أزمة كبيرة استمرت على مدى الستة أشهر
الماضية بين الدعوة السلفية ووزارة الأوقاف، بعدما رفضت الوزارة منحهم أي ترخيص
رغم خضوع بعضهم بالفعل للاختبارات في الوزارة، لكن ذلك لم يكن شافعا بسبب مخاوف
وزير الأوقاف من استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، وأخيرا قرر الوزير منحهم
تصاريح للخطابة بعد تدخل من الأزهر والدكتور أحمد الطيب، على أن تكون هذه التصاريح
مؤقته في حال وجود أي مخالفة سيتم إلغائها.
مصادر من داخل الدعوة السلفية كشفت
أسباب تغير موقف وزارة الأوقاف، حيث أكدت أن منح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس
الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، تصاريح للخطابة جاء بعد
التأكد من عدم ترشحهما للانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرة إلى أن الوزارة في
حال اكتشفت ممارستهما لأي عمل سياسي سيتم إلغاء التصريحات المقدمة لهم.
وأوضحت مصادر الدعوة السلفية
لـ"البوابة نيوز"، أمس الخميس، أن الدعوة ستطلق حملة كبيرة لمواجهة
الأفكار التكفيرية وستقدم كل إمكانياتها للوزارة وسيتم إصدار عدة كتب لمشايخ
الدعوة لمواجهة هذه الأفكار، مشيرة إلى أن الدعوة قدمت خطتها للوزارة، وهو ما
دفعها للموافقة على منح التصريح لبرهامي ومخيون واشترطت فقط خضوعهما لاختبارات وهو
ما حدث بالفعل.
وقال
الدكتور ياسر برهامي إنه حصل على تصريح من وزارة الأوقاف بالخطابة، بعد خضوعه
لاختبارات الوزارة، مشددا على أنه سيركز جهوده لمواجهة الفكر التكفيري.
ونفى
برهامي أن يكون هناك أي خلافات مع وزارة الأوقاف أو صفقات، مشيرا إلى أن الدعوة
السلفية والوزارة يعرفان جيدا المخاطر التي تمر بها الأمة، وعلينا جميعا أن نتعاون
لمواجهة خطر الأفكار التكفيرية. مشددًا على أن الدعوة ستضع كل إمكانياتها مع
الوزارة لمحاربة هذه الأفكار.
وأوضح
نائب رئيس الدعوة السلفية أن هناك 400 قيادة من الدعوة السلفية حاملين لشهادة
أزهرية تقدموا خلال الفترة الأخيرة إلى اختبارات وزارة الأوقاف لاعتلاء المنابر،
ومن المقرر أن تظهر نتيجة الاختبارات خلال الفترة المقبلة.
وأضاف برهامي أن الدعوة السلفية تتواصل
مع وزارة الأوقاف وجميع مؤسسات الدولة خاصة وأن مشايخ الدعوة محترفون في مواجهة
الفكر، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية بالإسكندرية دائما ما تدرب أبناءها على مواجهة
الفكر التكفيري.
ولفت
الشيخ محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إلى أن الوزارة لم
تعقد أي صفقات مع السلفيين، مضيفًا أن حصول ياسر برهامي، ويونس مخيون، على تصريح
للخطابة، جاء بعد خضوعهم للاختبارات، ونجاحهم فيها، وأنهم سيعملون بنظام المكافأة.
وأوضح
عبد الرازق، في تصريح صحفي، اليوم الخميس، أنهما وقعا على وثيقة بعدم توظيف المسجد
في السياسة، والالتزام بخطبة الأوقاف الموحدة، ودروس الأوقاف، مضيفًا أن التصريح
محدد بـ3شهور لحين طبع كارنيهات أخرى للجميع.
وشدد
عبد الرازق على أنه في حال ارتكب أي منهم مخالفات، سيتم إلغاء ترخيصهما.
