الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سليمان فياض.. مسار مختلف في الكتابة الأدبية

الكاتب سليمان فياض
الكاتب سليمان فياض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد صراع مع المرض توفي أمس، الكاتب الكبير سليمان فياض عن 86 عامًا، وقال اتحاد الكتاب في نعيه للكاتب الراحل إنه "برحيل فياض فقدت الثقافة العربية واحدًا من أهم الكتاب العرب فقد أثرى المكتبة العربية بإبداعاته في القصة والرواية والدراسات اللغوية طوال 50 عامًا".
"لم يكن كاتبًا مهمًا فقط ولا حكاء أرخ للحياة الثقافية المصرية وحسب، لكنه كان مثقفًا رفيعًا وأحد التنويريين الذين حاولوا تقديم الوجه الصحيح للدين" منذ تخرجه في الأزهر، إذ أصدر كتبًا تتناول قضايا الثقافة الإسلامية.
ولد محمد سليمان عبدالمعطي فياض في السابع من فبراير 1929 في قرية برهمتوش بمحافظة الدقهلية وتخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1956 وعمل بالصحافة في مجلات (الإذاعة والتليفزيون) و(البوليس) و(الشهر) و(إبداع) فضلا عن عمله خبيرا لغويا في مشروع تعريب الكمبيوتر لبعض برامج اللغة العربية لصالح شركات مصرية وعربية.
ومنذ نهاية الخمسينيات كتب فياض برامج وتمثيليات للإذاعة وكان أول من شجع السيناريست المصري أسامة أنور عكاشة (1941-2010) –الذي كان يكتب القصة القصيرة في الستينيات- على كتابة الدراما التليفزيونية، حيث أعد قصة قصيرة لعكاشة كسهرة تليفزيونية وهو ما أغرى عكاشة بخوض هذا الفن الذي أصبح من أبرز أعلامه في العالم العربي.
وصف الشاعر زين العابدين فؤاد، رحيل الأديب سليمان فياض بالخسارة الفادحة، للثقافة بشكل عام، وأكد العابدين على مدى تأثير أعمال الأديب سليمان فياض على الثقافة المصرية، والعربية، لأنه كان ليس مجرد روائي، أو قاص، أو باحث، أو مفكر، ولكن كان الراحل سليمان فياض خليطا ثقافيًا من كل هذا، وتعويض قامة أدبية مثل الراحل سليمان فياض يبدو صعبًا.
وقال الروائي سعيد الكفراوي، إنه رافق الكاتب الراحل سليمان فياض سنوات طويلة في الحياة والأدب، فسليمان الكاتب وباحث اللغة، كتب أهم برامج اللغة العربية، وأبدع أكثر من 70 كتابًا، مضيفا أن الكاتب الكبير سليمان فياض، أمضى عمره مدافعًا عن القيم الرفيعة، والخلق السامي، وتجسد ذلك في حياته كشخص وفي أعماله كأديب، موضحًا أن تجربة سليمان الأدبية تنطوي في الدفاع عن الروح المصرية، وسليمان أحد المعابر المهمة الذي عبر من خلاله الكفراوي وجيله نحو الحداثة، حيث قرأوا إبداعه وهم شباب صغار، والراحل يعد من قدم القرية المصرية في كل تجلياتها، وقدم رواية "أصوات" فكانت من الروايات الرائدة في تقديم العلاقة بيننا وبين الآخر.
وأشار الكفراوي إلى أن سليمان فياض ابن زمن يتوازى مع قيمة مصر وقوتها الناعمة، حيث قدم إبداعًا من أدب وفكر وإضافات مهمة في تبسيط النحو واللغة، كما كشف فياض العلاقة بين المجاورين في الأزهر والحياة العامة، باقيًا بفكر مستمر، يساعد المصريين دائمًا على السمو والانتقال من تلك الحياة العادية التي يعيشونها إلى أفق جديد من التقدم نحو الحرية.
قال الروائي صبحى موسى، إن الكاتب الراحل سليمان فياض، واحد من النماذج المهمة التي فضحت تحالف الدولة مع مؤسسة المجتمع الديني، وفي مقدمتها الأزهر، سواء برواياته "أصوات، والشرنقة، وأيام مجاور"، أو مجموعاته القصصية "عطشان يا صبايا"، و"بعدنا الطوفان"، و"أحزان حزيران"، وهي في مجملها أعمال تميزت باللغة الناعمة والرصد الإنساني البسيط والشفيف للواقع الذي يعيشه، دون أن نشعر بافتعال قضية أو بحث عن واقعية سحرية رغم غرائبية ما يرصده.
وتابع موسى لم يكن أحد يعرف مصطلح الواقعية السحرية في ذلك الوقت المبكر بدءًا من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، كان سليمان فياض عازفًا عن التكالب مثلما كان عازفًا عن النفاق، وكان تعليمه أزهريًا لكنه كان "أزهري آبق"، رفض هذا الفكر وفضح ما به من ازدواجيات، وقدم حالة أشبه ما تكون بالمذكرات ولكن عبر كتابة سردية أدبية.
وواصل موسى، أن نموذج سليمان أو "سولي" حسبما كان المقربون منه يفضلون أن ينادونه، لا نعتقد أنه يمكن أن يكون في صدارة المشهد، لكن المشهد مهما ضاق أو اتسع لن يخلو منه، لا لشيء سوى أنه نقي وحقيقي وواسع الاطلاع ولا يكتب إلا ما يؤمن به.
