الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رفض الجزائر تسليح الجيش يغضب الليبيين.. أبوصير: الجزائر تخشى من قوة العلاقة بين القاهرة وبنغازي.. الطيب: الموقف الجزائري لزج وحوض غدامس كلمة السر في موقفها

الجيش الليبي
الجيش الليبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السير على نصل السكين مسلك اتخذته كل من تونس والجزائر تجاه الأزمة الليبية.. فقد أعلنت الحكومة التونسية عمل سفارتين لها في ليبيا الأولى في طرابلس والثانية في طبرق تماشيا مع الرؤية الدولية الداعمة لانقسام وحدة الصيف الليبي مبررة ذلك بأنها تخشى من ردود فعل الجماعات الإرهابية في حال انحيازها المطلق للشرعية في ليبيا.
الجزائر أيضا رفضت وبقوة تسليح الجيش الليبي وكأن من مصلحتها ابقاء ميزان القوى في حالة توازن بين الجيش الليبي من جهة والميليشيات شبه العسكرية التي ترفع السلاح في وجه الدولة من جهة أخرى.. وبررت موقفها بأنه يصب في صالح الأمن القومي لدول المغرب العربي وقالت انها تخشى من وصول السلاح إلى يد المتمردين والخارجين عن القانون لاسيما تنظيم داعش.
المثير للاستغراب أن هناك آلاف الإرهابيين يعسكرون بالقرب من حدود الجزائر الشرقية مع ليبيا وأعلنت الخارجية الجزائرية في وقت سابق عدم رغبتها في الابقاء على السفير الليبي لديها نظرا لأنه ينتمي لمليشيات فجر ليبيا وقوبل وفدا من فجر ليبيا زار الجزائر في ديسمبر الماضي بشكل غير رسمي وهو ما يجعل الموقف الجزائري من الصراع في ليبيا يبدو لزجا ورماديا إلى حد بعيد.. المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد المسماري أبدى أسفه للموقف الجزائري رغم اكتواء وهران بنيران الإرهاب.. وقال المسماري في تصريحات صحفية اليوم الجمعة: إن عدد المقاتلين الأجانب في ليبيا يقدر بنحو 4000 "مقاتل" من عدة جنسيات، أكثرهم من اليمن وتونس ومصر والجزائر والعراق وسوريا إضافة إلى أفارقة.
وأضاف أن الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المكنى بالأعور يوجد في الجنوب الليبي ولديه مطامع للسيطرة على مصادر النفط الليبية كما أن الجيش الليبي أوقف عددا من المسلحين الأجانب من بينهم جزائريون، وأضاف لا يجب الخلط بين الجنسية الجزائرية والإرهاب، موضحا أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية وان هؤلاء الارهابيين يشكلون خطرا على الجزائر أيضا وليس ليبيا فقط.
ويرى حميد بن نايل الناشط السياسي الليبي أن الجزائر لديها مخاوف من وصول السلاح إلى يد الميليشيات الإرهابية لاسيما وان المدن الليبية الكبرى والتي يوجد بها مخازن السلاح لا تقع تحت سيطرة الجيش. وأوضح بن نايل في تصريح لـ"البوابة نيوز" أنه لا توجد علاقة إيجابية بين السلطات في الجزائر ومليشيات فجر ليبيا وأضاف: أن القنصل الليبي لدى الجزائر أكد له أن الحكومة الجزائرية تعترض على وجود أي مبعوث دبلوماسي ليبي ينتمي ايديولوجيا لمليشيات فجر ليبيا والإخوان.
في الوقت ذاته ترى الجزائر أن تسليح جيش غير مسيطر ليس حلا للأزمة في ليبيا. ويرى المستشار السياسي للجيش الليبي محمد مسعود ابوصير. أن الموقف الجزائري له أسباب عديدة أولها أن الجزائر تدرك قوة العلاقة بين الجيشين المصري والليبي وترفض هذا النفوذ الكبير للقاهرة في ليبيا. كما أنه من مصلحتها استمرار الصراع في ليبيا لأنها تضع نصب عينها حوض غدامس النفطي في جنوب ليبيا والقريب من المصادر النفطية لديهم وبتقنية الشفط تستفيد بنفط الليبيين المنهمكين في الصراع والحرب. وأضاف ابوصير أن الموقف الجزائري لن يثني الجيش عن القيام بدوره القومي والاستمرار في حربه ضد الإرهاب.
وأشار إلى وجود دول كبرى تقدم الدعم للجيش الليبي في حربه المشروعة ولولا ذلك الدعم لما استمر الجيش في حربه ضد الارهابيين لمدة 8 اشهر متواصلة.
ويؤكد على ذلك هشام الطيب الخبير الإستراتيجي الليبي الذي يقول أن الجزائر لديها مخاوف على رعاياها في ليبيا فهي تخشى إذا ايدت تسليح الجيش الليبي أن تقوم داعش بخطف رعاياها في ليبيا أو يقوم الإرهابي الجزائري مختار بلمختار بعمل عمليات إرهابية داخل الجزائر. كما أن استمرار الأوضاع في ليبيا بهذه الكيفية تستفيد منه الجزائر التي تقوم بشفط الغاز من حوض غدامس في جنوب ليبيا بطريقة الحفر المائل، وقطعا عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا سيحرمها من هذا المورد الاقتصادي الهام.