الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لن ترضى عنك قطر وإسرائيل حتى تتبع الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا تريد قطر من المصريين؟ من السذاجة أن يعتقد أحد أن لقطر دورا فى ما يحدث أو ما سيحدث فى العالم العربي، ومن السذاجة أيضا أن يتم الحديث عن الديوان الأميرى القطرى، وكأنه الجهة التى تحكم. منذ بداية غزو العراق للكويت، انتهى دور القطريين فى حكم بلادهم تماما، وسلمت عائلة آل ثانى مقاليد الحكم للولايات المتحدة الأمريكية، فى مقابل ضمان وجودها وبقائها فى سدة الحكم القطري، وأصبحت إدارة سياسة قطر الخارجية، وما تستلزمه من أموال وغاز تحت أمر وطواعية المندوب الأمريكى السامى فى قطر. وتسلمت المخابرات المركزية الأمريكية إدارة قطر الخارجية، وتركت لآل ثانى إدارتها داخليا بما لا يتعارض مع السياسة الخارجية، وبالتالى لا يستطيع لا أمير قطر ولا شعبها تغيير الواقع الذى تعيش فيه الآن، وأصبح الشأن القطرى يدار داخل غرف أكبر قاعدة جوية أمريكية فى العالم «قاعدة السلية». ودفعت الولايات المتحدة قطر لإحداث الشقاق فى الأمة العربية، تماما مثلما فعل الإخوان، كلاهما له دوره المرسوم بدقة فى خطة تفكيك الوطن العربى وتدميره، تعاون الاثنان لإسقاط الدولة السورية، وتعاون أيضا كلاهما فى إسقاط الدولة الليبية. وفعل الاثنان ما لا يتخيله البشر، فى محاولة لإسقاط الدولة المصرية، وكادا أن ينجحا فى غفلة من المصريين، لكن يقظة مؤسسات الدولة حالت دون استكمال مخططاتهما الصهيونية السافلة. وبالتالى هل يعتقد أحد أن السخرية والاستهزاء سيؤثران على أشخاص باعوا شرفهم، وسلموا وطنهم طواعية للأمريكان يستبيحونه كل الوقت، ويهتكونه وقتما شاؤوا؟ مستحيل أن يتأثر أحد بالسباب والشتيمة، بعد أن احترف القوادة على أهل بيته ووطنه. إن اهتمام مصر بعظمتها وتاريخها، وشعبها وقيادتها، بالدور القطري، هو نوع من إهدار الوقت والجهد، وتقليل الشأن، ويجب توجيه كل الجهود لتغيير السياسة الأمريكية تجاهنا، والوقوف أمامها بقوة. ولعل الإدارة المصرية بدأت بالفعل فى ذلك، الاتجاه صوب دول أخرى لها ثقل سياسى عالمي، مثل روسيا وفرنسا والصين، وفك الارتباط الكاثوليكى الذى بدأ منذ نهاية ٧٣ مع الأمريكان، وما يتردد عن مقولة لأحد كبار المسئولين فى الدولة، حين أكد أن مصر ولأول مرة فى تاريخها، «ماشية بدماغها»، دون وصاية من أحد، ودون استئذان من أحد، وهذا له ثمن. ثمن ستدفعه مصر غاليا، من أرواح أبنائها، لتعيش الأجيال القادمة مرفوعة الهامة والقامة، ثمن الحرية السياسية الغائبة منذ أكثر من ٤٠ عاما، ولن تسكت الولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي.. الدولة الصهيونية، سيستخدمان قطر، ويدفعانها لتصدر المشهد فى الهجوم على مصر إعلاميا، وتمويل العمليات الإرهابية. وعلينا جميعا أن ندرك أن الدور القطرى لن يتوقف، بدون الأوامر الصهيونية والأمريكية، حتى الدول الخليجية المدركة لخطورة الموقف وتداعياته، لن تستطيع تغيير الدور القطري، ولن أكون مبالغا حين أؤكد، أن قطر نفسها لن تستطيع تغيير موقفها، فالفأس وقعت فى الرأس. وحدها مصر هى التى تستطيع إنهاء الاحتلال الأمريكى لقطر، وتحرير الشعب القطرى من عصابة آل ثاني، ليس عسكريا وإنما بفرض الاستقرار فى المنطقة العربية بأكملها، وهو ما سيحدث عاجلا أم آجلا. إن الإرهاب القائم حاليا فى ليبيا، والممول بواسطة المال القطري، والدعم اللوجيستى التركي، وتحت الرعاية الأمريكية، سيستمر فى تصعيد عملياته ضد مصر والمصريين، ولقد شاء القدر أن تدخل مصر فى المواجهة العسكرية ضد العصابات الداعشية، وهى مواجهة يرحب بها الشعب المصرى بأكمله، الذى لن ينتظر مذبحة أخرى تحدث ضد مواطنيه. وستدعم مصر الحكومة الليبية الشرعية والجيش الليبى، بكل قوة، فالأمر أصبح يهدد الأمن القومى المصري، وتعدى ذلك بتهديد المواطنين والتعدى عليهم، سواء شجبت قطر، أو ادانت الولايات المتحدة.
خطر الإرهاب بدأ فى شرق مصر.. فى سيناء، وبعد محاصرته واقتراب نهايته، عاد يظهر مجددا فى غرب مصر، بالقرب من حدودنا، وبدأت القوات المسلحة فى التعامل معه، ومثله مثل إرهاب سيناء، سيتم محاصرته والقضاء عليه، فهل الجنوب المصرى سيكون عليه الدور؟ ربما نفاجأ بإعلان ولاية جديدة لداعش فى شمال السودان لتكتمل المؤامرة على مصر، ويتم إنهاك قواتنا المسلحة وشعبنا فى الدفاع عن أراضينا.. فالسودان يمتلئ بالصراعات المسلحة والتوترات الطائفية، وكل ما أرجوه أن تكون الأجهزة المصرية المعنية تتابع لحظة بلحظة ما يحدث فى الجنوب، وإجهاض أى محاولات تمس أمننا القومى أولا بأول.