الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

توازن الرعب مع داعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشهد جديد لأكثر من عشرين كردياً داخل أقفاص من حديد محمولة على سيارات نصف نقل ويجوب بهم الدواعش المناطق الخاضعة لنفوذهم تمهيداً لذبحهم كالمصريين في ليبيا، وبينما ينطلق ذلك الفيلم الإرهابي على مواقع التواصل وفي القلب منها اليوتيوب، كان قد سبقه تراشق حاد بين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعموم الشعب المصري من خلال هاشتاج اعتبره المصريون مسيئا ولا يمكن أن يكون مفتاحاً لحوار فعال يحل ولا يُعقد.
ويبدو أن التشظي الذي تعيشه عدد من الدول العربية هو الطريق المُمهد لداعش وغيرهم لبث الرعب في قلوب الآمنين، وفيما يخص الواقع المصري فهو مُعقد وصعب على الساحتين الداخلية والخارجية، داعش في معسكراتها قريبة على الحدود الغربية، وكانت ضربة الطيران العلنية التي نفذتها مصر هي فرض عين على كل مقاوم لقوى التطرف والظلام، وبدلاً من اصطفاف الصف العربي خلف هذه الضربة، جاءت قطر لتُغرد كالمعتاد بعيداً عن الصف وهو ما اعتبره مندوب مصر بجامعة الدول العربية دليلاً على دعم قطر للإرهاب.
كل هذا كان من الممكن له أن يمُر ولكن دخول الأمين العام لمجلس التعاون على خط الدفاع عن قطر هو ما ألقى بظلال شك حول وحدة الصف العربي في مواجهة الإرهاب، صحيح قامت أمانة المجلس بنفي تصريحات الأمين العام بعد 12 ساعة من تصريحاته التي سببت الأزمة ولكن خلال هذه المدة كانت الخنادق قد ارتبكت، وهو ما دعا الدواعش لاستعراض رعب جديد من خلال التجول بالأقفاص المحبوس بها مقاتلي البشمركة.
وعلى ذلك فيما يبدو أن الانتصار على الإرهاب لن يكون بالضربة القاضية كما كنا نتمنى وصارت اللعبة نحو الانتصار بالنقاط في ظل الحماية التي فرضتها أمريكا على نفر من هؤلاء الإرهابيين سواء بمسرحية محاربتهم في سوريا والعراق أو بمطالبة الليبيين بالتحاور مع الإرهابيين، وهنا بالتحديد نجد أن مصر مضطرة للتعامل بالقطعة في هذا الملف الذي تتجدد متغيراته يومياً.
وهانحن نرى الشعب الليبي يدعونا ويدعو السيسي تحديداً للتحالف مع الزعيم الليبي حفتر للقضاء على الإرهاب فهل يفعلها النظام المصري ويغلق أذنيه عن صرخات واشنطن وبكاء قطر وغرور تركيا ويقرر الاشتباك الصاعق هناك في ليبيا وفق حسابات دقيقة تجلب النصر وتحقق أمان الجبهة الغربية؟!
نعرف أنه قد يكون فخاً ولكن أبداً ما حسم التردد والخوف معركة، وها نحن نرى المترددين في سائر الجبهات يتجرعون الألم تلو الآخر، ونرى استعراض الرعب بالسكاكين الداعشية على كل ناصية محتلة، فالوقت الذي يمر من أجل اتخاذ قرار استراتيجي مريح، يتمدد أثنائه التكفيريون ويتم دعمهم بالمال والسلاح من خلال القنوات التركية المتحالفة معهم، وهذا ما يفرض على القرار المصري إعادة النظر في التعامل مع النظام السوري الذي يحارب منذ سنوات ويواجه المخطط المكشوف، وهنا بالتحديد سوف تسقط كل الأقنعة سواء في المحيط العربي أو الدولي.
النظر للجبهة الغربية بعين السلاح والتعامل مع الجبهة السورية بعين السياسة والحذر من أنفاق دواعش حماس، كلها أوضاع معقدة مكتوب على مصر التعامل معها، وهي وحدها مصر المتضرر الأكبر كما أنها ستكون المنتصر الأكبر في حال سير الأمور لصالحها.