الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عندما جاء أحمد عز يكحلها.. فهببها!

مصطفى عمار
مصطفى عمار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتبت منذ عدة أيام مقالاَ دافعت فيه عن حق المهندس أحمد عز فى الترشح لانتخابات مجلس النواب القادمة، رغم رفضي لفكرة عودته لممارسة العمل السياسي من جديد، لأن تجربته فى الحزب الوطني انتهت بكارثة سياسية للحزب بعد خروج الشعب بالملايين مطالبين بسقوط كل رموز النظام القديم، ورفضت أيضاً ما يتعرض له "عز" من حصار إعلامي بعد أن تم منع عرض مذكراته السياسية وأيضاً لقائه مع الإعلامي المحترم أسامة كمال، ولكن فجأة وبدون مقدمات ظهر أحمد عز مع الإعلامي خالد صلاح، وكأن سبب منعه وحجبه عن الظهور قد أختفي بين ليلة وضحها، ومع متابعتنا للقاء المسرحي الذى حدث بين أمين تنظيم الحزب الوطني السابق والإعلامي الكبير، والذى خرج علينا فيه عز فيه بنغمة أنه يعتذر للشعب المصري عن كونه واحدًا من الذين ثار عليهم الشعب فى 25 يناير، إضافة لاعترافه بارتكاب أخطاء فادحة فى انتخابات مجلس الشعب لعام 2010، إضافة إلى كل ما كان يريد أن يسمعه منه المتربصون به والرافضون لفكرة ظهوره من جديد، قرر عز أن يشترى دماغه ويريح الآخر ويعزف على النغمة التى تضمن له العودة حتى ولو بشكل جزئي، ولكن السؤال المهم هنا، كيف اقتنع عز بهذا القرار، رغم أن حلقته التى منعت مع أسامة كمال وحسب بعض مصادرنا بالقناة منعت لآن عز كان يتحدث فيها ببعض من نرجسيته المشهورة، رافضاً فيها فكرة الاعتراف بالخطأ أو تحمل أى مما حدث فى 25 يناير، مؤكداً طوال الحلقة أن يتنافس على مقعد ضمن أكثر من 500 مقعد وأنه واثق ومتأكد من نجاحه لأن أبناء دائرته "السادات" لن يجدوا أفضل منهم ليعبر عنهم داخل البرلمان القادم، كانت آراء عز وطريقة حديثه السبب الأول فى وقف عرض الحلقة لأنها كانت ستستفز قطاعا كبيرا من الجمهور، خصوصاً وأنه كان يؤكد على احترامه لثورة 25 يناير والتي يرى أنها تحولت بعد ذلك لمؤامرة على مصر وبالطبع على النظام الحاكم الذى كان عز نفسه جزءًا مهم منه، قرر عز أن يغير رأيه وأن يركب الموجة من أجل مد جسور الود والثقة بينه وبين النظام الحالي الذى يرفض بشدة عودة الوجوه القديمة ويقوم بتضييق الخناق عليها، وبينه وبين النخبة الذى اشتكي عز منها لعمرو أديب وقال عنها بالنص إن النخبة فى مصر لا تريد الديمقراطية الحقيقة وتريد منعه وإقصاءه من المشهد، رغم أن هذا ضد القانون والديمقراطية اللذين يسمحان له بممارسة حقه الدستوري فى الترشح وممارسة العمل السايسي، اقتنع عز بكلام الشيطان وقرر أن يخسر كل المتعاطفين مع نظام مبارك، والذين كانوا يهللون بعودة أحمد عز ورموز نظام مبارك للحياة شيئاً فشيئاً، ويعتبرون هذا نوعًا من الانتصار وعودة الكرامة لنظام مبارك ورجاله، المظلمين من وجهة نظرهم، وللعلم هذا القطاع عدده أكبر بكثير من قطاع الثورجية الذى دفع عز لتغيير رأيه وكلامه من أجل كسب ودهم، والذى باع عز من أجلهم مؤيدي مبارك ونظامه، والذى يتفاخر بأنه حتى هذه اللحظة لم يعترف أى شخص من نظام مبارك بما فيهم مبارك ونجلاه بارتكاب أى أخطاء دفعت الشعب للثورة عليهم ، ليأتي عز ويهدم ما بناه أبناء مبارك ومؤيدوه فى حلقته مع خالد صلاح، فمن نصح عز بأن يقول ما قاله فى هذه الحلقة خدعه، لأن الثورجية والنخبة والنظام الحالي لن تقبل عودة عز مرة أخرى حتى وإن حمل كفنه على الهواء مباشرة، لا أن يعتذر ويطلب الصفح، لأن هذا هو قانون لعبة السياسة الغلطة فيها تهدم اللعبة بأكملها، وعز أخطأ فى انتخابات 2010 فتهدمت اللعبة فوق رأسه، وخسر عز أيضاً مؤيدوه من نظام مبارك، لأنهم يشعرون الآن أن عز خذلهم وخانهم باعتذاره عن كونه واحدًا من الذين ثار عليهم الشعب فى 25 يناير، لينطبق على عز المثل القائل.. جه يكحلها.. هببها!