام الرئيس السيسى بصورة كبيرة.
والتقط الطُّعمَ إعلاميون مصريون وعرب كبار للأسف، دون أن يتمحصوا في تلك المعلومات ويدرسوا جهة إطلاقها. مصادر إعلامية سعودية مقربة من السلطة الجديدة، نفت بشكل مطلق كل ما سرّب ولكن نقطة الضعف، في تلك التصريحات، أنه لم يخرج أي مسئول سعودى لينفى بشكل رسمى.
أقلقت هذه التسريبات القيادة السياسية في مصر، نوعًا ما، وعلى أثر ذلك وبعد مغادرة أوباما المنطقة وصل إلى الرياض كل من سامح شكرى وزير الخارجية المصرى، وخالد فوزى رئيس جهاز المخابرات العامة في زيارة خاطفة، للاطلاع على فحوى زيارة الرئيس أوباما للسعودية ونتائجها.
أبلغ السعوديون المصريين بأنه لا تغيير مطلقًا، قد طرأ على الموقف السعودى بشأن دعم النظام المصرى، وأنّ موقفنا كان واضحًا وصريحًا، وهو أننا ندعم ونساند كل ما يقبل به المصريون، وأنه لا يمكن لنا أن نكون طرفًا بأن نتبنى موقفًا ترفضه القيادة المصرية.
عاد الوفد المصرى مسرورًا بهذا الموقف السعودى الداعم للقيادة المصرية، لكنه لم يخف تخوفه من أمرين:
- أن يقنع الأمريكان السعوديين بفكرة الحوار الداخلى في مصر.
- وأن يستمر الأمريكان في المراهنة على دور أساسى ومهم للإخوان في المنطقة.
بعد عودة الوفد المصرى نشطت الدبلوماسية المصرية على جميع المستويات، خصوصا الخليجية (الإمارات، الكويت، البحرين) لتوضيح موقفها الرافض لأى مصالحة مع الإرهابيين القتلة.
وردت الولايات المتحدة بشكل سافر، عندما استقبلت وفد الإخوان في وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من ٢٥-٢٩ يناير، والذي كان بمثابة رسالة للجميع، بأن جماعة الإخوان ما زالت خيارًا أساسيًّا لدى الأمريكان، وأن وجودهم كجزء من المشهد السياسي المصرى، هو خيار ثابت لواشنطن بغض النظر عن رفض المصريين حكومة وشعبًا.
ترافق مع ذلك الموقف، نشاط إخوانى محموم في تركيا، التي أصبحت غرفة عمليات تدير الأحداث بشكل واضح ضد مصر، وكانت أحد التعبيرات عن هذا النشاط تلك المحطات الفضائية الإخوانية التي تبث من تركيا والتي وصلت إلى ٤ محطات تدعو ليل نهار، بشكل واضح وصريح، إلى أعمال العنف والتفجيرات في مصر، وتطلق البيانات والتوجيهات لتحريك الأحداث، في ظل صمت أمريكى مطبق، لولاه ما تجرأت تركيا على أن تلعب هذا الدور في ضرب الاستقرار في مصر.
ترافق مع كل تلك التحركات، وصول وفد أمريكى غير رسمى، في زيارة استقصائية لمصر تدعم رؤية أوباما حول الحوار المصرى المصرى، في إشارة إلى حوار بين السلطة والإخوان، للوصول لحل توافقى.
كان هدف الزيارة المعلن، هو تصويب العلاقات الأمريكية المصرية، الأمر الذي يمنع انزلاقها إلى درجة يصعب إصلاحها، وقد ضم الوفد كلًا من (ستيفان هادلى مستشار الأمن القومى الأسبق، أنطونى زينى القائد الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، والسفير دانييل كيرتزر السفير الأمريكى الأسبق لدى مصر، والسيدة ويندى تشامبرلين رئيس معهد الشرق الأوسط، وبول سالم مستشار نائب رئيس معهد الشرق الأوسط).