قال الروائي ناصر عراق، إن برحيل الأديب سليمان فياض فقدت الثقافة المصرية، والعربية، واحدا من أخلص أدبائها الكبار، وباحثا مهما في علوم اللغة العربية، ويعد الأديب الراحل سليمان فياض من جيل الأديب يوسف إدريس، مضيفا "في الثمانينيات من القرن الماضي عرفت الأديب الراحل فياض عن قرب، عندما كان يجلس في أتيليه القاهرة بوسط البلد، وكان نموذجا للإنسان الرائع، مطالبا وزارة الثقافة واتحاد الكتاب وكل الجهات المعنية أن تعيد طباعة أعمال الأديب الراحل سليمان فياض، وإبراز ما قدمه من أعمال والاحتفاء بها بالشكل الذي يليق بقامة أدبية مثل الراحل الأديب سليمان فياض.
قال الكاتب عمار علي حسن، إن الأديب الراحل سليمان فياض واحد من الأدباء الكبار، وصاحب قلم رشيق ولغة بسيطة ضاربة في العمق، مضيفّا أن الأديب الراحل سليمان فياض كتب الرواية، والقصة القصيرة، والمقال الصحفي، وأثرى بها الحياه الثقافية، وأبدع في روايته الشهيرة "أصوات".
وتابع عمار: ولكن يظل ينسب للأديب الراحل سليمان فياض مسار مختلف في الكتابة الأدبية، والتي أطلق عليها "أدب النميمة"، وكان فياض يصيغ أعماله بطريقة مدهشة، ومشوقة، دون أن يجرح حياة خاصة لأحد، أو ينزلق إلى ألفاظ، أو صور مستهجنة، موضحا أن جيل فياض تعلم جيل الأديب الراحل منه الكثير خاصة كتاباته عن بعض الجوانب الخفية علينا، عن حياة كبار كتابنا والتي قدم لنا الراحل الأديب سليمان فياض عنهم ما ساعدنا على فهم الأدب في حياة الأدباء.
قال الكاتب الكبير بهاء طاهر، فور علمه بوفاة الراحل سليمان فياض: "أشعر بغصة في قلبي بعد فراق صديقي الجميل، إن سليمان فياض كان من أعز الأصدقاء، وهو خسارة حقيقية في الأوساط الثقافية في مصر"، وطالب طاهر، وزارة الثقافة أن تهتم بنشر أعماله لأنه أديب كبير ولم يلق حظه في الحياة، مؤكدًا على ضرورة طبع أعماله كاملة وتوفيرها إلى القراء.
قالت الكاتبة فاطمة المعدول، إن الأديب الراحل سليمان فياض كاتب كبير وروائي متميز، مشيرة أن أعمال الكاتب ستظل حية، وإبداعاته ستعيش أبد الدهر، مطالبة بوجود كيان قوي يتيح التأمين على الأدباء والكتاب، مستنكرة تأخير قرار العلاج على نفقة الدولة من وزارة الثقافة، وأضافت أن القائمين على اتحاد الكتاب يتخذونه كوجاهة اجتماعية، -على حد وصفها.
قال الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي رئيس تحرير مجلة "إبداع" السابق، متأثرًا بوفاة الكاتب الكبير سليمان فياض: إنه صديق قديم عرفته منذ قدومه إلى القاهرة في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتوثقت الصداقة بيننا، مضيفًا أنه تعرف منه على الشاعر الكبير فاروق شوشة، وأضاف، أنه قرأ له قصصه القصيرة كلها، وهو يعتبر من أفضل كتاب القصة في مصر، كما قرأ له ذكرياته عن الأزهر الذي درس فيه، موضحًا أن الراحل الكبير سليمان فياض كتب عن كل القضايا المثارة الآن حول علاقة السلطات الحاكمة بالإسلام، وعرض ما فيها من تاريخ.
وأوضح رئيس تحرير مجلة إبداع السابق، أن الراحل سليمان فياض حين كان يشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة إبداع، تعاونا معا بشكل جيد واستطاعا إخراج أعداد من المجلة هي الأفضل في تاريخ رئاسته لتحرير المجلة، مضيفًا أنهما واجها تحديات كثيرة سويًا.
وأكد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، أنه بسبب تقدمهما في السن لم يعد يلتقيا كثيرًا، ولكن فياض حاضر دائمًا في ضميره، مؤكدًا أنه يشعر بألم شديد لفقدانه.
نعى الروائي خالد إسماعيل، الكاتب الكبير سليمان فياض الذي رحل عن عالمنا أمس، قائلًا: "عندما تبحث عن الأزهريين الثوار سوف تجد بينهم "سليمان فياض"، صاحب رواية "أيام مجاور"، وعندما تبحث في صفوف المفكرين التقدميين سوف تجده وتجد كتابه المهم "الخلافة الإسلامية".
وأضاف إسماعيل: "رحم الله سليمان فياض المبدع المفكر التقدمى رحمة واسعة، بما قدم من خدمات جليلة لدينه ووطنه وطبقته الاجتماعية فقد عاش مخلصًا ونزيهًا، ومات اليوم جسده وسوف تبقى منجزاته شاهدة له.
قال الكاتب الدكتور نبيل فاروق، إنه عرف الكاتب الراحل سليمان فياض من خلال كتابته، وانه لم يعرفه بشكل مباشر، والذي جمع بينه وبين فياض، أعماله الأدبية التي تتسم بالجراءة، مضيفا أن أكثر ما تميز به فياض، كتاباته المباشرة والجريئة، إضافة إلى أنه صاحب رأي وفكر، وكان يطرح أفكاره وآراءه بشجاعة.