الأزمات والكوارث الخطيرة هي التي تكشف معادن الرجال، الذين يحملون على عاتقهم تقديم سبل المساعدة لاجتياز هذه الأزمات، والوصول إلى حلول قريبة وعاجلة للقضاء عليها نهائيا، ومن هؤلاء الرجال القيادات الطبيعية والشعبية وشباب مدينة السلوم الحدودية، تلك المدينة التي تقع في أقصى الغرب، حيث تنتهى السيادة المصرية وتبدأ السيادة الليبية على الأرض والجو والمياه الإقليمية.أهالي مدينة السلوم الحدودية، أثبتوا أنهم مواطنون مصريون يحملون هموم الوطن على أكتافهم، ويعاونون الأجهزة التنفيذية والأمنية بمحافظة مطروح والقوات المسلحة في حماية حدود مصر الغربية، السلوم المدينة المصرية الأولى التي تستقبل المواطنين المصريين العائدين من الأراضى الليبية جراء الأوضاع الأمنية المتدهور، واستهداف المصريين بالقتل والضرب.
رئيس لجنة المصالحات المصرية الليبية وعمدة قبائل القطعان بالسلوم العمدة طربان مصيبع أبو زريبه، أكد إنهم شكلوا لجنة شعبية برئاسته، تعمل بالتوازى مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن مطروح وقيادة المنطقة الغربية العسكرية، مهمتها استقبال المصريين العائدين من ليبيا، وتوفير لهم المواصلات من المنفذ حتى المدينة، واستضافتهم بكافيتريا خليج السلوم أسفل الهضبة، ويساعدونهم في إيجاد وسيلة نقل إلى محافظاتهم، وفى حالة تعذر أحدهم يسددون عنه مصاريف السفر.
منعم سليمان أحد النشطاء وشباب مدينة السلوم، يقول إنه وأعضاء اللجنة الشعبية يستقبلون العمالة المصرية العائدة من ليبيا، وذلك أمام البوابة الشرقية لمنفذ السلوم البرى، ويرحبون بهم ويساعدنهم في الوصول إلى أتوبيسات مشروع النقل الداخلى للركاب والتابعة لإدارة المواقف بمحافظة مطروح والتي تنقل المصريين من المنفذ حتى المدينة أو مدينة مرسي مطروح كما يرغبون، حيث يقوم الشباب والعواقل من أبناء المدينة، بالإشراف على عملية ركوب الأتوبيسات بالاشتراك وموظفى الوحدة المحلية بالمدينة، ومرافقتهم حتى مغادرة المدينة في طريقهم إلى قراهم ومدنهم في صعيد ودلتا مصر.أضاف سليمان أنهم ينقلون الحالات المرضية بسيارتهم الخاصة إن استدعى الأمر لذلك، ويرافقونهم إلى مستشفى السلوم المركزى لتوقيع الكشف الطبى عليهم وإجراء الفحوصات الإشاعات اللازمة، والاطمئنان عليهم حتى مغادرة المستشفى أو يتم تحويلهم لمستشفى مطروح العام أو المستشفى الجامعى بالإسكندرية، مشيرا إلى قيام بعض الشباب بتقديم وجبات ساخنة أحيانا للمصريين العائدين.
فرج شعيب القناشى مدرس بإدارة السلوم التعليمية، قال أنهم يجمعون المال فيما بينهم، لمساعدة المصريين العائدين من غير القادرين أو ممن نفذ رصيدهم من الأموال في رحلة الهروب والعودة لأرض الوطن، حيث يمنحونهم المال اللازم لوصولهم إلى بلدتهم أو يسددون عنهم الأجرة، كما يقومون بإعداد الوجبات السريعة لتوزيعها على المصريين.
وأكد الحاج مهدى أبو زريبه أحد المرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب المقبل، ومن قبيلة القطعان في مدينة السلوم، إنهم مستعدون لفتح بيوتهم لاستقبال المصريين العائدين من ليبيا، مشيرا إلى استمرار جهود اللجنة الشعبية حتى تنتهى الأزمة ويعود أبناء الوطن إلى أحضانه، حيث يقوم يرافقه عدد من الشباب بالذهاب إلى المنفذ فوق هضبة السلوم، لاستقبال العائدون لمساعدتهم والتخفيف عنهم استكمال رحلتهم إلى محافظاتهم.