لقد فهم من زيارة هذا الوفد ولقاءاته المتعددة التي سبقت لقاءه مع الرئيس السيسى أنها جاءت مكملة لرؤية أوباما للأوضاع في مصر، التي تؤكد على ضرورة الحوار بين الجانبين، في مساواة غير مفهومة ومضللة بين دولة القانون، وسلطة شرعية، وبين إرهاب أعمى يريد أن يفرض سلطته على المصريين بقوة السلاح.
لذلك كان اللقاء مع السيدة فايزة أبوالنجا مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومى خاليًا من كل القواعد الدبلوماسية، حيث شهد هجومًا كاسحًا على رؤية أوباما المجحفة تجاه الأوضاع في مصر، اتهمت أبوالنجا سياسة الصمت التي تمارسها الإدارة الأمريكية، وفتح القنوات مع الإخوان المسلمين بأنها دعم للإرهاب، وأبلغت الوفد بشكل واضح كما زودتهم ببعض الوثائق بأن الإرهاب الذي يضرب الأمن المصرى الآن هو الإخوان المسلمين أنفسهم عبر تنظيمهم السرى، فتعميم ظاهرة داعش في المنطقة هو خداع، مشددة على أن داعش ليست موجودة في مصر، وأن من يقوم بتلك العمليات الإجرامية هم الإخوان المدعومون من جهات عديدة خاصة قطر وتركيا.
أوضحت أبوالنجا، في هذا اللقاء، أن توصيف المشهد في مصر فيه اختلاف إستراتيجي بين وجهة النظر الأمريكية والمصرية المبنية على الوقائع والأحداث، وأن مصر وحفاظًا على أمنها واستقرارها ستواصل حربها على هذا الإرهاب الذي إن انتصر في مصر فسيصل إلى كل دول المنطقة.
وأعربت أبوالنجا عن رفضها بشكل مطلق للتمييز بين الحركات الإسلامية الموجودة في المنطقة، فاعتبرت أن منبتها وأصلها واحد هو جماعة الإخوان الإرهابية.
قالت أبوالنجا للوفد الأمريكى: «إننا نستغرب ونستهجن الصمت الأمريكى على الدور التركى، وسماح تركيا لفضائيات الإخوان بشن الحرب على مصر دون موقف أمريكى واضح من ذلك».
واستشهدت أبوالنجا بالطريقة التي كانت تتعامل بها الولايات المتحدة طيلة الفترة الماضية، حيث كانت ترصد الإعلام المصرى (إعلام الدولة والخاص)، وكانت ترسل عبر الخارجية الأمريكية شكاوى عديدة مطالبة وقف ما كانت تسميه بتجاوز الإعلام المصرى، وتساءلت أبوالنجا: كيف تعلن تركيا الحرب على مصر ولا يوجد موقف أمريكى يشجب تلك التصرفات؟، وقالت أبوالنجا: «نحن نعرف بالمسبق أنه مهما كان موقف تركيا، فالأمريكيون قادرون على لجمهم إذا أرادوا».
الدبلوماسية المصرية تتكلم بوضوح وصراحة عن أنه لولا الصمت والدعم الأمريكى الخفى لموقف الإخوان لما تجرأوا بهذا الشكل على تصعيد أعمال التفجير ضد الأهداف العسكرية والمدنية أيضًا.

قال أوباما بوضوح «مخطئ من يفكر أن الحرب على الإرهاب تقتصر على الجهد الحربى والعسكري، فهذه حرب طويلة ومرهقة ومكلفة ويجب أن يُدعَّمْ الجهد العسكري بجهود أخرى».
وأضاف: «ما لم نجفف البيئة الحاضنة للإرهاب في المنطقة فإنه من الممكن أن يسجل الجهد العسكري بعض النقاط، ولكن لا يمكنه أن يوجه ضربة قاضية للإرهاب».
وتحدث أوباما لأول مرة موضحًا رؤية إدارته للوضع رافضًا وضع الإسلام السياسي كله، وفق تعبيره، في سلة واحدة، وأكد أهمية دعم الإسلام المعتدل، في إشارة إلى جماعة الإخوان، في مواجهة الإرهاب الإسلامى معتبرًا أن هذه الاستراتيجية هي الأساس في هزيمة الإرهاب.
