الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

دراسة جديدة تقدم حلول مبتكرة لظاهرة "العنوسة".. البطران: على الفتيات الاختلاط بالذكور في حدود الأدب وقيم المجتمع لزيادة فرصهن في الارتباط.. وتعميم "صندوق الزواج" أهم الحلول الاقتصادية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشير احصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن نسبة العنوسة بين الشباب زادت لتصل إلى 9 ملايين شاب وفتاة تجاوزوا 35 سنة ومنهم من فاته قطار الزواج، ويبلغ ما يقرب من 4 ملايين فتاة من هذا الرقم الضخم والباقي بين الذكور، وهو ما دفع الخبيرة في علم النفس د. إيمان البطران محاولة الوقوف على آخر تطورات تلك الظاهرة في المجتمع المصري ببعديها النفسي والاجتماعي فأجرت دراسة حديثة صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، رصدت فيها أسباب تأخر سن الزواج بين الشباب وكذلك المشاكل الناتجة عنه، مع اقتراح لأهم وأيسر الحلول وقد زادت الدراسة على الأرقام الرسمية أن هناك 15 مليون شاب وفتاة في سن 30 سنة لم يتزوجوا وهي نسبة خطيرة جدا بحسب ما أقرت به صاحبة الدراسة، وقد حددت الدراسة 10 أسباب للعنوسة بين الذكور والإناث، حتى وإن كانت العنوسة تزيد أثارها وتعرف سلبياتها بين الفتيات بشكل أكبر عنه بين الشباب الذكور، من هذه الأسباب الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف الزواج، وتمسك الأهل بشروط معينة في زواج بناتهن، والبعد عن المنهج الإسلامي في اختيار شريك الحياة، والخوف من تحمل مسئولية تكوين أسرة، وأخيرا وصول المرأة لأعلى المراتب العلمية والعملية، والدراسة التي تقع فيما يقرب من 200 صفحة عالجت الظاهرة من جانبيها النظري والميداني.
وأوضحت صاحبة الدراسة د. "إيمان البطران" في تصريح خاص لـ" البوابة نيوز" أن الدراسة استغرقت منها ما يزيد على 6 سنوات حتى تتمكن من اتمامها نظرا لصعوبة إجراء الشق الميداني إذ أنه لم يكن من السهل أن تجد حالات ممن تأخروا في الزواج من الجنسين سواء الذكور أو الإناث يمكنهن الحديث عن تجربتهم الشخصية وظروفهم التي جعلتهم يقضين كل هذه الفترة دون زواج، فهذا الموضوع يمثل لكثير منهم ذكرى غير سارة لأنه يذكرهم بأكبر مشكلة في حياتهم، وكان لابد من إجراء الدراسة على عينة ممثلة تتصف بالأمانة والصدق في استجابتها وتطبيق الاستمارة عليها.
وأضافت "البطران" أنه كان هناك صعوبة أخرى صادفتها في إجراء تلك الدراسة وهي ندرة الدراسات العربية التي أجريت في هذه القضية فاعتمدت على الدراسات الأجنبية التي تركز على الصحة النفسية لغير المتزوجين وقد استفادت منها في المقارنة بين المتزوجين وغير المتزوجين.
وبينت الخبيرة في علم النفس أن مما يترتب على تأخير الزواج بين الشباب أن يعانوا من مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والتوتر والقلق وإحساس بالدونية وفقد الثقة بالنفس والدونية، حيث ينظر إليهم المجتمع بنظرة أقل من نظرائهم المتزوجين فهم لم ينالوا شرف أن يكونوا عضوا في أسرة، وهذا معناه أن المجتمع لا يقبلهم ويغمرهم بنظرات الشفقة التي تذبح هؤلاء الشباب، وهناك مشاكل اجتماعية مثل الاحساس بالظلم الاجتماعي والعدوان تجاه الآخرين والمجتمع، نوع ثالث من المشكلات تتصل بالصحة النفسية، منها قرحة المعدة والقولون العصبي، والأرق الشديد والربو وضغط الدم.
وعن خيار تعدد الزواج بالنسبة للمقتدرين من الرجال كحل من الحلول الممكنة قالت د. "إيمان البطران" أن التعدد من الممكن أن يكون جزا من الحل ويفيد في بعض الحالات لكن لا يمكن الاعتماد عليه كحل يصلح للجميع ممن يعانون من تأخير سن الزواج.
وقدمت "البطران" مجموعة من النصائح لمن تأخر زواجهم من الجنسين خاصة الفتيات، وقد طلبت منهن الانخراط في المجتمع والتعايش وعدم الاستسلام لمشاعر الوحدة وقد تأتي الفرصة بدون مقدمات، فعليهن استكمال الدراسة والاتجاه للعمل والانشغال بهواية مفيدة وحفظ القرآن ويكون لها هدف في الحياة فتأخر الزواج ليس نهاية الدنيا، وعليهن التواجد في أماكن يتواجد فيها الشباب والتعامل معهم بشيء من المرونة دون تجاوز أصول الأدب والاحترام، وبالنسبة للآباء عليهم دور مهم في المساعدة في تزويج البنات سواء بناتهم أو بنات غيرهن ممن يرضون دينه وخلقه وأصله، وعلى الفتيات عدم التشدد والتمسك بالأمور المادية والمغالاة في الشروط والإمكانيات، مشيرة إلى أن هناك تحول ملحوظ في قيم السرة المصرية في التعامل مع تلك القضية حيث أصبح الوالدين لديهما تقبل لفكرة الزواج المبكر حتى في سن الجامعة لبناتهن إذا كان هناك عريس مناسب فالفرض المتكرر يتسبب في تأخير سن الزواج وقد يفوتهن القطار مطلقا.
وطالبت صاحبة الدراسة بإعادة النظر في بعض قيم المجتمع المتشددة في قضية الزواج ومتطلباته، والتوعية بخطورة مشكلة تأخر سن الزواج من خلال حملات وبرامج إعلامية تتبنى تلك الظاهرة حتى نبدأ في علاجها، وكذلك تبنى وزارة الإسكان إستراتيجية لبناء مساكن بمواصفات تناسب حديثي الزواج بأقل تكلفة تكون مدعومة من الدولة، كما أن هناك دور لرجال الأعمال في التبرع ومساعدة الغير قادرين على تأسيس منزل الزوجية من خلال تعميم أسلوب "صندوق الزواج"، إضافة إلى أهم حل يجب أن يساهم فيه الجميع أفراد ومؤسسات المجتمع وكذلك الشركات الخاصة وهو تقليل نسبة البطالة بين الشباب وتوفير فرص عمل لهم.