الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مؤتمر التراث العربي المسيحي يجمع نسيج عنصري الأمة معنويا وماديا

الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم ريحان أبو السعود أبو الفتوح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختتمت اليوم أعمال المؤتمر السنوى الـ23 للتراث العربى المسيحى الذي استضافه هذا العام المركز الثقافى الفرنسيسكانى برئاسة الأب ميلاد شحاته بكنيسة سيدة الكرمل للأباء الفرنسيسكان بالقاهرة، ونظمته علی مدی يومين مجموعة أصدقاء التراث العربى المسيحى.
وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان منسق إعلام المؤتمر بأن المؤتمر ناقش 24 ورقة بحثية على مدى 4 جلسات متخصصة في الآثار والفنون المسيحية والتاريخ واللغة واللاهوت، حيث تضمن المؤتمر ورقة بحثية للدكتور ربيع راضى مدير عام ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية، أكدت أن عنصرى الأمة نسيج واحد معنوى ومادى، وهو نسيج ذائع الصيت انتشر في العصر الإسلامي يطلق عليه نسيج (القباطى)، حيث كان معظم النسيج القبطى والإسلامى في مصر في القرون الأربعة الأولى للهجرة (7- 10م ) منسوجا بطريقة القباطى، مما يعنی استمرار التقاليد القبطية في النسيج الإسلامى حتى العصر الفاطمى واستخدم في نسج القباطى في العصر الفاطمى نفس الأنوال المستعملة قبل الفتح الإسلامى لمصر وهو النول الأفقى والنول الرأسى.
وأضاف أن الدراسة أوضحت أن الصباغات التي استخدمت في النسيج القباطى كانت نباتية مثل النيلة وهى الصبغة الزرقاء، والجهرة ولونها أصفر مائل إلى الخضرة، والفوه عود وهى صبغة حمراء يحصل عليها من جذور نبات عشبى، والكركم وتعطى اللون الأصفر، والزعفران والعصفر، والصبغة الحيوانية مثل الصبغة الحمراء القرمزية وتؤخذ من الدودة القرمزية، واللعلى وهى صبغة حمراء تؤخذ من حشرة تنمو على أشجار صمغية، وكانت تستعمل الخيوط المصبوغة في الزخرفة أما أرضية النسيج فهى في الغالب بيضاء كتانية أو حلية من الصوف وخاصة في الأقمشة، وتعد معرفة مصادر الأصباغ ذات أهمية كبيرة في تأريخ القطعة أو معرفة مركز صناعتها.
وتابع أن مراكز صناعة النسيج القبطى استمرت في العصر الفاطمى حيث اشتهرت تنيس والإسكندرية وشطا ودمياط والفرما بشمال سيناء ودميرة بالدلتا والبهنسا وأسيوط بالصعيد بصناعة المنسوجات الكتانية، وكانت الأقمشة المنسوجة بالحرير تصنع بالإسكندرية وديبق والمنسوجات الصوفية بإخميم وأنطونيو وأسيوط وأهناسيا والبهنسا والفيوم، مع ظهور مركزين جديدين الأبوانية ومدينة دبقو.
وأكد أن أبحاث اليوم الأول كشفت عن مخطوطات جديدة تم تحقيقها وآثارت مناقشات عن ضرورة تجميع المخطوطات وتسجيلها لخضوعها للقانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن حماية المخطوطات وتعديلاته بقرار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بتعديل بعض أحكام القانون رقم 8 لسنة 2009 بشأن حماية المخطوطات بتجريم فعل الشروع في إخراج المخطوطات إلى خارج جمهورية مصر العربية.
وأشار الی أن أبحاث المؤتمر تضمنت بحث الأب وديع عوض الفرنسيسكانى عن مخطوطات تفسير الأناجيل لعبد الله بن الطيب والقس عيد صلاح، الترجمات العربية للكتاب المقدس، والباحث نبيل فاروق الذي حقق مخطوط دلال المبتدئين وتهذيب العلمانيين لكيرلس بن لقلق، والكشف عن مخطوط لأول مرة للباحث اسحق الباجوشى وهو مخطوط " نظم الدرر والجواهر" لابن المقفع المنسوب خطأ لابن المكين وكشف عنه في مدينة ملوى بمحافظة المنيا.
وأضاف أن الدكتور ضاحى أبو غانم مدير عام إدارة الأيقونات بوزارة الآثار عرض خلال أعمال المؤتمر بحثا حول الدور التاريخى والتوثيقى للخط العربى على الأيقونة القبطية، فيما تناول الدكتور ربيع راضى فی بحثه ( النسيج القبطى في العصر الفاطمى..دراسة فنية).
وذكر أن الأب ميلاد شحاته قد أعلن عن طباعة كل الأبحاث المقدمة للمؤتمر في كتاب خاص، كما أشار الأب أشرف يوسف إلى الصراعات التي تواجه المسيحيين في العالم العربى وهو الصراع بين الهوية والاغتراب والوطن السماوى والوطن الأرضى وطالب بعدم الجمود الفكرى والانغلاق على المادى بل التطلع للمستقبل والحفاظ على التراث.