وقال أوباما أيضًا، «نحن عندما نحارب الإسلام السياسي بشكل مطلق فإن هذا يشكل دعمًا كبيرًا لداعش ولغيرها». تناسى أوباما أن «داعش» و«القاعدة» صناعة أمريكية بامتياز، وأن تباكيه على الإخوان لا يخرج عن كونه دموع التماسيح على حصان طروادة الذي حاولت واشنطن استخدامه لغزو وتفتيت المنطقة، فلما أفشل المصريون تلك الخطة بخروجهم الكبير في ٣٠ يونيو راحت الإدارة الأمريكية تبحث عن مخرج، أي مخرج يعيد الإخوان إلى الواجهة لاستكمال ما بدأوه، حيث لا ينفع لهذا الدور سواهم.

أراد أوباما أن يحسم هذه القضية بشكل نهائى عندما أبلغ جلالة الملك سلمان بالآتى:
أن أمن الخليج واستقراره هو جزء مهم من المفاوضات الإيرانية -الأمريكية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تضحى بعلاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع دول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية في بازار المفاوضات الإيرانية الأمريكية، وأن الطريق الذي تسير عليه الولايات المتحدة بهذا الشأن يلتقى في المحصلة مع أمن واستقرار دول الخليج، وأننا على استعداد بأن نشرك دول الخليج في مرحلة قادمة بهذه المفاوضات.
وقال أوباما، إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن توقّع على أي اتفاق بشكل نهائى مع إيران إذا كان للدول الخليجية أي تحفظ على أي بند من بنود الاتفاق.
مضيفًا، أن الرفض المطلق لأى مفاوضات خليجية إيرانية لا يصب في مصلحة دول الخليج، فإيران واقعٌ لا بد من التعامل معه وفق القوانين والعلاقات الدولية وسيادة كل طرف دون التدخل في شئون الطرف الآخر.
أثار أوباما هذا الموقف مع القيادة السعودية الجديدة، في هذا التوقيت بالذات، بعد أن تسربت أنباء للسعودية عبر أحد وزراء الخارجية العرب بأن الاتفاق الأمريكى- الإيرانى قيد الإنجاز النهائى في نهاية شهر مارس أو بداية إبريل المقبل.
ركز أوباما في هذه الرسالة للملك سلمان على ضرورة عزل التحرك الخليجى عن التحرك الإسرائيلى، في الداخل الأمريكى، في مواجهة سياسته. كان الموقف السعودى متجاوبًا إلى حدٍ كبير ومُطْمَئِنًا لرسالة أوباما خاصة مع وجود مؤشرات سابقة من الملك سلمان، تقضى بتأييده لعلاقات إيرانية خليجية مستقرة، وبثقته بأن الأمريكان لا يمكن أن يضحوا بمصالحهم وعلاقاتهم بدول الخليج، لصالح التوصل وحلحلة الملف الإيرانى.
تلك كانت رسائل أوباما أثناء زيارته الأخيرة للمملكة السعودية، وهذا هو موقف واشنطن، وعلينا أن نختار بين مصالحنا ومصالح أمريكا، بين دم أبنائنا من جنود وضباط الجيش والشرطة، وبين التسوية بين الطرفين، كما قال رئيسهم المعزول من قبل، الخاطف والمخطوف، لقد أكد الرئيس السيسى في الاحتفال بعيد الشرطة ردًا على مقولة للشاعر الشاب عبدالله حسن، تلك التي حاول فيها استلهام ما جاء في حوار قابيل وهابيل، عندما رفض هابيل أن يمد يده لأخيه بالقتل إذا هو مد يده إليه بالقتل حيث قال السيسى في حسم لا والله فكل من يمد يده للمصريين بالقتل سنتصدى له بقوة القانون. هكذا حسم الرئيس المنتخب خياره وخيار المصريين، وكان الشعب المصرى قد حسم خياره من قبل برفض المصالحة.
ونختم شعرًا:
لا تصالح ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى.