الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"بي بي سي" تسأل "هل تؤيد انفصال البلاد العربية؟".. وخبراء: تحاول إشاعة الفتنة.. محمود خليل: بريطانيا لا تجد غضاضة في تقسيم الوطن العربي.. ومكرم محمد أحمد: الإرهاب سينال من داعميه

خريطة العالم العربي
خريطة العالم العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" استطلاعًا للرأي، حول انفصال الدول العربية، وذلك في برنامج "دنيانا"، وكان السؤال الذي طرحته هو: "الكثير من الدول العربية تشهد انقسامات داخلية تصل في بعضها إلى الصراع المسلح، فهل الانفصال هو الحل؟".

وهو استطلاع رأي يثير الريبة والشكوك حول توجهات ذلك المنبر الإعلامي الكبير، خاصة خلال المرحلة الأخيرة التي يمر بها الوطن العربي بظروف عصيبة.


"البوابة نيوز"، استطلعت آراء عدد من خبراء الإعلام، حيث أكد الدكتور محمود خليل، رئيس قسم الصحافة بجامعة القاهرة، أن ما قامت به "بي بي سي" البريطانية من عرض استفتاء حول تقسيم الوطن العربي، ليس بجديد على سياستها المناوئة لدولة مثل بريطانيا، وليس غريبًا عليها محاولة الاستفتاء على تقسيم وفرقة البلاد العربية، فتلك البلدان لا تجد غضاضة من ذلك، في الوقت الذي قامت فيه من قبل برعاية مخطط لتقسيم الوطن العربي فيما يعرف باتفاقية "سايكس بيكو"، في مطلع القرن الماضي.

وأوضح خليل أن بريطانيا لا تجد غضاضة في بقاء الوطن العربي مقسم داخليًا، وأن ما يساعدها على ذلك، جرثومة التفكك التي تعيش عليها الشعوب العربية حاليًا، في ظل غياب الإمكانيات التي تؤهلها للخروج من ذلك المستنقع، وتحقيق أي تقدم على مستوى النواحي السياسية، وذلك في الوقت الذي استطاعت خلاله أوربا في تكوين الاتحاد الأوربي، وهو ما تعجز عنه البلدان العربية في الوقت الحالي.

وأشار إلى أنه لا يجب الاعتماد على الضجر والغضب من تلك السياسات الإعلامية، التي انتهجتها "بي بي سي"، أو ينتهجها الإعلام الغربي بشكل عام، والذي يعمل وفق قواعد وتقاليد تشجع على الفرقة وتحقيق الانقسام، ولكن ما يجب وضعه في الاعتبار حاليًا، هو أنه طالما لا يوجد توافق فذلك يعني نمو جرثومة التفكك، وهو ما يتطلب أن يكون الحكام العرب قادرين على مواجهة تلك التحديات.


من جانبه أكد مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، أن الانقسامات الموجودة داخل الوطن العربي، يقبع خلفها العديد من الملابسات المعروفة، والتي تتمثل بالأساس في وجود تآمر ومصالح ومواقف وحسابات خاطئة، أيضًا هناك دول تدعم الجماعات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان الإرهابية، ودول مثل قطر وتركيا، مشيرًا إلى أن هناك دول أخرى تتجه إلى أخذ موقف حيادي من الإخوان مثل الجزائر والمغرب، التي تخاف من غضب الإخوان.

وأضاف مكرم أن البلدان التي تتصور أنها بذلك الشكل بمأمن من وقوع ثورة ضدها، خاطئة تمامًا، خاصةً أن تلك الدول لا تعرف أن إرهاب الإخوان وغيرهم من الجماعات الأخرى سيطالهم وينال منهم ومن الدول الأخرى المؤيدة للإخوان مثل قطر وتركيا التي تنفذ الأجندات الأمريكية.

وشدد على أن السياسات الإعلامية ليست مستقلة عن سياسات الحكومات، فهناك سياسات تأخذ موقف وسط دون التفاوض لحل مشكلة ما، في الوقت الذي لا يمكن التعايش فيه مع الإرهاب، وهو ما يهم الولايات المتحدة الأمريكية في الأساس.


من جانبها استنكرت الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، موقف "بي بي سي"، والذي يدور في فلك اعتبار التقسيم كنوع من الحلول لمواجهة الانقسامات والصراعات المسلحة، مشددةً على أن ذلك لا يعتبر حلا على الإطلاق لمواجهة الانقسام، وإنما يشكل نوعًا من المصلحة للعديد من الدول الأخرى، مثل بريطانيا، والولايات المتحدة، وذلك للاستفادة من ضعف البلدان العربية، والسيطرة على ثرواتها الطبيعية، وموقعها الاستراتيجي.

وأضافت أن المتابع للتاريخ يدرك أن فكرة الاتحاد والوقوف يدًا واحدةً، لم يحدث بين يوم وليلة داخل البلدان المختلفة التي أصبحت قوية خلال وقتنا الراهن، فألمانيا على سبيل المثال كانت عبارة عن مجموعة من الدويلات، وكان هناك صراعات مشتركة داخلها، حيث كان الحدث الأكبر في نهاية القرن العشرين، هو اتحادها، وأيضًا دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن سوى مجموعة من الولايات، ولم يكن أمامها فرصة للتقدم، وأيضًا الأمر بالنسبة للاتحاد السوفيتي سابقًا، والاتحاد الأوربي.

وحذرت من أن تقسيم البلاد العربية داخليًا، من شأنه العمل على تدميرها، وتحويل البلدان العربية إلى قبائل، وتفتيتها لدويلات صغيرة، مؤكدة أن الحل أن تقوم البدان العربية بتقوية جبهاتها الداخلية.