الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إعلام فاقد للوعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست المرة الأولى- وليس لدى الأمل فى أن تكون الأخيرة- التى يذهلنى فيها ويصدمنى هذا الاداء ( الردئ ) والمثير للدهشة والعجب لإعلامنا المصر، والذى ان دل فإنما يدل على فقدانه للرؤية.. أو فلنقلها بشكل اكثر وضوحا: لفقدانه للوعى.
** فعندما تقوم قناة فضائية مشبوهة بتسريب فيديو للرئيس السيسي يتحدث فيه مع مدير مكتبة مهاجما دول الخليج، متحدثا فيه حديثا لا يعقله ولا يصدقه طفل، واصفا اياهم بأوصاف لا يمكن ان تخرج عن رئيس مصر العظيمة لا جهرا ولا سرا.
والهدف بالطبع كان يستهدف فى المقام الأول تعكير نفوس الشعب الإماراتى وهم يستمعون الى كلمات موجعة تصف بلادهم بأوصاف هى بالطبع ملفقة وكاذبة، لكنها توجع وقد يصدقها البعض من البسطاء .. قبل ان يستهدف تعكير صفو العلاقات بين البلدين على المستوى الرسمي..
** وعندما يبادر ويسارع ولى عهد ابوظبي الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب تسريب الفيديو الملفق بالاتصال بالرئيس عبدالفتاح السيسي هاتفيا مؤكدا .. أن عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات المتحدة محل اعتزاز قياداتى وشعبي البلدين ، وان اى محاولات فاشلة وحاقدة لن تؤثر على مايربط البلدين من علاقات اخوية متينة ومتنامية ..

** ثم وعقب نشر الفيديو المدسوس والكاذب بأيام قليلة، وأثناء انعقاد
( القمة الحكومية ) بدبي.. يتحدث الشيخ عبدالله بن زايد بن نهيان وزير خارجية دولة الامارات العربية مؤكدا ان مصر هى اساس استقرار العالم العربي .. قائلا " لايمكننا إلا ان نكون فاعلين فى تحقيق الإستقرار والتنمية لمصر العزيزة التى لها الفضل على جميع الدول العربية " .. مضيفا " نحن فى طليعة الداعمين لاإستقرار الشقيقة مصر "
وهى رسالة رسمية واضحة جاءت على لسان وزير خارجية دولة الإمارات العربية وفى حضور نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد.
ال مكتوم .. اكد فيها حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز اواصر العلاقات مع مصر ، وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين ، مشيرا الى ان موقف الامارات المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخي ثابت وليس وليد مرحلة معينة ، فى ضوء الدور المحورى لمصر فى محيطها الاقليمي والدولى وماتمثله من صمام امان لإستقرار وامن المنطقة .. معربا عن ثقته الكاملة فى قدرة الشعب المصري وقياداته على مواجهة كل التحديات والمضي قدما فى طريق النجاح والوصول للأمن والإستقرار والتقدم ..
** إنها رسالة واضحة قوية جاءت ردا مباشرا على ذلك الفيديو وذلك الكلام ( التافه ) فى ذلك الفيديو المدسوس الكاذب ..
رسالة تعد توضيحا رسميا من القيادات الاماراتية موجهة للشعب الإماراتى فى المقام ااول، حتى لايؤثر فيه ماجاء فى ذلك الفيديو من أكاذيب وتلفيقات، موضحة مدى قوة ومتانة العلاقات بين مصر ودولة الامارات على مدار التاريخ .. وان لمصر دورها وفضلها الذى لايمكن ان ينسى لها على جميع الدول العربية ..
** هذا رسائل واضحة وسريعة قدمها الجانب الإماراتى .. فماذا فعل وقدم اعلامنا المصري بهذه الرسائل ؟
وهل اتخذها فرصة لتكون هى مادته الرئيسية والأساسية فى جميع القنوات المصرية وعلى مدى أيام متتالية .. يتحدث حول ماجاء فيها ويستضيف الخبراء والمحللين السياسين، يتحدثون عن العلاقات بين مصر وبلدان الامارات على مر السنوات الطوال، ومنذ عهد الزعيم جمال عبدالناصر والشيخ زايد بن سلطان رحمهما الله .. وماتلى ذلك من مراحل؟
- الم يتذكر واحد من الإعلاميين الافاضل تلك الكلمة الخالد للشيخ زايد عن مصر عندما قال ” ما تقوم به الإمارات نحو مصر هو نقطة ماء في بحر مما قامت به مصر نحو العرب “ ؟ .. يذكر بها الشعبين فى مصر وفى الإمارات .. ويدفع الى المزيد من الترابط والاخاء !!
- الم نكن نحتاج ان نتذكر جميعنا كلمة أخرى رائعة للشيخ زايد بن سلطان وهو يقول .. " نهضة مصر نهضة للعرب كلهم " ؟
- الم يكن جديرا بإعلامنا ان يسمعنا وصيته لأبنائه والتى هم حقا كانوا لهاأ وفياء .. والتى قال فيها ” أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر، وهذه هي وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم؟
- الم يكن مفيدا ومهما ان تعرف الاجيال بالدور الذى قام به الشيخ زايد بن سلطان فى حرب أكتوبر 1973 .. و كان انذاك في زيارة إلى بريطانيا، ولم يتردد في إعلان دعمه الكامل، ووقوفه في الخندق الأمامي، وقرر دعم الحرب بكل ما يملك، وقدم ما في خزينة بلاده، ثم اقترض ملايين الجنيهات الاسترليني من البنوك الأجنبية ليقوم بإرسالها على الفور إلى مصر وسوريا.
وقال كلمته الخالدة "ليس المال أو النفط العربي أغلى من الدماء العربية"
ثم بعد حرب أكتوبر كانت وقفتة التي لا تنسى لمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس (السويس- الإسماعيلية- بور سعيد) التي دُمرت في العدوان الصهيوني عليها عام 67 .
** ألم يكن مهما وأكثر فائدة للمشاهدين فى مصر وفى الإمارات وفى جميع البلدان العربية وفى كل العالم ، ان يشاهدوا الحلقات تلو الحلقات على جميع القنوات المصرية، حول تلك المواقف والعلاقات التاريخية بين مصر وبين دولة الإمارات والتى لم تختلف عنها فى الحاضر، والتى تؤكد أن الأبناء قد ساروا على درب أبيهم فى حبه وعشقه لمصر واعترافه بفضل وقيمة مصر؟ ..
- الم يكن هذا مهما يا علاميي مصر؟! .. أم أن برامج (الخناقات) وتبادل الشتائم وقذف الضيوف بعضهم البعض بالمياه، وبرامج الفضائح والقبح وخدش الحياء والشعوذة ، وبرامج الاحاديث الجوفاء المتكررة المملة هى الأهم لديكم؟!
** حقا لاسامحكم الله .. فمصر التى كانت هى الأولى والرائدة والقائدة فى مجال الإعلام قد انحدرتم بها الى مستوى يجعلكم فى مصاف مرتكبي الجرائم الكبرى..
حقا لا سامحكم الله..